السياسية:

لايزال الكيان الصهيوني الغاصب يوماً بعد اخر يرتكب العديد من المجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني  على مرأى ومسمع من العالم، فخلال الأيام القليلة الماضية ارتكب كيان الاحتلال الصهيوني جريمة بشعة بحق الطفل الفلسطيني ريان سليمان والذي يبلغ من العمر سبع سنوات، فقد ارتقى الطفل الفلسطيني ريان سليمان شهيداً بعدما توقف قلبه على خلفية ملاحقة جنود الاحتلال له، في هذا السياق أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن إصابة الطفل ريان يوم الخميس 29 أيلول 2022 والذي أدخل إلى الطوارئ بقلب متوقف بعد سقوطه من علو خلال مطاردة الاحتلال له، حيث أعلنت استشهاده بعد فشل محاولات إنعاش قلبه، واعتبرت ما جرى على أنه تصاعد في إرهاب الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال الفلسطينيين.

من جهةٍ اخرى من الجدير بالذكر أن المُتابع لقضية الطفل ريان، الذي لم تنجح كل محاولات إنعاش قلبه، بعد أن أعاق الجنود المدججون بالأسلحة نقله إلى المستشفى، يرى أنه لا يوجد اهتمام من الإعلام الدولي والعالمي كما شاهدنا في قضايا لأطفال من بلدان أخرى، وخاصة أنها تشكل انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق والقوانين الدولية التي تكفل الحماية للأطفال في كل مكان، وأن موقع وطبيعة الحدث يُعد سببًا مهمًا نحو كشف حقيقة ما يجري بحق الفلسطينيين في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر. هذا بحد ذاته يدفع لتساؤل مهم، لماذا لا يريد العالم كشف الوجه الحقيقي لإسرائيل؟ الطفل ريان حقًا قُتل بالهلع لكن دون أن يذكره أحد، وخصوصًا في ظل الانتقائية الإعلامية التي مُورست بحقه والآلاف من أطفال فلسطين الذين يتعرضون للإرهاب الإسرائيلي بشكل يومي.

دعم أمريكي مطلق للكيان الصهيوني

أبدت العديد من التقارير الحقوقية انزعاجاً شديداً إزاء دعم حكومة الولايات المتحدة التلقائي المطلق للكيان الصهيوني. حيث دعت العديد من التقارير الولايات المتحدة إلى الكف عن دعم فوضوية الكيان الصهيوني. حيث تظهر الحقيقة واضحة للعيان بأن الدعم الذي تقدمه حكومة الولايات المتحدة للكيان الصهيوني، يساعده على المضي قدماً في سياسة الإرهاب ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وهنا يمكن الاستدلال بحرص قادة الولايات المتحدة الامريكية خلال كل السنوات الماضية على إطلاق يد الكيان الصهيوني لفعل ما يشاء دون ضابط أو رابط سببا في تشجيع العنصرية المتطرفة داخل أجزاء من المجتمع الإسرائيلي، إلى جانب شعور بين القادة “الإسرائيليين” بأن أي إساءة يرتكبونها أو يتغاضون عنها لن تزعزع دعم حكومة الولايات المتحدة لهم. وأصبح استحضار لغة الكراهية، والإقصاء العنصري، والمذبحة المنظمة، شديد السهولة بين المنتمين إلى اليمين الإسرائيلي.

ازدواجية المعايير الأمريكية

في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال اعتقال الأطفال الفلسطينيين، وقتل أبناء الشعب الفلسطيني، يظهر بشكل واضح موقف أمريكا المنحاز إلى جانب الكيان الصهيوني، فعل الرغم من الشواهد التي لا تحصى حول الانتهاكات الصهيونية للقانون الدولي ومنذ عشرات السنين لاتزال الولايات المتحدة الامريكية تقف إلى جانب الكيان الصهيوني بل إنه يمكن القول إن ازدواجية المعايير الأمريكية تساعد الكيان الصهيوني على ارتكاب المزيد من المجازر بحق أطفال فلسطين. في هذا السياق مؤخرا سحبت الحكومة الأمريكية طلبها بإجراء تحقيق في استشهاد الطفل الفلسطيني ريان سلمان وهذا دليل واضح على مدى دعم السلوك الأميركي الذي تواطأ بشكل فاضح مع  كيان الاحتلال، بل يُعد خرقاً لكلّ المواثيق الدولية فعلى الرغم من جرائم الكيان الصهيوني لم تخجل الخارجية الأمريكية إلى تبرئة القاتل أمام العالم وهو الاحتلال الإسرائيلي، رغم إقرار اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء بهدف الاعتراف بمعاناتهم، ووجود الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان ومنها اتفاقية حقوق الطفل، نجد أن العنصرية الإسرائيلية تتغول بحق الأطفال الفلسطينيين وهذا له عدة رسائل: أن كل الشعب الفلسطيني مستهدف وفي مقدمتهم الأطفال والنساء، وأن “إسرائيل” تضرب القوانين الدولية بعرض الحائط، وأن الصمت الدولي يشرعن ممارسات إسرائيل، كما أن غياب المحاسبة والإفلات من العقاب يجعلها ترتكب المزيد من الجرائم الإنسانية.

من جهة أخرى إن الإرهاب الإسرائيلي بحق أطفال فلسطين يستدعي تحرك المؤسسات الدولية والأمم المتحدة بأن تقف أمام مسؤولياتها، وأن تكشف للرأي العام الدولي عن الإجرام الذي يتعرض له أطفال فلسطين، والعمل على تشكيل رسالة طفولية دولية تدعم صوت أطفال فلسطين، وهنا تقع مسؤولية على عاتق الدبلوماسية الفلسطينية في أن تأخذ مساحة أكبر في إبراز عدالة قضيتنا ومعاناة أطفالنا أمام العالم، من أجل كسب التأييد الدولي والحث على تطبيق مبدأ المحاسبة والمساءلة في إطار القوانين الدولية.

في الختام من الواضح أن السياسة الامريكية في التعامل مع أطفال فلسطين المحتلة تقوم على ازدواجية المعايير الأمريكية، فسلطات الاحتلال الإسرائيلية التي تدعمها امريكا تعمل بشكل منهجي على إرهاب أطفال فلسطين. وتوضح القوانين والسياسات والتصريحات الصادرة عن كبار المسؤولين أن هناك دعم مطلق من الولايات المتحدة الامريكية للكيان الصهيوني وفي هذا السياق تظهر ازدواجية الولايات المتحدة الامريكية الداعمة للممارسات العنصرية ضد أبناء الشعب الفلسطيني وهنا يسقط قناع الولايات المتحدة الامريكية ويكشف الوجه القبيح لازدواجية المعاير التي تتعامل بها الولايات المتحدة الامريكية حيث يبدو أن أشكال الدعم الأمريكي المطلق للكيان الصهيوني واضحة. فماذا عن الإجراءات التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد ابناء شعب فلسطين بعلم ومساعدة الولايات المتحدة الامريكية لم ترق إلى جرائم ضد الإنسانية؟.

في الحقيقة كل الحكومات الامريكية المتعاقبة تتبع السياسية نفسها في ازدواجية المعاير فيما يخص الإرهاب الصهيوني التي تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيوني بل إن الكيان الصهيوني، يعتمد فعلياً على ما تزوده به الولايات المتحدة من الذخيرة والدعم المالي.

* المصدر: موقع الوقت التحليلي

* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع