السياسية – تقرير: ميادة العواضي

 

في مشهد لا يبدو غريباً على اليمنيين، شهدت العديد من ساحات المحافظات خروج الالاف من الرجال والنساء والأطفال للتنديد بإحراق وتمزيق المصحف الشريف في السويد وهولندا وسط دعوات شعبية لمقاطعة منتجات تلك البلدان.
وتعتبر هذه الاحتجاجات التلقائية غير الموجهة من جهة ما حراكاً شعبياً غاضباً وغيوراً على استهداف فاضح ومسيء للمقدسات الإسلامية، وتطاولاً على المسلمين.
وطالبت تلك الاحتجاجات الغاضبة أنظمة الدول العربية والاسلامية باتخاذ خطوات شجاعة وجريئة على المستويات الدبلوماسية والتجارية لمقاطعة هولندا والسويد وطرد سفرائهما، والخروج عن الصمت بعد هذه الجريمة التي يقف خلفها اللوبي الصهيوني المتحكم بزمام الأمور في دول الغرب.
وطالب اليمنيين بمقاطعة شعبية وحكومية للبضائع الهولندية والسويدية، بدافع من عواطفهم وحماسهم الديني فقرروا إيقاف التعامل بالبضائع والمنتجات المستوردة من الدولة المعتدية وإيقاف التصدير إليها والامتناع عن التعامل معها.

 

الحراك الكبير والتوجه الى الساحات دليل على الغيرة

يعتز اليمني كثيراً بهويته الإيمانية الأصيلة وغيرته على الدين الإسلامي الحنيف، والتي كانت حاضرة في العدد الكبير من المسيرات التي زُينت بها العديد من الساحات في المحافظات، المنددة بالانتهاكات المتكررة للأديان واستفزاز مشاعر المسلمين.
ويرى الكثير من اليمنيين أن المقاطعة الاقتصادية سلاح ردع فعّال في مواجهة غطرسة الغرب، لما لها من قدرة في إلحاقه الضرر باقتصاداتها، وهو سلاح شديد التأثيرً في هذا العصر. ويبدو أن هذا هو الرد المناسب لمثل هذه الانتهاكات المتكررة، وليس فقط بالتنديد وإطلاق الشعارات الفارغة.

وتأتي هذه الإساءات التي تشهدها بلدان أوربية بين الفينة والأخرى لتكشف زيف الحضارة الغربية المزيفة وتفضح حقيقة صورتها المصطنعة وهو عمل اجرامي يعكس مدى الانحطاط الأخلاقي الذي وصلت إليه دول الغرب.

 

جدوى المقاطعة الاقتصادية

قد يتساءل البعض عن جدوى المقاطعة الاقتصادية للدول المعتدية على مقدرات ومقدسات الأمة الإسلامية، وهل يمكن أن تكون للدعوات المجتمعية تأثيراً سلبياً على اقتصاديات دول كبرى؟.
وقد تشكك العديد من الجهات من جدوى هذه المقاطعة وذلك لتراجع المقاطعة الرسمية العربية والإسلامية منذ دخول بعض الدول العربية في مؤامرة “التطبيع” مع الكيان الصهيوني، وحلت محلها مقاطعة المجتمع الأهلي بالبلدان العربية والإسلامية، وقد كانت لها نتائج ملموسة.
ولارتباط الاقتصاد بالسياسة ارتباطاً قوياً، فالعديد يرى ان فعالية تلك المقاطعات سيكون لها تأثير كبير على خلخلة الاقتصاد لتك البلدان وخاصة فيما يشهده العالم في الوقت الراهن من ركود اقتصادي.

توجهات رسمية

وفي وقت لاحق، ناقشت اللجنة العليا لمقاطعة منتجات الدول المنتهكة للمقدسات في صنعاء جوانب العمل المشترك بين الجهات الحكومية المعنية والقطاع الخاص العامل في مجال الاستيراد لتنفيذ قرار مجلس الوزراء بشأن مقاطعة منتجات وبضائع كل من أمريكا وإسرائيل والسويد وهولندا والدنمارك.

 

مفهوم المقاطعة الاقتصادية

ويُقصد بالمقاطعة الاقتصادية: وقف العلاقات الاقتصادية والمالية مع دولة أخرى ورعاياها، بهدف ممارسة الضغط على هذه الدولة لتحقيق الأهداف المرجوة من ممارسة هذه المقاطعة، وتفيد المقاطعة معنى العموم من حيث شمولها لحركة السلع من ناحية الاستيراد والتصدير، أو من حيث امتدادها إلى مختلف أنواع السلع والخدمات.
وحسب الناشطين فإن منتجات السويد التي يجب مقاطعتها هي سلع جميع الشركات السويدية التي يتم تصديرها إلى الشرق الأوسط دون أي استثناء، وأبرز هذه الشركات ومنتجاتها هي:
أوريفليم (Oriflame)، وإلكترولوكس، وأريكسون، وأسترازينيكا، وسكانيا، وفولفو، وتترا باك.