السياسية – رصد :

 

السفير عبدالسلام قاسم العواضي*

 

مرت على امتنا 1443 عاما، استيقظت خلالها زمنا ، ونامت ازمانا.

حقا اننا كأمة، لم يقس علينا الزمن بل قسونا على انفسنا، واستسلمنا لطلاسمنا ،،، اهملنا الممكنات فرجعت لنا  كالمستحيلات.

عشنا مراحل ذهبية في  بغداد، والاندلس ، وكنا بناة حضارة  شامخة الأركان ،لكننا لم نحافظ عليها لعامل الفرقة و الإنقسام.

 اخذ الغرب منا كل شيء جميل في مجال العلوم ، والرياضيات ، والآداب ، والثقافة ، والفنون ،  وشادوا حضارتهم ، وبقينا نبكي على الاطلال ، اجتاحنا التتار  لضعف حكامنا في بغداد ، وانقسام امبراطوريتنا الى ولايات يحكمها من غير اهلها ، وبالمثل  تهاوت الدولة الأندلسية امارة بعد امارة حتى توديع  امارة (غرناطة) آخر معاقلنا في الاندلس (892 هجرية) الموافق 2 يناير 1492م بسبب تآمر  حكام الإمارات مع الفرنجة .جاء  بنو عثمان فحكمونا، ثم خضعنا للاستعمار البريطاني والفرنسي والاميركي ولم ننهض من جديد ، حتى يومنا هذا.

يقينا ، إننا فقدنا مجدا زاهيا بفعل تآمرنا على انفسنا حتى خسرنا ملكا مترامي الأطراف  في كل من الأندلس  وبغداد، وما اشبه اليوم بالبارحة.

اخذت امم اخرى باسباب النهضة فسمت، وفي المقابل زرعنا الإحن وحصدنا المحن فهبطنا.

ديننا علم ،ونظافة ،وتسامح، وعمل وحضارة ،لكننا قلبناه الى صراعات ودسائس فيما بيننا ،وتدمير كل شيء جميل فينا ، إن العيب  ليس في الدين ، وانما العيب فينا..

فواحسرتاه ! ،.سلمنا انفسنا الى الاجنبي ، وحدنا عن  جادة الحق ، والخير، والجمال  أسس قيمنا .

ماذا اقول بعد، ونحن في هذه الصورة الدنيا من الخنوع حتى بلغنا مرحلة من الخيبة  ،والاستسلام  لإملاءات اعدائنا  ؟.

ديننا روح ومادة  ،لكنه خضعنا  للمادة ،وفقدنا الروح فهوينا الى الحضيض .

ديننا كان رمز معالينا، ومشعل هدايتنا ،ومصدر الهامنا اينما توجهت بوصلتنا كأمة ،ولم تخب مساعينا،  لكننا سيسناه بفعل استعماري ،فكثرت فرقنا ومللنا ونحلنا ، وبقينا في مفهوم الآخرين وتصنيفاتهم لنا ارهاببين ولسنا بارهابيين ، وانما ارهاب غرسوه  في عقر دارهم ثم صدروه الى بلداننا بغية القضاء على ديننا الحنيف مصدر جزعهم وقلقهم وعامل ظفرنا ونهضتنا.

تعاقدنا مع المستعمر الحاقد ،  وبددنا ثرواتنا ،للتآمر على بلداننا و قضايانا المحقة حفاظا على عروشنا وملاهينا، وتنكيس هاماتنا ،وقتل كل جميل فينا، فخرنا امام امم الأرض صاغرينا .

فهل من مخرج يرفع من مقامنا  بين الأمم لنعانق  سهيلا والجوزاء  مجدا   ؟

جوهر قولنا ، إن عوامل القوة متوفرة بايدينا  في بحرنا،   وبرنا،وسهولنا،وجبالنا ،وصحارينا  ،تلك هي آمالنا وأمانينا،،،أما آن الآوان ان نفيق من  غفلتنا ! ؟..

و دعاؤنا الى الله القدير ان يسدد الخطى . والله المستعان

* المصدر :رأي اليوم

* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع