المقاطعة الاقتصادية .. موقف صارم وسلاح فعال
السياسية:
تبقى المقاطعة الاقتصادية للدول التي تعرضت فيها الرموز الإسلامية للإساءة أبلغ رد تصدر له اليمن بكل جسارة وقوة معبراً عن موقف صارم من كل من يقترف أي إساءة بحق الرموز الإسلامية، وفي مقدمتها القرآن الكريم والرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
كان موقف اليمن واضحا ومرتكزا على إرادة شعبية واسعة عكستها مسيرات شهدتها كل المدن في ربوع البلاد أكدت رفضها واستهجانها لما اقترفه متطرفون في السويد وهولندا والدنمارك بحق المقدسات الإسلامية.
وحتى اليوم مازالت تتوالّى في العاصمة صنعاء ومختلف محافظات الجمهورية ردود الأفعال الرسمية والشعبية الغاضبة المنددة بالإساءات الغربية المتكررة للدين الإسلامي والمقدسات وآخرها حرق نسخ من المصحف الشريف في كل من السويد وهولندا والدنمارك.
وشهدت العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات مسيرات، رُفعت خلالها اللافتات والشعارات المؤكدة على السخط والرفض الشعبي للإساءات الغربية المتعمدة لرموز ومقدسات الإسلام، و المستهجنة للممارسات العدوانية المستفزة لمشاعر المسلمين في أنحاء المعمورة.
وتوجت هذا الغضب الشعبي، بالمطالبة بالمقاطعة الاقتصادية والدعوة لطرد سفراء الدول التي تسيء للإسلام والرموز الدينية، وهذا ليس بغريب على اليمنيين وموقفهم الثبات في مواجهة أعداء الأمة والمخططات الصهيونية التي تستهدف المقدسات الإسلامية.
تجلّت مواقف الشعب اليمني بوضوح على لسان قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي حذر مراراً من مخاطر المشروع الصهيوني، الذي يتحرك بشكل كبير في الغرب، ويظهر عدائه الشديد للإسلام في حرق المصاحف والإساءة لرسول لله وأعظم رموز المسلمين.
وأكد أهمية التصدي لمؤامرات الأعداء والتوجه الصادق الذي ينسجم مع الانتماء الإسلامي ومصلحة الأمة ويحقق لها عزتها وفلاحها واستقلالها ويحصّنها من أعدائها.
كما أكد قائد الثورة المسؤوليات التي تقع على عاتق المسلمين في التحرك واتخاذ مواقف جادة تجاه ما يفعله الأعداء وما يرتكبونه من جرائم بحقها.
وكالعادة تقف الأنظمة المطبّعة مع العدو الصهيوني وقوى الاستكبار العالمي، موقف المتفرج وكأن القرآن الكريم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم والمقدسات الدينية لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد مهما بلغ إجرام الأعداء وبرز حقدهم على الإسلام ورسول الإنسانية.
في حين أن الشعب اليمني، الذي ما يزال يدفع ضريبة مواقفه تجاه قضايا الأمة، يأتي في مقدمة الصفوف للدفاع عن الدين والعقيدة ومساندة القوى الحية وأحرار العالم ومظلومية المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها.
واعتبر قائد الثورة إحراق المصحف الشريف وإعلان العداء للإسلام، استفزازاً كبيراً لمشاعر المسلمين، لافتا إلى أن اللوبي الصهيوني يتصدر أكبر نشاط معاد للإسلام والقرآن في الساحة العالمية.
ودعا قائد الثورة في كلمته بمناسبة جمعة رجب، إلى مقاطعة بضائع ومنتجات الدول التي تتبنى رسمياً فتح المجال أمام التصرفات العدائية المسيئة للإسلام والمسلمين واستهداف أقدس المقدسات.
تزامنت التحركات الرسمية والشعبية المنددة بالممارسات المسيئة للإسلام والمسلمين والاعتداء على المقدسات الإسلامية، مع إقرار اللجنة العليا لمقاطعة منتجات الدول المنتهكة للمقدسات الإسلامية آليات تنفيذ قرار مجلس الوزراء بشأن المقاطعة، والإجراءات التنفيذية المشتركة للجهات الحكومية المعنية والقطاع التجاري لمنع استيراد البضائع الأمريكية والصهيونية والسويدية والهولندية والدنماركية، وأي دول أخرى تظهر عداء ضد رموز الإسلام.
يأتي ذلك في ضوء المسؤولية الدينية الواقعة على عاتق الشعب اليمني بمختلف توجهاته ومؤسساته لمواجهة الممارسات المنتهكة للمقدسات الإسلامية و المزدرية للإسلام بصورة عامة التي ازدادت مؤخراً نتيجة تخاذل الدول الإسلامية وعدم اتخاذها إجراءات رسمية لمواجهتها بقطع العلاقات الدبلوماسية والمقاطعة الاقتصادية لمنتجاتها سيما وأن الدول الإسلامية تعتبر ضمن أكبر المستوردين للمنتجات الغربية.
حكومة الإنقاذ الوطني اعتبرت في اجتماعها الأخير، موجهات قائد الثورة في خطابه بشأن مواجهة الهجمة الصهيونية العالمية ضد الإسلام ورموزه وآخرها إحراق نسخ من القرآن الكريم في السويد وهولندا، برنامج عمل لمؤسسات الدولة التنفيذية.
وأقرت المقاطعة الاقتصادية الشاملة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية والسويدية والهولندية والدنماركية، ومنع استيراد البضائع وعدم منح تصاريح جديدة للاستيراد بالتنسيق مع القطاع التجاري.
وشرعت الحكومة والوزارات والجهات ذات العلاقة في اتخاذ تدابير وإجراءات المقاطعة الاقتصادية بالتزامن مع نشاط إعلامي توعوي بأهمية سلاح المقاطعة والتحرك الرسمي والشعبي الواضح المعبر عن التمسك والتعظيم للمقدسات الإسلامية وفي المقدمة القرآن الكريم، والرفض للنهج العدائي الذي تمارسه عدد من الدول الغربية ضد الإسلام والمسلمين.
بالمقابل، فإن مقاطعة استيراد السلع من الشركات والدول المسيئة والمعادية للإسلام والمسلمين، وتعزيز العلاقات مع الدول المناهضة للحملات المسيئة للإسلام والمسلمين، جعل حكومة الإنقاذ الوطني تأخذ في الاعتبار التوجه للسلع المحلية من خلال إعداد استراتيجية للتحول نحو المنتج المحلي بدلاً عن المستورد، وتطوير السياسات الاقتصادية لتنويع قاعدة الإنتاج الوطني والاعتماد على مدخلات الإنتاج المحلية لزيادته صناعياً وزراعياً.
يقول عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي “إن المسيرات الاحتجاجية الغاضبة تعبر عن موقف أبناء اليمن الرافض للإساءات على المقدسات الإسلامية وتوحدهم في الدفاع عن الرمز والقائد الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي يستمد الثائرون منه الثورة على الطغيان ورسم معالم مشرقة للحقوق والحريات”.
ودعا إلى الوقوف صفا واحداً ضد الممارسات المستفزة التي تؤجج مشاعر الحقد والكراهية وتخدم في المحصلة النهائية المتطرفين الذين يبحثون عن مسوغات للقتل والإرهاب والساعين لإذكاء صراع الحضارات.
وفي حين طالب بمحاكمة من يسيء للإسلام، شدد على تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية للدول التي تتغاضى عن حرق نسخ من القرآن الكريم ونشر الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام.
الإساءات المتكررة للمقدسات الإسلامية كشفت زيف إدعاء دول الغرب المتشدقة بإعلاء قيم الحرية.
وفي هذا السياق يؤكد عضو مجلس الشورى الدكتور حزام الأسد، أن استهداف الغرب للإسلام والمسلمين وإحراق نسخ من المصحف الشريف وإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم، يعبر عن سقوط أخلاقي مريع لتلك الدول.
وأكد أنه من واجب العالم أجمع ترسيخ قيم الاحترام المتبادل والتعايش البناء والمسارعة بوضع حد للإساءات للمقدسات والرموز الدينية من خلال تبني تشريع دولي يحظر ويجرم أي إساءات للديانات السماوية والرسل والرموز والمقدسات الدينية.
وتظل المقاطعة الاقتصادية للدول المسيئة للمقدسات الإسلامية والرموز الدينية، سلاحا فعّالاً يؤتي ثماره ولو بعد حين، ما يتطلب من المجتمع أهمية الإدراك بأن مقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية والسويدية والدنماركية والسويدية، واجب ديني نصرة للدين الإسلامي والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
سبأ