سفير اليمن لدى دمشق :تمديد الهدنة مرهون بتحقيق السلام ..مالم فإن اليد على الزناد
قال السفير اليمني لدى سوريا، عـبدالله عـلي صبري، ان رضوخ تحالف العدوان للهدنة كان نتاج تطور العمليات العسكرية للجيش واللجان الشعبية وتصاعد الضربات النوعية للقوة الصاروخية والطيران المسير في العمق السعودي والإماراتي وفي مكامن الوجع الاقتصادي الذي ألقى بتداعياته على سوق الطاقة العالمي.
واكد المسؤولين والشعب اليمني في اكثر من مناسبة ان تمديد وقف اطلاق النار وتمديد الهدنة يتوقف بشكل مباشر على استكمال التزامات الطرف المقابل في رفع حصار عن اليمن بشكل كامل.
وانتقد السياسيون والباحثون تلكؤ التحالف في تنفيذ الالتزامات المندرجة في نص الاتفاق، معربين عن أملهم في ان تؤدي مقاومة الشعب اليمني الى رفع الحصار بالكامل عن هذا البلد والتوصل الى اتفاق سلام عادل ومستدام.
ويرى المحللين ان الشعب اليمن سيحصل على حقوقه حتى لو استغرق الأمر سنوات، رافضين استمرار قوات تحالف العدوان على اليمن بانتهاك الهدنة بشكل يومي عبر شن هجمات عسكرية واستمرار الحصار والتضييق على الشعب اليمني.
وفي هذا الشأن أجرت وكالة مهر للأنباء، حواراً صحفياً مع السفير اليمني في سوريا “عـبدالله عـلي صبري”، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
السياسية ـ رصد:
* اسئلة كثيرة رافقت التمديد الثالث للهدنة في اليمن، والتساؤل الابرز هو حول النتائج التي تحققت منها… فما هي رؤيتكم لهذه الهدنة؟ وهل هناك آمال بنجاحها هذا المرة وتحقيق ما فشلت فيه الهدنتان السابقتان؟
تقييم نجاح أو فشل الهدنات السابقة أو اللاحقة مرتبط بما يلمسه المواطن من تحسن على صعيد معيشته اليومية، ولذا يمكن القول أن ما تحقق مع أهميته ما يزال دون المأمول، ما يجعل المفاوض الوطني في حرج من أمره إن استمر في التعاطي الإيجابي مع مطالب تمديد الهدنة بشكلها الحالي.
ومن هذا المنطلق فإن الوفد الوطني يعمل باتجاه توسيع الهدنة بحيث تشمل آلية عملية بخصوص مرتبات موظفي الدولة، إضافة إلى رفع القيود بشكل كلي عن مطار صنعاء الدولي وعن ميناء الحديدة، ما يؤدي إلى تدفق السلع والوقود على نحو سلس، ويسمح بحق المواطن اليمني في السفر خارج البلاد كما كان عليه الحال قبل الحرب العدوانية، وما لم تتحقق هذه المكتسبات، فلا مجال للحديث عن استمرار الهدنة أو تمديدها.
* هناك من يقول بأن الجانب السعودي وافق على الهدنة لكي يخفف عن نفسه اثر المواجهات بينما هو يماطل في تنفيذ شروطها لابقاء الشعب اليمني تحت الضغط والحصار… فهل توافقون على هذه الرؤية؟ وهل تعتقدون بأن قوى العدوان لم تقتنع بعد بضرورة احلال السلام؟
بالنسبة لتحالف العدوان السعودي الأمريكي فإن رضوخهم للهدنة كان نتاج تطور العمليات العسكرية للجيش واللجان الشعبية، وتصاعد الضربات النوعية للقوة الصاروخية والطيران المسير في العمق السعودي والإماراتي، وفي مكامن الوجع الاقتصادي الذي ألقى بتداعياته على سوق الطاقة العالمي.
ولست مبالغا إن قلت بأن اليمن أصبحت اليوم لاعبا مهما في توازنات حرب الطاقة سواء في ظل الهدنة أو في حال التصعيد العسكري مجددا. وهذا ما يجعل الأمريكي يلهث نحو تبريد جبهة اليمن خاصة وقد وصل تحالف العدوان إلى طريق مسدود بالنسبة للمسار العسكري.
وبالطبع هذا لا يعني أن العدو أصبح جادا في التعاطي مع عملية السلام، فهو يحاول من خلال التهدئة تحقيق بعض الأهداف التي عجز في الوصول إليها من خلال الحرب العسكرية، لكن محاولاته هذه ستبوء بالفشل، ولن يقبل شعبنا المراوحة بين اللا حرب واللا سلم.
* هذه الهدنة توصف بانها انسانية… ما يعني انها تستهدف التخفيف عن اليمنيين من فتح مطار صنعاء إلى السماح بانسيابية تدفق سفن الوقود، وإنهاء استثمار المرتزقة لملف الطرقات، وصولا الى قضية صرف الرواتب… هل باتت الهدنة مرهونة بهذه الاستحقاقات؟
الهدنة السياسية والعسكرية القائمة ارتبطت منذ البدء بالملف الإنساني، فقد كانت طروحات القيادة السياسية واضحة بناء على توجيهات السيد القائد عبدالملك الحوثي، الذي رفض المقايضة بالملف الإنساني مع الملفات الأخرى من منطلق أن الحصار يمثل عقابا جماعيا بحق الشعب اليمني، ولا يمكن الانخراط في عملية تفاوضية باتجاه إيقاف الحرب ما دام سيف الحصار مُصلّطاً على رقاب شعبنا…
* اميركا تخوض اليوم حرب النفط والممرات المائية على اوسع نطاق لتأمين حاجة اوروبا في ظل الازمة الاوكرانية… كيف يمكن لليمن ان يستفيد من هذه الحالة وهو الذي يتمتع بموقع استراتيجي مهم سواء بالقرب من مواقع استخراج النفط والغاز او تصديرهما؟
يدرك المفاوض الوطني المتغيرات الدولية المرتبطة بأزمة الطاقة عالميا وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وحاجة أمريكا لتدفق النفط بأسعار معقولة، وقد تمكن بالفعل من انتزاع الهدنة الأولى والثانية وتحقيق مكاسب مباشرة لمسها الشعب اليمني.. ولم يقبل التمديد للمرة الثالثة إلا في ضوء وعود بالاستجابة للمطالب الرئيسية التي تسمح بالانتقال إلى مرحلة متقدمة على طريق السلام المشرف والعادل، ودون ذلك فإن اليد على الزناد… وهذا ما تؤكده الجهوزية العالية للجيش واللجان الشعبية التي ظهرت في الكثير من العروضات العسكرية الأخيرة، وقدرات التصنيع العسكري التي بات العدو يحسب لها ألف حساب.
* ما هي ابعاد التصريحات التي تصدر عن مسؤولين يمنيين بخصوص النفط المنهوب واخرها ما كشفه وزير النفط اليمني احمد دارس وتحذيره الشركات الناهبة والمتواطئة؟ هل الامر يتعلق بالشأن الداخلي وتمويل صندوق لدفع رواتب اليمنيين ام ان له ابعادا اخرى؟
تصريحات المسؤولين اليمنيين مدنيين وعسكريين تؤكد على أن اليمن لن تبقى مكتوفة الأيدي تجاه استمرار العبث بموارد البلاد من الثروة النفطية والغازية، وهي رسالة واضحة لتحالف العدوان ومرتزقته بالكف عن نهب هذه الثروة وبيعها على طريقة اللصوص.
والمطلوب هو توريد مبيعات النفط إلى حساب مشترك يتم من خلاله صرف المرتبات في عموم البلاد، فهذه الثروة ملك للشعب وينبغي أن يستفيد منها الشعب.
* المصدر : (وكالة مهر للأنباء)
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع