استعراض أنصار الله البحري الكبير.. الأهداف والرسائل
السياسية – رصد:
أقامت حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية بقيادة أنصار الله يوم الخميس عرضا عسكريا كبيرا وغير مسبوق في منطقة الساحل الغربي لهذا البلد، حيث تم الكشف عن المجموعة من الإنجازات العسكرية الجديدة.
وعرضت البحرية اليمنية، خلال هذا العرض للقوة والجاهزية العسكرية، صواريخ أرض – بحر جديدة من طراز “فلق 1” و “المندب 2” و “روبيج” ، إضافة إلى عرض ألغام بحرية للجمهور لحماية المياه الإقليمية من المعتدين بما في ذلك “كرار 1، مجاهد، اويس، أصف 4”.
في وصف مواصفات صاروخ فلق، ينبغي القول إن هذا الصاروخ يبلغ طوله 1.32 متر ويبلغ وزن إطلاقه الإجمالي 111 كيلوجرامًا، ويبلغ مداه من 10 إلى 11 كيلومترًا، ويحمل رأسأ حربيا وزنه 50 كيلوجرامًا من مواد شديدة الانفجار.
ويبلغ مدى صاروخ فلق 2 أيضا من 10 إلى 11 كيلومترا ويحمل رأسا حربيا بوزن 120 كيلوجرام. يبلغ طول الصاروخ 1,82 متر ووزن إطلاق الصاروخ 255 كجم. فلق 1 و 2 يعملان بالوقود الصلب ويمكن إطلاقهما من الشاحنات أو القوارب.
يعتبر المندب 2 أيضًا أحد صواريخ كروز المتطورة ساحل – بحر، ويظهر من عرضه في هذا العرض العسكري أن أنصار الله قد اكتسبت تقنية صنع هذه الأنواع من الصواريخ. تعتبر صواريخ كروز من أخطر الأسلحة بالنسبة للسفن والمعدات البحرية لما تتمتع به من سرعة ودقة عالية.
وأقيم هذا العرض العسكري بحضور قادة أنصار الله وقادة الجيش اليمني ورجال الدولة. وأكد مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى اليمني، في كلمته بهذا الحفل، أن “المستوى العالي الذي وصل إليه جيشنا هو أحد إنجازات الصمود ضد الغطرسة والعدوان”. وأكد المشاط: “سنواصل الوقوف في وجه أي خطر تواجهه منطقة الضفة الغربية”.
قدرات أنصار الله البحرية
لعبت البحرية اليمنية، كقوة استراتيجية في مجال الحرب والدفاع ضد العدوان، دورًا مهمًا في انتصارات أنصار الله العسكرية. منذ بدء الحرب الجبانة للتحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن في عام 2015، تحركت البحرية اليمنية بشكل ملحوظ نحو زيادة تحركاتها في مجال مواجهة العدو، وطور أنصار الله خلال السنوات السبع الماضية معداته العسكرية البحرية المطلوبة والتي صممها وأنتجها حسب نقاط الضعف العدو.
كانت القوارب الانتحارية عالية السرعة، التي سجلت سجلاً ناجحاً في الهجوم على الأسطول النفطي للعدو وتوجيه ضربات موجعة للدعم اللوجستي للحرب، من أهم إنجازات أنصار الله في المجال البحري.
في سبتمبر 1400 ، يعمل موقع warontherocks ، القريب من أجهزة الأمن والاستخبارات الأمريكية، في المجال العسكري. وأعرب في تقرير عن قلقه من تطوير وحدة الزوارق السريعة بالجيش واللجان الشعبية اليمنية.
وحسب هذا التقرير، فقد نفذ اليمنيون في الفترة من يناير 2017 إلى يونيو 2021 ما مجموعه 24 هجومًا بحريًا ناجحًا و”التهديد البحري الحوثي حقيقي ومتزايد”.
ربما بدأت الحرب البحرية للتعامل مع المعتدين عام 2016 بتدمير السفينة الإماراتية HSV-2 Swift واستطاعت جعل المنطقة البحرية غير آمنة لسفن العدو المارة.
في شتاء 2017، كان تدمير السفينة المتقدمة المدينة المنورة التي كانت متورطة في قصف مناطق سكنية يمنية، بواسطة زوارق غير مأهولة للبحرية اليمنية، بمثابة نقطة تحول في الحروب البحرية للتحالف السعودي اليمني.
ما لا شك فيه مع تحرك قدرات أنصار الله الصاروخية نحو بناء صواريخ أرض-بحر أو صواريخ محمولة على قوارب صغيرة، فضلاً عن استخدام طائرات دون طيار انتحارية في المهمات البحرية، فإن قوة الردع اليمنية في المجال البحري ستكون أقوى بكثير مما كانت عليه في الماضي. وهو موضوع أبدت أنصار الله اهتماما خاصا به بكشف النقاب عن آخر إنجازاتها في مجال السلاح البحري.
البحر ، مركز الثقل المستقبلي للحرب في اليمن
مع الهزيمة العسكرية للتحالف بقيادة السعودية على الأرض، ازدادت أهمية استمرار الحصار البحري لليمن بشكل كبير للسعوديين، وفتح العدو حساباً خاصاً للضغوط الاقتصادية لتدمير المقاومة اليمنية. يعد استيلاء التحالف على ناقلات النفط قبالة الساحل اليمني، في انتهاك لالتزامات وقف إطلاق النار، جزءًا من استراتيجية مستمرة للضغط الاقتصادي.
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة المياه والبيئة اليمنية في الأيام القليلة الماضية، أن عدوان الولايات المتحدة والسعودية أدى إلى تلويث عدد من مصادر المياه في الحديدة بمواد كيميائية ومشعة وتدمير مصادر المياه في مناطق أخرى من محافظات اليمن.
أعلن عبد الكريم الصفياني، نائب مدير هيئة الموارد المائية خلال مؤتمر صحفي بهذه الوزارة، عن آثار عدوان التحالف على قطاعي المياه والبيئة في اليمن منذ آذار 2015، أنه لوحظ تلوث كيميائي بعناصر مشعة وثقيلة في اليمن في عدد من مصادر المياه في الحديدة.
وأوضح الصفياني أنه في هجمات التحالف منذ عام 2015، تم تدمير أكثر من 2995 من مرافق المياه، بما في ذلك السدود والحواجز والمضخات والخزانات وقنوات الري وشبكات الري. وأشار إلى: حسب إحصائيات المنظمات الدولية ، فإن أكثر من 20 مليون يمني لا يحصلون على مياه الشرب المأمونة.
كما أوضح عبد السلام الحكيمي وكيل وزارة المياه والبيئة أن الخسائر في المياه والبيئة بسبب العدوان والحصار تجاوزت 432 مليار ريال.
وأشار الحكيمي إلى أن عدم انتظام الإمداد بوقود الديزل وارتفاع سعره أدى إلى تقليص قدرة أنظمة ضخ المياه، مشيرا إلى أنه خلال فترة وقف إطلاق النار تمت محاولة ايراد قطع الغيار لتطوير شبكات المياه والصرف الصحي وترميم الآبار والصرف الصحي ومحطات معالجة خارج الخدمة، لكن التحالف منع ذلك.
لذا فلا بد من كسر الحصار البحري من خلال تعزيز القوة البحرية، ويمكن إعلان هذه القضية على رأس أهداف أنصار الله العسكرية.
كذلك، وبغض النظر عن قضية الحصار البحري فلا ينبغي أن ننسى أن اليمن، بموقعها الاستراتيجي حول البحر الأحمر وسيطرتها على مضيق باب المندب، محكوم عليها بتطوير قوة بحرية للدفاع عن مصالحها.
كما أن عوامل مثل قرب هذه الدولة من القرن الشرقي لإفريقيا، ووجود شواطئ طويلة في البحر الأحمر وبحر العرب، وبالتالي وجود موانئ مهمة مثل عدن والحديدة، قد أضافت أهمية استراتيجية لهذا البلد.
رسالة أنصار الله حول القوة البحرية للأعداء
انطوت قوة الاستعراض البحري لأنصار الله من خلال العرض العسكري الأخير على رسائل مهمة للأعداء. ما لا شك فيه أن أنصار الله بإزاحة الستار عن جيلها الجديد من صواريخ أرض – بحر والألغام البحرية، أظهرت أولاً أن القوة الرئيسية للحفاظ على أمن المياه الساحلية ومضيق باب المندب في المستقبل ستكون صنعاء، وسيكون هذا الوجود العسكري مزعزعاً لاستقرار الدخلاء، وخاصة الكيان الصهيوني ، الذي يتواجد بحجة إحلال الأمن في هذه المنطقة مؤقتًا.
كشفت تقارير إعلامية في الأشهر الأخيرة، عن تزايد الوجود غير الشرعي للكيان الصهيوني بتنسيق وتواطؤ الإمارات في مياه وجزر اليمن. تحول الكيان الصهيوني في السنوات الأخيرة إلى تعزيز وجوده العسكري غير الشرعي في محيط مضيق باب المندب وحتى جزيرة سقطري، ما يهدد مصالح حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية.
وفي هذا الصدد، خاطب عبد الملك بدر الدين الحوثي، زعيم أنصار الله، بعد خروجه لهذا العرض العسكري، دول التحالف السعودي المعتدي: ” ما يهدد النقل البحري الدولي هو أفعالك البربرية وتمتعك بمعاناة شعبنا والأسطول الذي حشدته بالقرب من شواطئ بلادنا لحصارنا” كما أكد فشل مساعي الأعداء لإبعاد اليمن عن القضية الفلسطينية تحت عنوان التطبيع مع العدو” الصهيوني “. : اليوم بلدنا (في مجال الدفاع عن القضية الفلسطينية) رسميًا وشعبياً وبتمسك الناس بمواقفهم الدينية الأساسية الداعمة للشعب الفلسطيني.
كما يسعى أنصار الله إلى تهديد الأسطول البحري للدول المعتدية من خلال إقامة العرض الأخير، حيث يمكن من خلال خلق توازن التهديدات تدمير الحصار البحري القائم، حيث يتم جزء كبير من تجارة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وخاصة تصدير النفط، عبر الأسطول البحري ومضيق باب المندب.
وفي هذا الصدد، كرر القيادي في أنصار الله، نصيحته للتحالف المعتدي باستغلال فرصة وقف إطلاق النار ووقف العدوان بشكل كامل وإنهاء الحصار والاحتلال، وأكد مهدي المشاط، أحد قادة أنصار الله الآخرين، في كلماته أن “القوات المسلحة اليمنية يمكنها الآن مهاجمة أي نقطة في البحر من أي جزء من اليمن وليس فقط من الساحل”.
المصدر: موقع الوقت التحليلي
المادة نقلت حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع