طارق مصطفى سلّام

المتابِعُ لخطاب السيد القائد في ذكرى استشهاد الرئيس الصماد، والرسائل الهامة التي تطرق إليها السيد -حفظه الله- يؤكِّـدُ بما لا يدعُ مجالاً للشك حيثياتِ وأبجدياتِ المرحلة القادمة التي يراها الغزاةُ والمرتزِقة بعيدة، لكن اليمنيين ينتظرونها بفارغِ الصبر، وقد باتت لديهم أقربَ من أي وقت مضى.

إن خطابَ سماحة السيد -رضوان الله عليه- ورسائلَه الصريحة والواضحة تحملُ في طياتها معاناةَ وهمومَ ومطالبَ شعب بأكمله يجب على العدوّ أن يستمعُ لها بآذانٍ صاغيةٍ؛ حتى لا يجد نفسَه أمام جيوش حيدرية ورجالٍ أشداء ومنظومات عسكرية وحربية نكلت بالأعداء في مختلف الجبهات والميادين، وعرفها العدوّ، وعايش ضراوتها حتى في مضاجعه؛ لذا فَــإنَّ العدوَّ اليوم أمام خيارين لا ثالثَ لهما: إما الانصياع لقرارِ القيادة، أَو خوض المعترك الصعب الذي يخشاه العدوّ وفر منه مسلوبَ الكرامة والقرار.

إن السلامَ الهزيلَ الذي يراهن عليه الأعداءُ لا يمكن أن يتقبَّلَه عقلٌ أَو منطقٌ؛ فالعدوّ الذي شن غاراته الوحشية علينا في ٢٦ من مارس ٢٠١٥، وأعلن حربه من واشنطن، وبدعم ١٨ دولة عربية وأُورُوبية، يحاول أن يلعبَ اليوم دورَ الوسيط الحميم، ويضع نفسَه بموضع الأصدقاء الحميمين، دون أن يعيَ مسألةَ أن عليه رفعَ عدوانه وحصاره عاجلاً وأن يسحب كُـلّ جنوده ومليشياته من كُـلّ ربوع وجزر وأراضي الوطن التي ظنوا أنها مباحةٌ لكل من أراد بسط سطوته وتجريبِ حظوظه، دون أن يراعيَ أَو يباليَ بحقوق هذا الشعب أَو يلتفت لمعاناته.

إن الوهمَ والابتذالَ الذي اعتاد على تسويقه العدوُّ، من خلال سعيه في تسويف القضية اليمنية، ومحاولة إظهار نفسه كطرفٍ محايد وراعٍ لعملية السلام في اليمن، سلوكٌ مبتذَلٌ ورخيص، وإن هذا الشعبَ الذي ظل تُرتكَبُ بحقه جرائمُ وحروبٌ بشعة وظالمة قد أفاق من غفلته، وبات اليوم أكثر وعياً وإدراكاً بما يجري ويحدث من حوله، بعد أن كان محطةً لحقل تجارب لمن هب ودب ومصدراً للتكسُّب لأشخاص منتفعين ممتهنين للكرامة تربعوا على نهب هذا الشعب لعقود.

لقد أكّـد سماحةُ السيد على ضرورةِ رحيل القوات الأمريكية ومن خلفها البريطانية والإسرائيلية والتشكيلات المختلفة من الأراضي اليمنية، وأهميّة استعادة كُـلّ ما هو يمني لصالح الشعب اليمني، وإيقاف العبث والنهب للثروات اليمنية، وإلا فعلى أمريكا ومن سار في فلكها ومنظومتها الإجرامية أن يدفعوا ثمنَ هذا الاستهتار والإجرام بحق اليمنيين، وأن يتحملوا تبعاتِ انفجار مزلزل قادم لا محالة، إذَا لم يكفوا عن محاولة إخضاع اليمنيين وإركاعهم، واستغلال عامل الوقت لصالح تمرير صفقات ومخطّطات مشبوهة تعزز تواجدها بشكل أكبر في الأراضي اليمنية.

ومن هذا المنبر نؤكّـدُ لسماحة السيد القائد أننا كيمنيين من أبناءِ المحافظات الجنوبية المحتلّة نؤكّـدُ ونجدِّدُ وقوفَنا المطلَقَ مع سماحة السيد -رضوان الله عليه- في معركة التحرير كما سبق أن خُضْنا معاركَ الدفاع عن الأرض والعِرض ضد قوى العدوان والاحتلال؛ فَــإنَّنا اليوم على أُهبةِ الجاهزية والاستعداد لاستعادة أراضينا المحتلّة، وخوض شرف المواجهة ضد المحتلّ الأمريكي في أي وقت وظرف ومكان، ولن نتوانى أَو نتهاون في القيام بواجبنا في الدفاع عن حرية واستقلال بلدنا.

  • صحيفة المسيرة