علي الهمداني

إن نتائج استخدام أسلحة الدمار الشامل كارثية، فهي تدمر مدن بأكملها من على وجه الأرض وتتسبب بالموت والتشوهات والآلالم الذي لا يُحتمل، بالإضافة إلى قدرتها على تغيير مجرى الأحداث السياسية على مستوى العالم؛ وامتلاك إحدى الدول لأسلحة الدمار الشامل مهما كانت صغيرة وضعيفة يغير من ميزان القوى السياسية والاستراتيجيات العالمية بأكمله. فالولايات المتحدة تعد واحدة من الدول الخمس الخاضعة لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة تمتلك أسلحة نووية، وصادقت عليها الولايات المتحدة عام 1968م، وقد رفض مجلس الشيوخ الحظر الشامل للتجارب النووية في أكتوبر 1999م، وكان قد صادق سابقاً على معاهدة الحظر الجزئي للتجارب النووية عام 1963م، على الرغم من أن الولايات المتحدة لم تختبر سلاحاً نووياً منذ عام 1992م الا أنها اختبرت العديد من المكونات غير النووية وطورت حواسب عملاقة قوية في محاولة لاستخلاص المعرفة المكتسبة من التجارب دون إجراء اختبارات فعلية.
توقفت الولايات المتحدة عن تطوير أسلحة نووية جديدة في أوائل التسعينيات من القرن العشرين والحفاظ على ترسانتها التي أصبحت قديمة عام 2003م.
ان انتشار أسلحة الدمار الشامل هو موضوع شائك ومعقد وان أسلحة الدمار الشامل لا تعني فقط تملك السلاح النووي والكيماوي والبيولوجي كمادة او سلاح بل تعني أيضا امتلاك الوسائل اللازمة لإيصاله الى الهدف أو الأهداف المقصود مهاجمتها، فالولايات المتحدة تريد منع دول العالم من امتلاك الأسلحة النووية، وهي أوّل من استخدم هذه الأسلحة في تاريخ البشرية من خلال القنبلتين الذريتين اللتين ألقتهما على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين مع اقتراب نهاية الحرب العالمية (الغربية) الثانية وبرغم تأكدها من قرب استسلام اليابا،ن فلقد كان مجموع الخسائر البشرية في هاتين المدينتين هو 400000 قتيل.
وبهذا القصف الذري أقُحمت أمريكا العالم حتى اليوم في دوّامة العصر النووي المرعب وهي التي تريد منع دول العالم من امتلاك الأسلحة الكيميائية المُحرّمة، فهي أول من استخدم (العامل البرتقالي) بكل وحشية ضد الشعب الفيتنامي “الصغير” ولمدة 10 سنوات متتالية مما تسبّب في خسائر بشرية فادحة وتشوّهات مريرة.
وحسب تقرير للكونغرس الأمريكي فإن ضحايا فيتنام من العامل البرتقالي هم 4.8 مليون مُصاب، 500000 طفل مشوّه، 800000 شخص بحاجة لرعاية طبية مستمرة، ومن أجل تخفيف المخاطر المترتبة على وجود هذه الأسلحة بين ايدي دول تتحكم بها مشاعر العداء جراء وجود صراعات مزمنة، لم يسع المجتمع الدولي لحلها حتى الآن.
ويشكل امتلاك أمريكا لهذا الكم من السلاح النووي خطراً على العالم وهذا ما يدفعها الى اعتماد سياسات لا تتسم بالحكمة والتوازن مثلما هو موقفها تجاه ايران والعراق وخصوصاً عندما تلجأ الى التهديد باللجوء الى الخيار العسكري لنزع أسلحة الدمار الشامل من العراق فقد استخدمت أسلحتها ضد الشعب العراقي و أدت أسلحتها الى تشوهات لدى الأطفال بشكل فضيع لا يتحمله بشر، وتضع ايران في خانة (محور الشر)، فإن الولايات المتحدة هي (الشر بعينة)، حيث تقوم أمريكا بتزويد “الكيان الصهيوني” بما أنتجته التكنولوجيا الامريكية من أسلحة جديدة ورفع العلاقات من “الكيان الغاصب” الى درجة الحليف الاستراتيجي وتزويدها بطائرات يمكنها حمل السلاح النووي الى مسافات بعيدة .

الجرائم الأعظم لأمريكا في التاريخ هي :-
– استخدام أسلحة الدمار الشامل النووية والكيماوية والجرثومية ضد اليابان.
– استخدام أسلحة الدمار الشامل النووية والكيماوية والجرثومية ضد فيتنام.
– استخدام أسلحة الدمار الشامل النووية والكيماوية والجرثومية ضد صربيا.
– استخدام أسلحة الدمار الشامل النووية والكيماوية والجرثومية ضد يوغسلافيا.
– استخدام أسلحة الدمار الشامل النووية والكيماوية والجرثومية ضد العراق.
– استخدام أسلحة الدمار الشامل النووية والكيماوية والجرثومية ضد سوريا.

عندما نرى ما فعلته الولايات المتحدة باستخدامها أسلحة محرمة دوليا، فإنه يجب معاقبتها وعلى المجتمع الدولي اتخاذ خطوات جادة حيال الولايات المتحدة وحيال ما تقوم به في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط.
أمريكا تمتلك أسلحة دمار شامل ويجب معاقبتها …

  •  المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع