الشهيد حسام جرادات: قائد الاستشهاديين في الضفة
السياسية – رصد:
تستعيد الضفة الغربية المحتلّة مشاهد العمل المقاوم المسلّح والمنظّم مع تنامي مجموعات المقاومة العسكرية لا سيما في مدن الشمال على يد الجيل الفلسطيني الجديد. وهو الجيل الذي ظنّ كيان الاحتلال انه عزله بالسياسات الاقتصادية والتنسيق الأمني للسلطة الفلسطينية عن الجيل الأوّل من الفصائل الذين مهّدوا الأرضية لتواجد الخلايا العسكرية في الضفّة.
ومن بين أحد أسماء ذاك الجيل، يبرز القائد حسام جرادات (ابو اسلام) الذي يعتبر من أحد أبرز قادة حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس في الضفة وتحديداً في مدينة جنين.
فما هي سيرة هذا القائد؟
ولد الشهيد القائد حسام جرادات في 7 أب / أغسطس من العام 1962 في مدينة جنين، ومع وعيه بجوهر القضية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال فانخرط في العمل الجهادي بشكل سري. وفي العام 2000 انتمى إلى حركة الجهاد الإسلامي والتحق بصفوفها العسكرية في سرايا القدس. وشارك في العمليات النوعية خلال الانتفاضة الثانية التي استهدفت عمق الاحتلال، وتصفه السرايا بقائد الاستشهاديين. واعتقل أكثر من مرّة وتنقّل به من سجن إلى آخر بسبب نشاطاته في الحركة.
برع الشهيد جرادات في تصنيع العبوات والذخيرة المحلية التي استخدمها لصد توغلات قوات الاحتلال في جنين. وفي العام 2002 شارك إلى جانب قادة آخرين من سرايا القدس ولا سيما الشهيد محمود طوالبة وقادة الأجنحة العسكرية للفصائل الأخرى في معركة الدفاع عن مخيم جنين.
كان الشهيد جرادات من بين القادة المطلوبين والملاحقين من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية للاحتلال بسبب نشاطاته في حركة الجهاد الإسلامي وقد تعرّض لأكثر من 4 محاولات اغتيال. وفي المرة الرابعة، روى الشهيد جرادات التفاصيل حيث اقتحمت قوات الاحتلال مخيم جنين خلال الليل من عدّة محاور لكنّ سرايا القدس كانت على جهوزية واشتبك الشهيد جرادات ومعه الشهيد القائد أشرف السعدي مع الاحتلال وهما محاصران.
وذكر الشهيد السعدي أنه بعد إصابته طلب من الشهيد جرادات الانسحاب من المكان حفاظاً على حياته لكنّ جرادات رفض “واستمر في إطلاق النار”. كما تمكّن من سحب القائد السعدي الى مكان آمن رغم كثافة نيران الاحتلال.
وروت أيضاً والدة الشهيد جرادات أنه خلال محاصرة ابنها استخدمها الاحتلال كـ “درع بشري” للضغط على القائد اذ أخرجها من منزلها مع أحفادها ووضعوهم أمام الدوريات والآليات ليكونوا عرضة لأي رصاص، و”لن أنسى ان الجنود كانوا يطلقون الرصاص قربنا ومن فوق رؤوسنا غير ابهين بصرخات الأطفال وبكائهم”. بالإضافة إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال منزل العائلة واحتجز الجنود شقيق الشهيد (نضال) وهم يطلقون النار داخل المنزل ويفتشونه بحثا عن القائد جرادات. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يقتحم بها الاحتلال منزل عائلة الشهيد. وعلى الرغم من كلّ ذلك لم ينجح الاحتلال في النيل من القائد.
اشتدّت ملاحقة الاحتلال للقائد جرادات ومحاولات اغتياله وآخرها كانت قبل استشهاده بشهر ونصف عندما قصف الاحتلال منزلاً كان يقصده قبل وصوله بلحظات. وفي 23 / 8 / 2006 أطلقت على الشهيد القائد الأعيرة النارية من سلاح كاتم للصوت وأصابته بجروح خطيرة تم نقله على إثرها مستشفى “رفيديا” بنابلس ومن ثم إلى إحدى مستشفيات الأردن واستشهد هناك بعد أسبوع من إصابته في 30 / 8.
لم يكتفِ الاحتلال باغتياله بل وحاول عرقلة وصول جثمانه من الأردن، وبعد ضغوط من مؤسسات حقوقية تأمّن وصول الجثمان الى جنين حيث شيّع وسط حشد كبير من الجماهير الفلسطينية في 3 أيلول من العام نفسه، وردّدوا الشعارات المنددة بجرائم الاحتلال مطالبين المقاومة بالرّد على الاغتيال.
المصدر: موقع الخنادق اللبناني