أحدات متسارعة في ظل نفي فرنسي .. ما الذي يحدث في شبوة؟
السياسية – رصد:
شهدت محافظة شبوة اليمنية خلال الفترة الأخيرة احداثاً جديدة ومشبوهة، فالأحدات المتسارعة في هذه المحافظة الغنية بالنفط والغاز تشير إلى أن هناك مخططا تنفذه قوى دولية بأدوات محلية لاستكمال هندسة المؤامرة على الثروات في اليمن؛ حيث تم إسقاط سيطرة ما تسمى قوات الشرعية في محافظة شبوة جنوب شرق اليمن، من قبل مليشيا مولتها الإمارات كقوة تابعة للمجلس الانتقالي وأخرى لطارق صالح ولعل ما رافق تلك الأحداث من تواطؤ من قبل قيادة المجلس الرئاسي والصمت الدولي غير المبرر والمحاولات الحثيثة من قبل تلك المليشيات للتوغل نحو محافظة حضرموت الغنية بالنفط، يشير إلى دوافع منبثقة من التحرك المحموم لأميركا وفرنسا باليمن وتحديداً في محافظتي حضرموت وشبوة .يأتي ذلك في ظل معلومات عن تحضيرات تجري لتصدير الغاز من بلحاف وتحرك نشط لفرنسا وتفاوضها مع بعض دول الإقليم وأطراف الصراع اليمني لتصديره في ظل ارتفاع أسعار الغاز دولياً ولتخفيف الضغط الروسي على أوروبا وبحماية فرنسية للمنشأة.
تحرك فرنسي نشط
الكشف عن التحركات الفرنسية النشطة في هذه المحافظة الغنية بالنفط كشف عنه وزير الخارجية اليمني الأسبق الدكتور أبو بكر القربي في تغريدة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، حيث تمت الإشارة إلى إن أحداث شبوة الأخيرة كشفت عن تحرك فرنسي نشط سبقه تفاوض مع بعض دول الإقليم وأطراف الصراع في اليمن لتصدير الغاز من منشأة بلحاف لغرض التخفيف من الضغط الروسي على أوروبا مع توفير حماية للمنشأة عبر فيلق فرنسي.
في هذا السياق قال القربي” إن المعلومات تتوالى حول تحضيرات تجري لتصدير الغاز من منشأة بلحاف، وأنه قد يكون سبب أحداث شبوة، في إشارة منه إلى المعارك بين مليشيات مدعومة إماراتيا، بإسناد جوي من طيران الإمارات من جهة، وبين قوات حكومية من جهة أخرى، منذ الأسبوع الماضي.الجدير بالذكر أن هناك تمركز لقوات إماراتية في منشأة بلحاف، أهم منشأة يمنية لتصدير الغاز المسال وتم تحويلها إلى قاعدة عسكرية، ومنعت استئناف تصدير الغاز، رغم الدعوات المتكررة من محافظ شبوة السابق، محمد صالح بن عديو، بإخلاء المنشأة خلال فترة توليه للمنصب.
تقارير سابقة
في وقت سابق من سنة 2020 كشف تقرير فرنسي عن وجود ثلاث شركات عسكرية وأمنية فرنسية في ميناء بلحاف لتصدير الغاز المسال الواقع على سواحل البحر العربي بمحافظة شبوة، وقال التقرير الصادر عن ثلاث منظمات فرنسية، إن الشركات العسكرية والأمنية الفرنسية موجودة في الميناء منذ عام 2015 و 2015 ترفض الحكومة الفرنسية الإفصاح عن طبيعة مهامها هناك، وأوضح التقرير أن إحدى الشركات الفرنسية التي تعمل في بلحاف هي توتال الفرنسية وهي المساهم الرئيسي في تحالف الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال بنسبة 39.6٪ من رأس المال إلى جانب الشركات اليمنية والكورية واليابانية ووفق التقرير فان فرنسا استثمرت مبلغ 4.8 مليارات دولار في مشروع بلحاف وتشارك في الاستثمار وكالات ائتمانات التصدير بما في ذلك الوكالة الفرنسية التي تعمل نيابة عن الدولة.
