فضيحة جديدة للمبعوث الاممي السابق..!
مجيب حفظ الله (السياسية)
بالنسبة لمن يدعون العمل في المجال الإنساني اثناء الحروب فإن الكثير من الأفراد والمنظمات العاملة في هذا المجال تعتبر استثمار آثار هذه الحروب نوعاً من التجارة الرابحة والرائجة التي لا مثيل لها..
يأتي على رأس هذه التجارة الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة في هذا المجال.
ليس من الانصاف التعميم لكن ممارسات هذه المنظمة الأممية في بلادنا طيلة ثماني سنين من الحرب الملعونة يؤكد ان هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها.
بالنسبة لأمراء الحروب فإن العزف على وتر الإنسانية هو الإيقاع الأكثر جذباً للمال وهو الذي يجعل انهاره تتدفق من كل اتجاه.
حقيقة مؤلمةٌ لكن تجاهلها أكثر ايلاماً فلو أن الأمم المتحدة وبالتحديد مبعوثيها الدوليين كانوا نزيهين في ممارسة دور الوسيط الاممي المحايد لرفع الغطاء الدولي منذ امدٍ بعيد عن مجرمي هذه الحرب الحقيقيين.
لكن تلك ليست البيئة المناسبة التي تستطيع المنظمة الأممية ومن يقف خلفها ان يلعبوا فيها فهؤلاء كما يقال بالعامية يحبون الصيد في الماء العكر.
على هذا الصعيد كشف موقع غربيٌّ فضحية مدوية جديدة تخص المبعوث الاممي السابق مارتن جريفيث والذي يبدو انه لم يكن حقاً يمثل الأمم المتحدة بل كان مبعوثاً لقوى العدوان وتحديداً داعميها من البريطانيين والأمريكان.
ووفقاً لتقريرٍ نشره موقع “ديك لاسفايد البريطاني فإن مارتن جريفيث ارتبط بشراكة تجارية مع رجال اعمال سعوديين واماراتيين اثناء عمله كمبعوث اممي لدى بلادنا.
ولأن الجواب يظهر من عنوانه فإن هذه الشراكة لم تكن سوى ثمناً لانضمام “جريفيث” لركب هذا العدوان كممثلٍ له وليس لمنظمة العجز الأممي.
بالنسبة الى مجموعة الممارسات الأممية التي رسمت خط مبعوثي الأمم المتحدة فإنها في الحقيقة ابعد ما تكون عن خارطة طريقٍ قد يؤدي بأي صورة نحو السلام.
لطالما بدت الأرض التي تقف عليها المنظمة الدولية رخوة ليس لأنها فقط شريكٌ غير موثوقٌ في عملية التفاوض نحو السلام ولكن لأنها بدت في كثير من الأحيان أداةً من أدوات هذا العدوان.
لا يكاد أي مبعوث سابقٍ أو حاليٍ من المبعوثين الامميين يطرح خارطة طريق للسلام حتى يبتدأها من الرياض وذاك الامر وان كان منطقي على سبيل ان السعودية هي المعني الأول بإيقاف هذه الحرب لكن اجندة التفاوض او التهدئة التي يعود بها المبعوث من الرياض تفضح حقيقة التواطئ الأممي مع هذا العدوان.
يضيف الموقع البريطاني المتخصص في الصحافة الاستقصائية ان “جريفيث” أسس شركة استشارية خاصة مع نائب رئيس شركة طاقة عملت على مشاريع بملايين الجنيهات الاسترلينية في الدول التي تقود الحرب على بلادنا وتحديداً السعودية والامارات.
ووفقاً للتقرير الاستقصائي فإن جريفيث أسس شركته الشخصية للوساطة مع شركة آي كير البريطانية التي ترتبط بمصالح تجارية كبيرة في قطاع الطاقة السعودي والإماراتي على الرغم من ان هذه الشركة لا تعمل في أيٍ من هذين البلدين.
كيف يعقل ان يتم تأسيس شركة تعمل في مجال الطاقة الاستشارية في بلدٍ نفطيٍّ ثم لا تعمل هذه الشركة في هذا البلد.
الأمر واضحٌ وضوح العيان فهذه الشركة ليست اكثر من شركة استشارية للرياض وابوظبي فيما يخص العدوان على بلادنا أو لنقل انها واجهةٌ استثمارية لغسيل الأموال التي تلقاها مارتن جريفيث ومن يقف خلفه من عتاولة الأمم المتحدة من أعلاها الى اسفلها.
لسنا هنا بصدد سرد تفاصيل العمالة الأممية التي مارسها جريفيث لحساب قوى العدوان لكننا هنا نسلّط الضوء فقط على حقيقة الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة في بلادنا والذي يفتقر للحياد بشكلٍ كلّي ان لم يأخذ طابع التآمر المباشر مع قوى الرياض وابوظبي ومن قبلهما لندن وواشنطن.
وفقاً للتحقيق الاستقصائي فإن جريفيث كان مرتبطاً بصورةٍ مباشرةٍ بجهاز الاستخبارات البريطاني الدولي “إم ستة عشر”.
ليس ذاك فحسب بل ان لندن قد إعارة احد ضباط استخباراتها للعمل ضمن فريق المبعوث الاممي اثناء عمله في اليمن.
تلك هي اذن باختصار سيرة المبعوث الاممي السابق الى اليمن مارتن جريفيث والتي بالتأكيد تحمل الكثير من ملامح وطريقة عمل الامم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في بلادنا.
يعيش “جريفيث” اليوم بثوبٍ امميٍ جديد ويمارس أدوار جديدة لكن ذاك لن يمحو حقيقة دوره المشبوه في بلادنا.