السياسية:
كتب: المحرر السياسي

يعتبر ميناء عدن من أكبر الموانئ الطبيعية في العالم، تم تصنيفه في خمسينيات القرن الماضي كثاني ميناء بعد ميناء نيويورك لتزويد السفن بالوقود، ما جعل مدينة عدن تستمد أهميتها وحيويتها ونشاطها التجاري والاقتصادي من هذا الميناء.

ميناء عدن يقع وسطاً بين مينائي بئر علي الإماراتي وجدة السعودي، هذين المينائين يحققان إيرادات سنوية بمليارات الدولارت، فيما بعض المغّفلين يقولون إن ما يسمى بالتحالف جاء لاستعادة ما يسمونها بالشرعية، فيما الأمر واضح من خلال دخل المينائين السعودي والإماراتي، إذ لا يمكن أن تقوم دولة أو يُسمع بتشغيل ميناء عدن، لضمان بقاء الحركة مزدهرة في مينائي بئر علي وجدة، وهنا يكمن المغزى الحقيقي للحرب وعلى من تُشن.

لقد كان من أبرز أهداف الحرب، تدمير القوات المسلحة اليمنية حتى لا تستطيع الدفاع عن اليمن، وتحويل تلك القوات إلى مليشيات متصارعة فيما بينها، وهذا ما هو حاصل اليوم في المحافظات الجنوبية والشرقية، هذا بالإضافة إلى تحييد ميناء عدن وإيقافه عن العمل.

يتميز ميناء عدن وبقية الموانئ اليمنية بموقع جغرافي فريد من نوعه في المنطقة، وعلى خطوط التجارة العالمية، الأمر الذي أوجد تنافساً دولياً على الموانئ اليمنية، لما تتمتع به من أهمية استراتيجية.

هناك تاريخ طويل لمحاولة الاستيلاء على الموانئ اليمنية من قبل العديد من الدول الاستعمارية، بما فيها شركة موانئ دبي، يحكمه التنافس المحموم بالسيطرة على خطوط الملاحة البحرية والتجارة الدولية.

تضاعف الخطر على الموانئ اليمنية حديثاً بفعل حركة النشاط التجاري البحري على المستوى الدولي، الأمر الذي عزّز من الأهمية الاستراتيجية لهذه الموانئ في خدمة التجارة الدولية من وإلى أوروبا وجنوب شرق وغرب آسيا.

إذاً نستطيع القول إن للحرب التي شنتها دول ما يسمى بالتحالف على اليمن، جانب اقتصادي على درجة كبيرة من الأهمية، وهو ما بات واضحاً للجميع، حيث برزت الأطماع الحقيقية لكل من السعودية والإمارات في اليمن تاريخاً وثروات وموقعاً سياسياً متميزاً.

 

سبأ