فرنسا تنفي أي وجود عسكري لها
بعد التصريحات التي تحدثت عن التحركات الإماراتية الأخيرة في محافظة شبوة اليمنية الغنية بالنفط والغاز، كشفت فرنسا حقيقة وجود قوات عسكرية لها، في منشأة بلحاف الغازية، محافظة شبوة، جنوب شرق اليمن. حيث نفت في بيان مقتضب نشرته السفارة الفرنسية لدى اليمن على حسابها بتويتر، وجود أي قوات لها بالمنشأة الخاضعة لسيطرة القوات الإماراتية.السفارة قالت في البيان “لقد علمنا بمزاعم تشير إلى وجود عسكري فرنسي مزعوم في موقع بلحاف في اليمن”، وأضافت: “هذه شائعات لا أساس لها من الصحة على الإطلاق وننفيها بشكل رسمي”.
وتقع المنشأة “بلحاف” على الساحل الشرقي للبلاد في شبوة، وتعد أكبر مشروع صناعي في اليمن، وهي من أهم روافد الاقتصاد في البلد الذي يعاني حالياً من شح في الموارد نتيجة توقف جل عمليات التصدير، نتيجة سيطرة قوات إماراتية على المنشأة منذ أزيد من خمس سنوات.
مصادر مطلعة في شبوة تؤكد إنزال قوات فرنسية في بلحاف
في الوقت الذي صرحت فيه فرنسا ومن خلال سفارتها عدم وجود أي قوات لها في محافظة شبوة اليمنية أكدت مصادر أن سحب القوات الفرنسية من دولة مالي والتي كانت ضمن عملية ”برخان”، وصلت إلى منشأة بلحاف جنوب شرق اليمن، حيث بينت المصادر أن فرنسا قررت بعد سحب قواتها من مالي إنزالها في منطقة بلحاف حيث يقع ميناء بلحاف المصدر الأول للغاز الطبيعي في جنوب اليمن بمحافظة شبوة النفطية ويأتي ذلك لتوفير الحماية لميناء بلحاف ليتم تصدير الغاز إلى أوروبا لتغطية عجز إمداد غاز روسيا.
ووفقاً لمتابعين للأحداث التي تشهدها المناطق التي تقع تحت سيطرة قوات التحالف باليمن، فالأوروبيون بحاجة للغاز والصفقة أبرمت بين فرنسا والإمارات والأطراف اليمنية كلها خارج اللعبة فيما تناور إيران للحصول على نصيبها من الصفقة، وبالفعل وصلت القوات العسكرية الفرنسية، إلى محافظة شبوة، لاستلام أهم منشأة غازية في المحافظة وبسط سيطرتها عليها، وفق مخطط وتفاهمات مع أميركا والإمارات، وقالت مصادر مطلعة في شبوة، إن عشرات الجنود الفرنسيين وصلوا إلى القاعدة العسكرية الإماراتية التي تتخذ من منشأة بلحاف الغازية مقرًا لها. وحسب المصادر، فإن قدوم هذه القوات الفرنسية يأتي بهدف بسط سيطرتها ونفوذها على المنشأة، والتي تستحوذ شركة توتال الفرنسية على نسبة 39% من حصتها والتي تواجه إشكالات قضائية مع اليمن حول عقود بيع الغاز فيها.
في الختام التصريحات الاخيرة التي أدلى بها وزير الخارجية الاسبق كان لها رود فعل كثيرة إضافة إلى ذلك فإن الأحداث التي حصلت في الأخيرة في محافظة والمعارك التي دارت بين قوات ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي والقوات التي تتبع لواء العمالقة والإصلاح قد أكدت أن أمراً ما يحدث في تلك المحافظة الغنية بالنفط، تصريحات فرنسا الاخيرة وتعليقها حول الموضوع عن طريق سفارتها يراه مراقبون انه يأتي ضمن المراوغات الفرنسية، حيث لا يخفى على أحد أن فرنسا نشطة جداً في مجال النفط في اليمن منذ السابق في اليمن.
المصدر: موقع الوقت التحليلي
المادة الصحفية نقلت من المصدر وليس بالضرورة أن تعبر عن رأي الموقع