السياسية:

بالتزامن مع الإجرام الإسرائيليّ المنقطع النظير ضد الشعب الفلسطينيّ الرازح تحت نير الاستعمار العسكريّ منذ عقود، أشارت القوى الوطنيّة والإسلاميّة في فلسطين مؤخراً، إلى أهمية تصعيد المقاومة الشعبية الشاملة في مواجهة تصعيد العدو وعدوانه المستمر على الفلسطينيين، في ظل الزيادة الكبيرة في معدل عمليات المقاومة الفدائيّة في الضفة الغربية المحتلة التي شهدت تفعيل وسائل المقاومة والمواجهة، حيث يتمسّك الفلسطينيون بالحقوق والثوابت الوطنية كاملة، وبالمقاومة خياراً وحيداً حتى التحرير والعودة، وإنّ الأشهر الأخيرة أظهرت مدى إيمان هذا الشعب بتلك العقيدة، بعد أسابيع من المقاومة التي وصفها البعض بالفاعلة والقوية، في مواجهة ومقاومة العصابات الصهيونية.

عقب الانتصارات الأخيرة للمقاومة التي التهبت شعلتها في الفترة الماضيّة، يستمر القلق الصهيونيّ من انتصار المقاومة الفلسطينية، ما يشكل رعباً حقيقيّاً لتل أبيب وخاصة أنّها تعتبر الفلسطينيين –كل الفلسطينيين- عدواً لها، لهذا شددت القوى الفلسطينية عقب اجتماع لها، على أن تصعيد العدو ومستوطنيه وارتكاب المجازر اليومية ضد الشعب الفلسطينيّ وخاصة الاعدامات الميدانيّة، لن يكسر إرادة هذا الشعب المتمسك بحقوقه وثوابته من أجل حريته واستقلاله ونيل باقي حقوقه في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

“التمسك بالوحدة الوطنية الشاملة التي تشكل صمام أمان لحماية المشروع الوطني الفلسطينيّ”، هذا ما دعت إليه القوى الوطنيّة والإسلاميّة في فلسطين، وذلك بالاستناد إلى قوة الثقل الشعبيّ الذي يبرز بشدّة على الساحة الفلسطينيّة بفضل النضج الذي وصل إليه الشعب الفلسطينيّ الذي يتعرض للإبادة، ناهيك عن التجارب الصعبة والقاسية التي خاضها على جميع الأصعدة الاقتصاديّة والمؤسساتيّة والسياسيّة والعسكريّة مع العدو، وعلى كل المستويات الداخليّة والصهيونيّة والعربيّة والدوليّة، في ظل الواقع السيء والمتدهور الذي تعيشه تل أبيب التي تعيش أصعب أيامها نتيجة تفعيل وسائل المقاومة.

وفي الوقت الذي لم تترك فيه قوات الكيان الغاصب نوعاً من أنواع “جرائم الحرب” إلا واستخدمتها ضد هذا الشعب، نعت القوى الفلسطينية الشهيد الأسير والجريح عمر مناع “فرارجة”، الذي ارتقى في مخيم الدهيشة في بيت لحم، عقب أيام على تصفية الاحتلال الشاب عمار مفلح في “حوارة” أمام أنظار العالم اجمع في جريمة بشعة تتطلب مواجهة الجرائم الإسرائيلية، فيما حيّت القوى الوطنيّة والإسلاميّة المواقف الشعبية للمواطنين العرب وغيرهم في مونديال قطر الذي شكل اجماعا والتفافا حول القضية الفلسطينية ورفضاً لأيّ علاقات أو مقابلات مع وسائل الإعلام العبريّة تعبيراً عن رفض جنايات الكيان.

ومع تأكيد الفصائل الفلسطينيّة بشكل دائم على أنّ المقاومة الشاملة هي الطريق المعبّد والسبيل لتحرير الأقصى وفلسطين، بالتشارك مع الأمتين العربية والإسلامية اللتين تمثلان العمق الاستراتيجي للقضية الفلسطينية، شدّدت القوى الفلسطينية على أهمية تضافر كل الجهود لحماية المسجد الأقصى المبارك، في ظل تحضيرات قطعان المستوطنين بحماية قوات العدو الباغية لاقتحامات واسعة في منتصف الشهر، ما يتطلب من كل أبناء الشعب الفلسطينيّ الرباط فيه لمن يستطيع الوصول دفاعا عن القدس عاصمة فلسطين، وعن المسجد المبارك، فيما يؤكّد الشعب الفلسطينيّ أنّ الانتفاضة بوجه الاعتداءات الإسرائيليّة كانت وستبقى ملهمة لكل الأجيال في معاني البطولة والانتصار للقدس والأقصى، ناهيك عن إيمانهم العميق بأن الكيان الإسرائيليّ لن يفلح في إخماد جذوة المقاومة المتأصلة في الشعب الفلسطيني لانتزاع حقوقه الوطنية وتحرير أرضه ومقدساته.

وبالاستناد إلى أنّ الكيان الصهيونيّ الفاشي، لا يمكن أن يوفر جهداً في استغلال الخلافات بين الفلسطينيين، لأن تقوية الانقسام في أذهان هذا الشعب وإيهامه بأن التسويات مع العدو ستجلب الراحة والازدهار، ليتمكن بسهولة أكبر من مواصلة خططه التوسعيّة في ابتلاع الأراضي الفلسطينيّة والقدس المحتلة، ومنع كابوس توحيد الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربيّة، أكّدت القوى على أهمية تعزيز دور منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والتأكيد على تنفيذ لقاء لم الشمل الذي عقد في الجزائر في ظل الآليات المتفق عليها وانضواء الجميع في اطارها، تأكيدا على الدور النضالي والكفاحي المستند إلى وثيقة الوفاق الوطني “وثيقة الاسرى” التي شكلت اجماعا وطنيا، في سبيل تحقيق ذلك وأهمية ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني من خلال الوحدة الوطنية الشاملة.

في الختام، سينهض الشعب الفلسطينيّ شعبيّاً بكل أطيافه، وكما أدهشت المقاومة الجديدة تل أبيب وجعلتها في دائرة النار، سينتصر المجتمع الفلسطينيّ لتحرير أرضه وإنقاذ نفسه، وقد توجهت القوى بالتحية للأسرى الفلسطينيين في زنازين الاحتلال وعائلات الشهداء وعائلات الشهداء المحتجزة جثامينهم في برادات الاحتلال وما تسمى “مقابر الأرقام”، مشيرة إلى أهمية مواصلة كل الجهود لاستمرار الفعاليات الخاصة بالأسرى والمعتقلين أمام الصليب الأحمر والمؤسسات الدولية، في وقت ينتهك فيه الكيان وعصاباته القانون الدولي ويغضون الطرف عن تنفيذ مطالب الفلسطينيين المحقة.

* المصدر: موقع الوقت التحليلي

* المادة الصحفية: تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع