حرق القران يفجر غضب اليمنيين نحو المقاطعة الاقتصادية
السياسية : عبدالخالق الهندي
قوبلت حملة مقاطعة المنتجات السويدية والهولندية بعد احراق وتمزيق نسخ من المصحف الشريف تفاعلا رسميا وشعبيا كبيرين في اليمن بالتزامن مع تخاذل في بقية البلدان العربية والإسلامية.
دعوة وطنية ودينية
فعلى المستوى الوطني دعا قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة عيد جمعة رجب، إلى مقاطعة البضائع والمنتجات السويدية والهولندية بعد قيام زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان، في العشرين من يناير الماضي بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام السفارة التركية في العاصمة السويدية ستوكهولم وسط حماية مشددة من رجال الشرطة، وإقدام زعيم حركة “بيغيدا” المناهضة للإسلام في هولندا إدوين واجنسفيلد، على تمزيق نسخة أخرى من القرآن الكريم أمام مبنى البرلمان في العاصمة لاهاي.
وقال السيد عبد الملك الحوثي: إن حرق المصحف في أوروبا يأتي في سياق حربهم على المجتمع البشري وسعيهم لفصله عن القرآن الكريم وترسيخ العداء له وللإسلام”.. معتبراً أن انتشار الإسلام في المجتمعات الأوروبية وغير المسلمة أثار قلق أعداء الإسلام وأزعجهم ودفعهم لحرق القرآن الكريم وتمزيقه.
على المستوى السياسي
وعقب كلمة قائد الثورة أقرت حكومةُ الإنقاذ الوطني أواخر يناير الماضي، جُملةً من التدابيرِ الاقتصادية لمواجهة التصرفات العدائية من قبل حكومات السويد والدنمارك وهولندا، ضمن مسار المقاطعة الاقتصادية في سياق الخيارات الرادعة لتلك الحملات العدائية التي تستهدف القران الكريم والإسلام والمسلمين.
واتخذت حكومة صنعاء قرارات متصلة بالمقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية والسويدية والهولندية وَالدنماركية، كردٍ على انتهاكاتها للمقدسات الإسلامية.
ووضعت الحكومة مجموعة من التدابير لضمان سريان قراراتها القاضية بالمقاطعة الاقتصادية من خلال استراتيجية لسد الفجوة السلعية التي قد تحدثها المقاطعة للبضائع المستوردة من الدول المسيئة للإسلام والمقدسات، وفتح المجال أمام العمل على تطوير البنية التحتية اللازمة لزيادة الإنتاج الصناعي والزراعي وغيرها من الخطوات المتصلة بهذا الجانب.
وعلى المستوى الشعبي
شهدت العاصمة صنعاء وباقي المحافظات الحرة، مسيرات ووقفات كبيرة شارك فيها الملايين من أبناء اليمن الغيورين على الدين والمقدسات، تنديدا بإحراق المصحف الشريف في العاصمة السويدية وسط حراسة مشددة من قبل شرطة السويد وأيضا تمزيق نسخة أخرى من المصحف الشريف امام البرلمان الهولندي.
وانتقد المشاركون في تلك المسيرات التخاذل العربي والإسلامي حبال ما يتعرض له القران الكريم والتصرفات المسيئة للرسول عليه أفضل الصلاة واتم التسليم في بعض الدول الأوروبية.
خسائر المقاطعة الاقتصادية
ومما لا شك فيه أن المقاطعة الاقتصادية من قبل الدول العربية والإسلامية ستكلف السويد ملايين الدولارات، وحسب آخر بيانات نشرت في التجارة العالمية، فإن الميزان التجاري بين اليمن والسويد وصل حوالي 22.5 مليون دولار.
وأوضح الخبير الاقتصادي سليم الجعدبي في تصريح لموقع المسيرة نت أن معظم واردات اليمن من السويد هي أخشاب البناء، الأخشاب السويدية والديكورات والأثاث، إضافة إلى القاطرات مثل شركة “فلفو”.
وأشار الجعدبي إلى أن هذا الاستيراد المباشر ناهيك عن الاستيراد الذي يسمى “السكندهاند”، والذي يتم من دول الخليج، وبالذات من السعوديّة والإمارات، وخصوصا القاطرات إضافة إلى استيراد مجموعة من السيارات.
ووفقا لبيانات الأمم المتحدة (كومتريد) فإن حجم التبادل التجاري بين السويد والدول العربية يتجاوز الـ 4 مليارات دولار سنويا، حيث تحتل السعودية المركز الأول، تليها الإمارات، ثم قطر بالمرتبة الثالثة.
ويبلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية والسويد وفق تقرير نشره موقع الثورة نت نحو 1.33 مليار دولار، حيث تحتل السويد المرتبة الـ 85 في صادرات السعودية لدول العالم والمركز الـ 24 في واردات المملكة من العالم، حسب بيانات وزارة التجارة السويدية للعام 2017م.
فيما تشير بيانات رسمية إماراتية إلى أن حجم التبادل التجاري بين أبو ظبي والسويد يبلغ 1.8 مليار دولار، وتبلغ قيمة واردات الإمارات من السويد نحو 1.76 مليار دولار سنوياً، فيما تقدر الصادرات الإماراتية لها بنحو 5.5 ملايين دولار وإعادة الصادرات بنحو 14.8 مليون دولار، وفق البيانات ذاتها المنشورة في 2017م.
وتعتبر الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري للسويد من منطقة الخليج بعد السعودية وتأتي بعدها قطر.
وفيما يتعلق بقطر فقد ذكرت بيانات وزارة التجارة السويدية المنشورة في العام 2022م، أن الصادرات السويدية إلى دولة قطر ارتفعت 152,7 مليون دولار في العام 2020م إلى نحو305,4 ملايين دولار في العام 2021م.
فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين البحرين والسويد 4 ملايين دولار أمريكي سنوياً، وفق الجهاز المركزي للمعلومات البحريني للعام 2017م.
المنتجات السويدية في الشرق الأوسط
* منتجات شركة أوريفليم (Oriflame) وهي مجموعة شركات خاصة بصناعة مستحضرات التجميل، لها العديد من الفروع في مصر ودول الخليج.
* منتجات شركة إلكترولوكس، وهي شركة مختصة بصناعة الأجهزة المنزلية المختلفة من مجمدات، أفران، مكيفات هواء، كذلك الأجهزة المنزلية الصغيرة وغيرها، كما وتنتشر منتجات هذه الشركة في دول الخليج ومصر.
* منتجات شركة أريكسون، وهي شركة رائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تمتلك عملاء لها في 180 دولة حول العالم ومنها دول الشرق الأوسط.
* منتجات شركة أسترازينيكا وهي شركة أدوية بيولوجية، ينتشر نشاطها في أكثر من 100 دولة ومن ضمنها بعض دول الوطن العربي.
* منتجات شركة سكانيا وهي شركة رائدة في مجال النقل البري والبحري. ولا سيما صناعة الشاحنات والمحركات البحرية، بينما منتجاتها فيتم استيرادها بقوة من قبل الدول العربية ودول الشرق الأوسط.
* منتجات شركة فولفو وهي شركة رائدة في النقل البري، فهي مختصة بتصنيع الشاحنات والسيارات والحافلات، كذلك آلات البناء، أما بالنسبة لمنتجاتها فهي منتشرة تقريبًا في غالبية دول الشرق الأوسط.
* منتجات شركة تترا باك وهي شركة مختصة بمعالجة الأغذية، ثم تعبئتها وتغليفها، وأهم منتجاتها هي (الألبان، والمشروبات، الأجبان، الخضروات، كذلك أطعمة الحيوانات وغيرها)، في حين أن صادراتها تجاوزت الـ 160 دولة من ضمنها عدد كبير من الدول العربية.