السياسية: صادق سريع

 

امرأة أربعينية، تعول طفليها سامي ذو التاسعة وخولة التي سيكتمل عامها السابع نهاية شهر ديسمبر الجاري من هذا العام.

ام سامي واحده من تلك النسوة اللاتي تواجه مراره الحياة منذ إن تركها زوجها قبل خمس سنوات تحت مسمى صعوبة ظروف الحياة.

تروي أم سامي قصه معاناة كارثة الطلاق وتحديات قسوة ظروف الحياة في ظل الحرب والحصار ، منذ ان طلقها زوجها تاركا خلفها طفلين بعمر الزهور.. والدمعة تكاد تسقط من عينيها:” منذ ان طلقني زوجي ورحل في غربته “السعودية” لم يعد يسأل حتى عن أولاده الصغار (سامي، خوله) .. اضطررت للخروج من المنزل للبحث عن عمل أسُد به رمق جوع طفليّ سامي وخولة”.

والحديث لايزال لام سامي:” سافر طليقي بعد أن كثرت المشاكل بيننا وأهله، والسبب الرئيس هو الجوع الذي لا يرحم، فكان يخرج للبحث عن عمل بالأجر اليومي، بينما يعود اخر النهار حاملا بيده قوت يومنا وايام يعود إلينا بوجه عابس تبدؤ على ملامحه الإرهاق والتعب والقهر يرتسم على وجهه ويديه فارغه الوظاف”.

تواصل سرد قصه معاناتها واهات القهر تحبس أنفاسها:” الحرب والحصار على اليمن من قِبل العدوان الأمريكي السعودي ضاعف من معاناتنا “.. هنا توقفت عن الكلام لتأخذ نفسا عميقا والحزن يملأ عينيها قائلة:” لا مجال لوصف ما نتحمله كل يوم في ظل وضع لا يوجد فيه فرصة عمل مناسبة، والأسعار لا تتوقف في الارتفاعات بشكل شبه يومي”.

ولم تنتهي رحلة معاناة أم سامي:” في كل صباح أوقظ أطفالي للذهاب إلى المدرسة، بينما أذهب في رحلتي اليومية للبحث عن الرزق حيث اقضي يومي في بيع قنينات الماء المعدنية في أحدى جولات أحياء العاصمة صنعاء في انتظار أن يعود أطفالي من المدرسة ليكملوا مشواري في البحث عن لقمه العيش في بيع بقية علب قنينات الماء، حينها انطلق في مهمه أخرى حيث ازاول عملي كخادمة في منزل بالجوار “.

توقفت برهه من الوقت.. ففاضت من جوفها تنهيده آآآه.. لتعود تكمل حديثها” تركتهما سط شوارع المدينة المزدحمة بالسيارات الفارهة يبيعا قنينات المياه الباردة وقلبي يرتجف خوفاً عليهما بينما هما واقفين تحت حرارة شمس ظهيرة فصل الشتاء وسط ازدحام الشارع بالسيارات إلى حين تدلف ساعات الغروب، حيث نرجع سوياً قبل غروب شمس كل يوم عشنا الذي هو عبارة عن دكان صغير في حي فقير بأحد احياء العاصمة صنعاء ننام واجسادنا منهكه من التعب. أما البرد فالحديث عن حكايته لا تنتهي ..!

وفي حين يحتفل العالم بذكرى باليوم العالمي لحقوق الانسان الذي يوافق ال 10 من ديسمبر من كل عام في عامه ال 75 حاملا شعار “الكرامة والحرية والعدالة للجميع” للعام 2022 والداعي للعمل تحت شعار” قوموا ودافعوا عن حقوق الإنسان”.

وتنص مواثيق ومعاهدات حقوق الانسان أحقيه كل فرد في الحياة حرا آمنا، كما لا تجوّز تلك المواثيق استعباده وإخضاعه للتعذيب وحرمانه من ابسط حقوقه في التعليم والمسكن والعيش الكريم.

كما حرمت تلك المعاهدات تعرضه على (الانسان) أي عقوبات لا إنسانيه تنتهك الكرامة الإنسانية.

وبينما تنادي تعميمات التنمية المستدامة في اليمن التي تتغنى للقضاء على الفقر ومحاربه الجوع..

تتساءل ام سامي:” أين حقوق الإنسان التي تضمن العيش الكريم التنمية المستدامة …؟

أين من يدعون محاربه الفقر ومواجهه الجوع …؟

.. لا ندري أين نحن وفي أي زمن نعيش…!

إلى أين سنمضي.. وإلى متى سنظل نواجه آفة الجوع في زمن لم يعد للفقراء ملاذ تخلى عنهم أصحاب القلوب الرحيمة…؟

تختم ام سامي بسؤال نفسها.. إلى متى سأحمل على عاتقي مسؤولية أكبر مني وأنا امرأة لا أعرف القراءة والكتابة…؟ انتهى الكلام..

فمتى تنتهي الحرب.. ويرفع الحصار…!؟ 

ثمان سنوات مضت منذ ان شنت دول تحالف العدوان حربها الظالمة على اليمن وتحديدا ليله ال 26 من مارس من العام 2015..

منذ تلك الليلة الحالكة، ساءت ظروف المواطن، فمنهم من فقد أهله وقدم وضحى بشهداء في سبيل الدفاع عن الوطن ومنهم من أصيب بإعاقة مستديمة ومنهم من فقد اعماله وتجارته والتهمته آفة الجوع والبرد وأصبح في طي النسيان..!