هل وصلت رسائل الطيران المسير الى أبعد من سقطرى..!
مجيب حفظ الله
لا ترغب صنعاء على الإطلاق بجعل الجزيرة الأجمل على سطح البسيطة مسرحاً للعمليات العسكرية لكنها ترفض تماماً عسكرة “سقطرى” وتحويلها لثكنة عسكرية وقاعدة بحرية خلفيةٍ للأمريكان والصهاينة..
بوصول طائرات استطلاع الطيران المسير الى سماء جزيرة سقطرى فإن أبعاد الحماية الجوية للبلاد قد اكتملت تقريباً فالجزيرة هي ابعد نقطة في الخارطة اليمنية تقريباً..
تحليق “راصد” بالأمس فوق سماء الجزيرة النائية لم يكن مجرد استعراض لقدرات الوصول ولا حتى تهديدٌ قاصرٌ لنسف العدو بل حمل بين طياته خلاصة استراتيجية صنعاء للفترة القادمة..
لن نسمح بعد اليوم بعربدة سفن العدو في بحورنا والأمر لا يقتصر على ناقلات النفط فحسب بل وكذا البوارج البحرية وناقلات العتاد الذي جعلت من الجزر اليمني قبلةً لها وعملت على عسكرة هذه الجزر ذات الطبيعة المتمدنة الغارقة في السلام..
مع انطلاق عمليات الطيران اليمني المسير كانت اخباره تواجه الكثير من التشكيك ليس من إعلام العدو ومتحدثيه فحسب بل ايضاً من الإعلام العربي والدولي الذي ذهب ابعد من ذلك بتشكيكه في امتلاكنا لهذا النوع من السلاح الجوي المؤثر..
خلال حروب العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين بات الطيران المسير هو العقدة التي لا يملك العدو لها حلاً وأثبت ان له الكلمة الفصل في العديد من الحروب لا سيما الحربين اليمنية والاوكرانية..
وحده العدوان فشل في توظيف قدراته العسكرية واثبت انه مجرد مكبٍّ لأحدث الأنظمة والتكنولوجيا العسكرية ليس لأنها غير متقدمة أو رخيصة التكلفة لكنها بعبارةٍ شعبيةٍ مختصرة “سلاحٌ بيد عجوز” كما يقال في الأمثال اليمنية..
الحدث الأبرز هذا الأسبوع فقد نقلت وكالة “سبوتنيك الروسية” عن مصادر عليمة في صنعاء بأن الطيران الاستطلاعي المسير حلّق للمرة الأولى فوق جزيرة سقطرى..
بالنسبة للإماراتيين فإن هذه العملية قد دقت عندهم ناقوس الخطر والاريحية التي تواجد عبرها الإسرائيليون في الجزيرة لن تستمر بعد اليوم وهذه هي أهم الرسائل الذي بعثتها صنعاء وبالبريد المسير المستعجل لأبوظبي وواشنطن وتل ابيب..
بالعودة لما نقلته الوكالة الروسية عن مصادرها فإن العملية لم تقتصر أبعادها على القوات المتواجدة في الجزيرة بل حملت أبعاداً أكثر شمولاً وتحديداً وجهت رسالة للقوات البريطانية التي تعربد في محافظة المهرة على الرغم من رفض أهلها لكل تواجدٍ أجنبي فيها..
محافظة المهرة في اقصى الحدود الشرقية للبلاد قد تكون الساحة الأمثل لمعركة وطنية تشترك فيها الروح اليمنية الواحدة فبالنسبة للسكان في هذه المحافظة فإن التواجد الأجنبي هو خط احمر على الرغم من محاولات تجنب احرار المحافظة عسكرة مدينتهم التي سعوا منذ اليوم الأول للعدوان لتجنيبها ويلات الحرب..
يمضي السعودي والإماراتي في محاولة جر هذه المحافظة لأتون الصراع الذي سيمكنهم من فرض اجنداتهم الاستعمارية فيها فمنذ اليوم الأول للعدوان لم يخفي السعودي رغبته في الشروع في تنفيذ مخططه الذي لطالما رفضته صنعاء طيلة عقود..
مد خط انابيب نفطية في الشرق اليمني عبر المهرة كبديلٍ للمرور بمضيق هرمز هو حلمٌ ومخططٌ سعودي مؤجل ويبدو ان تأجيله بصورةٍ نهائية بات امراً محسوماً بعد العهد الذي قطعته صنعاء على تنفيذه واستكملت تفاصيل المرور فيه في كل موانئ البلاد وتحديداً تلك الواقعة تحت سلطات الغزاة ومرتزقتهم..
تتعدد الرسائل التي يبعثها الطيران المسير فوق الأجواء اليمنية المترامية لكنها جميعها تحمل مدلولاً واحداً ان بحورنا لم تعد مكاناً يمكن للعدو ان يعربد فيه دون رقيب..
من ناقلات النفط الى سفن الصيد الى حاملات العتاد والآليات العسكرية فإن الجميع بات هدفاً للطيران اليمني المسير وهذا انتصارٌ يعكس تحول موازين الحرب بعد ثمان سنوات من العدوان الكوني على بلادنا..
الرسالة الأكثر وضوحاً في هذه المرحلة تلقتها تل ابيب فوصول الطيران المسير الى سماء سقطرى اليوم هو رسالة للاعبين الجدد الراغبين بشدة في دخول معترك العدوان على بلادنا فليس من الممكن بالنسبة لكيان الاحتلال الصهيوني ان يتقبل أي خسائر له على هذه الأرض خصوصاً وهي معركة بعيدةٌ يستعجل الخوض في غمارها.