الحديدةُ لؤلؤةٌ من يد فحام إلى يد الصمّاد
دينا الرميمة
على ساحل البحر الأحمر تقع مدينة الحديدة كلؤلؤة بالغة الجمال أهداها البحر لليمن وشريان مُغَذٍّ لأغلب مدنها بموانئها وسواحلها، الحديدة المدينة التهامية التي تحتضن البحر والجبل معاً، وفي طياتها تحمل مساحات شاسعة من السهول والوديان التي إن تعهدت طينتها السمراء بالاهتمام والرعاية جادت لك بمختلف أنواع المحاصيل الزراعية التي سترفد الاقتصاد اليمني وتجعله يتحدى كُـلّ معارك الأمن الغذائي!!
مدينة تحظى بمثل هذه المميزات كان الأحرى بالأنظمة السابقة أن تجعل منها عروساً فاتنة تليق ببحرها ويرتقوا بها إلى قائمة المدن السياحية العالمية بما يعود بالخير على سكانها بشكل خاص واليمن بشكل عام.
إلا أنها كانت وكما يقال “لؤلؤة بيد فحام”؛ كونهم غلبوا مصالحهم الخَاصَّة على مصالح دولة وشعب ولوثوها بيد الإهمال وَجعلوا البؤس باديًا على محيَّا أهلها، وباتت الحديدة من أكثر المدن التي تعاني من الأوبئة والأمراض؛ بسبب مناخها الحار والرطب، في ظل غياب لأبسط الخدمات.
حتى تسلم زمام الحكم الرئيس صالح الصماد، الذي قدر قيمة الحديدة ووضعها ضمن أولوياته خَاصَّة وهو يرى دول العدوان تحيك كُـلّ الخطط للاستيلاء عليها، ولها وجهوا كافة طاقاتهم وعدتهم وعتادهم، بعد أن قطعوا شريانها الذي يعد مصدر رزق لأغلب سكانها، وكبقية المدن غطت الحديدة في ظلام دامس إلا أنها كانت الأكثر معاناة من انقطاع الكهرباء؛ بسَببِ طقسها الحار جِـدًّا الذي أفقد الكثير حياتهم إلى جانب من فقدوا حياتهم بالحصار والغارات وصارت مرتعاً خصباً للموت!!
وبدأ الصماد يتعهد مدينة الحديدة بالزيارات لتلمس حاجة أهلها ويطمئنهم ويعدهم بصد أذى المعتدين عنهم وأن دمه سيبذله دونهم وغدا همّ الصماد الأول هو تحرير الحديدة من مرتزِقة العدوان وعليها قضى نحبه وارتوت رمالها من دمه الذي كان سبباً في تحريرها بعد أن تركها أمانة شعب وقيادة أوفياء لقائدهم ووصيته!!
بعدها ما أن تولى الرئيس مهدي المشاط، قيادة الدولة حتى وضع أمانة الصماد نصب عينيه وإليها وجه كافة الجهود حتى دحروا الغزاة عنها ومن ثم تحَرّك بإنشاء المشاريع التي تخفف من وطأة المعاناة كان أبرزها إعادة تشغيل كهرباء الحديدة وبأقل تكلفة التي أصبحت همّ المواطن الأول في الحديدة وكما تم توصليها بالمجان للأسر الفقيرة والتي بلغت حوالي “٧٣٢٥” أسرة.
أضف إلى توصيلها لأكثر من ست وستين مدرسة وسط ارتياح شعبي كبير.
أضف إلى إنشاء مركز غسيل كلوي الذي حمل اسم “الشهيد الصماد” من ضمن المشاريع الهامة التي تم تنفيذها بكادر يمني متخصص ليكون المركز الأكبر في مجاله، حَيثُ سيتم تطويره ليكون مركزاً لتفتيت الحصوات وزراعة الكلى.
أَضِفْ إلى تحَرُّكِ القيادةِ في إنشاء المشاريعِ السياحية كـ: الفنادق، والمنتجعات؛ لتعزيز السياحة الداخلية، وبما يجعلها قبلة للزائرين من الخارج بعد انتهاء الحرب، وبالتأكيد ستعودُ تلك اللؤلؤةُ لتشعَ جَمالاً وَبهاءً، ويرى بريقها بوجه سكانِها البسطاء الذين عبثت فيهم الحربُ طويلاً؛ فجابهوها بكل شرفٍ؛ انتصاراً لأرضهم التهامية ولكل اليمن.
- المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع