أسوأ موجة جفاف منذ 1200 عام
السياسية:
تستعد ولايات الغرب الأمريكي لمواجهة تهديد الجفاف التاريخي لإمداداتها المائية، وتفكر الحكومة الفيدرالية في التدخل لفرض التقنين. وتفاقمت التوترات السياسية هذا الأسبوع مع الإعلان عن انتهاء الموعد النهائي لإبرام صفقة، مع تهديد تدخل الحكومة الأمريكية وفرض قيود على حصص المياه تلوح في الأفق الآن.
ولايات الغرب الأمريكي تتصارع على المياه
تتصارع ولايات أريزونا وكاليفورنيا وكولورادو ونيفادا ونيو مكسيكو ويوتا ووايومنغ على المياه من نهر كولورادو، الذي يعتمد عليه 40 مليون شخص في الولايات المتحدة والمكسيك، ويدعم إنتاج زراعي بمليارات الدولارات في المنطقة.
تعرَّض النهر للنضوب بشدة بسبب الجفاف الذي يقول العلماء إنه الأسوأ منذ 1200 عام، والذي تفاقم بسبب تغير المناخ. وبحيرة ميد، هي أكبر خزان من صنع الإنسان في البلاد، ممتلئة بأقل من الربع، وتقترب من النقطة، حيث لن يكون لديها ما يكفي من المياه لإنتاج الطاقة الكهرومائية في سد هوفر.
ظهر هذا الأسبوع نقص المياه وتوترات بين الولايات بشكل صارخ مع إعلان مكتب الاستصلاح أنهم فشلوا في التوصل إلى اتفاق حول كيفية خفض استخدامهم للمياه بنسبة 15% على الأقل.
أدى ذلك إلى فقدان أريزونا ونيفادا لبعض المياه التي يمكن أن تستخرجها الولايتان من نهر كولورادو. وزاد الضغط على المسؤولين عن إمداد مدنهم ومزارعهم بالمياه في مواجهة مناخ دافئ، وجفاف، وتزايد في عدد السكان.
ويقول كاميل توتون، مفوض مكتب الاستصلاح الأمريكي لصحيفة The Times البريطانية: “النظام يقترب من نقطة تحول”، مضيفاً أن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة لدرء الكارثة. وتابع: “حماية النظام تعني حماية شعب الغرب الأمريكي”.
“مواجهة عالية المخاطر” بين ولايات الغرب الأمريكي
حتى الآن، ذهب التحذير أدراج الرياح، وتواصل الولايات طريقها في مواجهةٍ عالية المخاطر. انتقد كايل رورينك، المدير التنفيذي لشبكة مياه “الحوض العظيم”، ولايات الغرب لفشلها في إيجاد حل لمشكلة الجفاف.
وقال للصحيفة البريطانية: “بدلاً من التناغم معاً، يبدو أنهم يشحذون سكاكينهم”. وأضاف: “كل شخص لديه تفسيره الخاص لما يحق له، وما يعتقد أنه يجب أو لا ينبغي أن يفعله للمساعدة في حل هذه المشكلة. لقد وصلنا إلى النقطة التي يتعنَّتون فيها ويقولون إننا لن نتراجع. عادة ما يساعد التهديد بقرار أحادي الجانب من الحكومة الفيدرالية على جلب الناس إلى طاولة المفاوضات”.
يعتقد رورينك أنه قد يكون متردداً في القيام بذلك خوفاً من المقاضاة. كانت حقوق المياه في المنطقة مصدر خلاف على مدى عقود، وسط شبكة معقدة من صغار وكبار أصحاب الحقوق.
وقال: “تعقيدات قانون النهر لا تجعل من السهل بالضرورة على الحكومة الفيدرالية أن تذهب إلى مزارع تتمتع بحقوق قوية حقاً وتقول: سنأخذ حقوقكم منكم”.
أزمة بين أريزونا وكاليفورنيا بسبب حصص المياه
أريزونا، وهي واحدة من الولايات الأسرع نمواً في البلاد، غاضبة لأنها تفقد 21% من حصتها المائية -80 ألف فدان إضافي من المياه- في حين أن كاليفورنيا لن تفقد أي شيء. وتستخدم الأسرة المتوسطة ما بين نصف فدان من المياه سنوياً.
قال توم بوشاتزكي، مدير إدارة الموارد المائية في أريزونا، إنه من غير المقبول أن تقوم ولايته بإجراء المزيد من التخفيضات بينما لا تفعل الولايات الأخرى شيئاً.
قال: “لقد تغير العالم”، مشيراً إلى قانون مشروع حوض نهر كولورادو لعام 1968، والذي منح كاليفورنيا مزايا على ولاية أريزونا بشأن استخدام المياه. وأضاف: “لا ينبغي أن نستمر في تحمل وطأة التكاليف. أولئك الذين يستفيدون من النهر يجب أن يساهموا أيضاً في حماية النهر”.
أين تذهب مياه نهر كولورادو؟
تستخدم الزراعة حوالي ثلاثة أرباع إمدادات المياه من النهر، وبدأ سكان الولايات المتأثرة بالقيود يتساءلون جهراً لماذا لا يستطيع المزارعون تحمل مزيد من العبء.
يخشى باكو أولرتون، مزارع القطن في منطقة فينيكس، أن تؤدي التخفيضات الأخيرة إلى تعريض إمداداته المائية للخطر العام المقبل. هذا العام نما بالكاد نصف ما نماه في السابق.
فيما ستواجه ولاية نيفادا تخفيضاً بنحو 8% من إمداداتها، وستفقد المكسيك 7% من المياه التي تحصل عليها كل عام من النهر.
ويلقي رورينك باللوم جزئياً على عقود من إنكار تغير المناخ لعدم اتخاذ إجراءات بشأن نقص المياه في الولايات الغربية، بينما يشير أيضاً إلى العطش المتزايد والمدن سريعة النمو في المنطقة.
قال: “المدن لا تريد التوقف عن النمو. لديكم مزارعون يتمتعون بحقوق قوية للغاية ومصالح طويلة الأمد. وهناك عدم رغبة من الأطراف الأخرى في فعل شيء ذي مغزى، لأن الجميع يعتقد أن شخصاً آخر يجب أن يفعل شيئاً ما”.
المصدر: عربي بوست