اعتراف صهيوني بالهزيمة
حركة الجهاد الإسلامي حققت انتصاراً كبيراً.. القدرة الصاروخية لحركات المقاومة تؤرق "إسرائيل"
السياسية – رصد:
بين فترة وأخرى يشن كيان الاحتلال الصهيوني عدوناً على غزة المحاصرة، ويحاول من خلال القصف والدمار أن يحقق انتصارا هنا أو هناك، ولكن يحدث العكس تماماً فمع كل عدون يقوم به الكيان الصهيوني على حركات المقاومة يخرج مهزوماً خاسراً، وتُظهر حركات المقاومة الفلسطينية بسالتها في الدفاع عن غزة من خلال إطلاق الصواريخ واستهداف المستوطنات الصهيونية، حيث أثبتت حركات المقاومة ضعف الكيان الصهيوني في اعتراض الصواريخ التي تنطلق من غزة، فالمقاومة وخلال كل السنوات الماضية استطاعت أن تطور من قدراتها العسكرية، حيث أصبحت المستوطنات الصهيونية تحت مرمى صواريخها.
قدرة حركات المقاومة جعلت الكيان الصهيوني يُصاب بالذعر والخوف ، حيث إن تطور القدرة العسكرية للمقاومة جعل مساحة الصراع بين الكيان الصهيوني وحركات المقاومة مفتوحاً وكبيراً ومتعدد الجبهات وهذا بحد ذاته جعل الكيان الصهيوني يفشل فشلاً اضافياً في التصدى للصواريخ التي تطلقها المقاومة، فإضافة إلى الفشل الذي ظهر فيما تسمى “المنظومات الدفاعية للكيان الصهيوني” يظهر الفشل واضحاً في القبة الحديدة التي حاول الكيان الصهيوني الترويج لها خلال الفترة الماضية، وفي هذا السياق وبناءً على ما تم ذكره وبعد العدوان الأخير على غزة ظهر الخوف والقلق لدى الكيان الصهيوني من القدرة التي ابدتها حركات المقاومة وخاصة حركة الجهاد الإسلامي، حيث ظهرت اعترافات واضحة من قبل ما يسمى قادة الكيان الغاصب بقوة حركة الجهاد الإسلامي وتطور قدرتها العسكرية التي أرعبت الصهاينة وأصابتهم بالعجز والخوف أمام الصواريخ التي انطلقت من قطاع غزة المحاصر.
اعتراف “إسرائيلي” بالهزيمة
بعد العدوان الأخير على غزة والتي صمدت فيه المقاومة الفلسطينية في وجه الاحتلال ظهر خوف الكيان الصهيوني من القدرة التي تمتلكها المقاومة حيث صرح قادة الكيان الصهيوني حول الإنجاز الذي حققته حركات المقاومة وخاصة حركة الجهاد الإسلامي فوسائل الإعلام الإسرائيلية ضجت خلال الايام الماضية بالتحليلات والإنجازات التي حققتها حركة الجهاد الإسلامي ، حيث تقول وسائل الإعلام الصهيونية إنّه “لا يمكن تجاهل الإنجاز الذي حققته حركة الجهاد الإسلامي على مستوى الوعي”، وتشير إلى أنّ “حماس تمتلك قدرات مضاعفة مئات المرات، وحزب الله ايضاً يمتلك اكثر ما تمتلكه حماس ألف مرة”. وفي السياق نفسه ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ “حركة الجهاد الإسلامي حققت إنجازاً على مستوى الوعي لا يمكن تجاهله”.
الاعتراف بالإنجازات التي حققتها حركة الجهاد الإسلامي جاء بعد إعلان دخول اتفاق الهدنة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، حيّز التنفيذ بوساطةٍ مصرية، ابتداءً من الساعة 11:30 من مساء أمس الأحد الماضي. قبل التوصل إلى هدنة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، سبق وأن أعلنت “سرايا القدس”،يوم الجمعة، بدء الرد على عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، حيث أطلقت نحو 1000 صاروخ في اتجاه أراضي فلسطين المحتلة، بعد شن الاحتلال الإسرائيلي عدواناً على القطاع. وفي هذا السياق وتعليقاً على ذلك يجب الإشارة إلى أن ،العقيد في الاحتياط كوبي ميروم صرح “للقناة الـ 13” الإسرائيلية قائلاً: “أعتقد أن ثمة إنجازاً على مستوى الوعي للجهاد الإسلامي ولا يمكن تجاهله”، مضيفاً إنّ “حركة الجهاد استطاعت إطلاق ألف صاروخ في 3 أيام، واستهداف وسط البلاد والقدس ومطار بن غوريون”. وأضاف ميروم: “حركة الجهاد استطاعت أن تطلق ألف صاروخ في 3 أيام، وتشوّش حياة عشرات آلاف الإسرائيليين، وهذا يجب وضعه على الطاولة عندما نتحدث عن إنجازات هذه العملية”.
المواجهات المستقبلية
مع انتهاء كل عدوان يقوم به الكيان الصهيوني على حركات المقاومة يخرج مهزوماً ويتلقى ضربات موجعة وفشلا ذريعا في اعتراض الصواريخ التي تطلقها المقاومة ونتيجة لذلك يسيطر الخوف والقلق على كيان الاحتلال الصهيوني، القلق والخوف الذي يخيم على قادة الكيان الصهيوني يظهر إلى العلن من خلال القنوات التي يمتلكها الكيان فبعد العدوان الاخير على غزة ظهرت تصريخات للكيان الصهيوني توحي بالخوف من الحرب القادمة والمواجهات المستقبلية مع اي حرب بينه وبين حركات المقاومة، حيث يقول الكيان الصهيوني إن الضربات التي ستوجهها حركات المقاومة ستكون على شكل صليات صاروخية، تتألف من 10 أو 20 صاروخاً، وهو ما يضمن زيادة احتمالات إصابة الهدف المستهدَف، ويضمن في الوقت نفسه إرباك منظومات الدفاع الجوي “الإسرائيلية”.
الخوف من الموجهات مع حركات المقاومة يثبت أن المقاومة نجحت نجاحاً كبيراً، فالمقاومة خلال الإعتداءت الصهيونية السابقة لجأت إلى إطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ تصل في بعض الأحيان إلى مئة صاروخ في غضون ثلاث دقائق فقط – في توقيتات متزامنة، ومن خلال زوايا منخفضة قدر الإمكان، الأمر الذي أثّر بصورة كبيرة في قدرة صواريخ منظومة “القبّة الحديدية” الدفاعية على اعتراض هذه الصواريخ، واستنزفتها على نحو مستمر، الأمر الذي سمح بمرور عدد من الصواريخ، ووصوله إلى أهدافه، وخصوصاً أن آلية تشغيل منظومات “القبّة الحديدية”، تعتمد بصورة رئيسية على انتخاب الصواريخ الأكثر تهديداً للعمق الإسرائيلي، ثم تصويب صاروخ او اثنين عليها. وهي آلية تسمح بالتالي بعبور أعداد كبيرة من الصواريخ، وتستنزف في الوقت نفسه أعداداً مضاعَفة من الصواريخ الاعتراضية الباهظة الثمن.
الترسانة الصاروخية للمقاومة”حزب الله وحماس”
لا يخفى على احد أن حركة المقاومة حماس استمرت في مراكمة القوة العسكرية وخاصة في مجال الصواريخ، حيث إنها عززت من مراكمة القوة العسكرية، فتطور القوة الصاروخية للمقاومة تدل أن هناك تطورا كميا ونوعيا في المنظومة الصاروخية حيث إن المقاومة في “سيف القدس” اعتمدت على الصواريخ المصنعة محليا وهذا دليل على فشل الاحتلال في عزلها عن محيطها، بل يحفزها على الاعتماد على نفسها وتطوير قدراتها.
في 11 مايو/ أيار 2021 أعلنت كتائب القسام أنها قصفت (تل أبيب) وضواحيها بـ130 صاروخا. في هذا السياق قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ “حماس لديها قدرات أكثر بمئات المرات من حركة الجهاد الإسلامي، ولحزب الله بألف مرة”، مشيرةً إلى أنّ “السيناريو المثير للقلق هو في مواجهة متعددة الساحات”.وحذّر نائب قائد فرقة غزة السابق العميد احتياط نيتسان نوريال، في مقابلة أجراها مع الإذاعة الإسرائيلية “104.5FM”، من أنّ “حماس تمتلك قدرات مضاعفة مئات المرات، وحزب الله ألف مرة”.
من جهةٍ أخرى قال المتحدث السابق باسم قوات الاحتلال الإسرائيلي آفي بنياهو “للقناة الـ 12” الإسرائيلية إنّه “في المرة القادمة، لن يكون الأمر نزهة في الحديقة”، وأنّ الأمر “سيكون صعباً مع صواريخ دقيقة إلى تل أبيب سواءً مع حماس وبالتأكيد مع حزب الله، وهذا سيؤدي إلى سقوط قتلى ومصابين ولفترة طويلة”.وحسب بنياهو، فإنّه “يجب القيام بالملاءمة مع توقعات الجولة، ففي المرة القادمة، لن يكون الأمر نزهة، لذا لا ينبغي لنا أن ننام مع أحلام وردية، وما حصل في عملية بزوغ الفجر كان ترويجاً صغيراً، ولن يكون على هذا النحو في الحرب المقبلة”. وفي وقتٍ سابقٍ ، ذكرت صحيفة”هآرتس” الإسرائيلية في افتتاحيتهاـ أنّ العملية شكّلت “دليلاً آخر على الفشل الذريع في السياسة الإسرائيلية تجاه غزة”، إذ أصبحت جولات القتال العنيفة “أكثر تواتراً”، وبات “روتين حياة” الإسرائيليين “يُنتهك مرةً تلو أخرى”.
تطور كبير، قدرات المقاومة تجاوزت “تل أبيب”
يمكن القول، إن قدرات المقاومة تجاوزت “تل أبيب” ومقدرة القبة الحديدة على صدها، ومن الواضح أن قلق الاحتلال الصهيوني مرده مصداقية تصريحات المقاومة، فتصريحات المقاومة في فلسطين ولبنان ليست مجرد تهديدات لأنه يدرك أن المقاومة تستطيع أن تنفذ ما تقول، فهو يراقب تطورها وتجاربها الصاروخية على مدار السنوات الماضية، فهذا التطور يأخذه الاحتلال في الحسبان عندما يفكر في اتخاذ قرار عسكري، وفي السياق نفسه ومن خلال متابعة القنوات الاسرائيلية دائما يتحدث الاحتلال الصهيوني عن عدم امتلاكه للمعلومة حول قدرات المقاومة، ودائما يحاول اختبار ذلك من خلال إطلاق بعض الصواريخ لاختبار ما لدى المقاومة”. في وقت تجاوزت حدود دفاعات الترسانة الصاروخية لحماس قطاع غزة وأصبحت تحمي كل فلسطين ومناطق أخرى، يجب الإشارة إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي أثبت، خلال الفترة الماضية ، فشله التام في إيقاف الضربات الصاروخية شمالاً او جنوباً، وفشله أيضاً في منع فصائل المقاومة في إعادة التسلح وتطوير ما لديها من قدرات صاروخية، وهو ما ظهر بصورة أكبر خلال معركة “سيف القدس”، التي كانت مؤشّراً إلى قرب دخول كل فصائل محور المقاومة في مرحلة صاروخية جديدة، عنوانها الأساسي سيكون “القدرة الصاروخية الدقيقة وغير المتماثلة”.
في الختام يمكن القول إن خوف الكيان الصهيوني من ترسانة حزب الله وحركات المقاومة في الداخل الفلسطيني يعود إلى العدد الهائل للصواريخ الدقيقة التي تمتلكها المقاومة والتي يجعلها سلاحاً فتاكاً ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية”، فالتقديرات الإسرائيلية تشير إلى أنه عشية حرب لبنان الثانية كان حزب الله يمتلك 15 ألف صاروخ أطلق منها 4000 باتجاه الشمال، لكن التقدير اليوم أنه لديه أكثر 100 ألف صاروخ. وكذلك الامر بالنسبة لحركات المقاومة في قطاع غزة ،فحركة الجهاد الإسلامي وحركات حماس تمتلكان اليوم قوة صاروخية كبيرة من ناحية العدد ونوعية من حديث الدقة تجعل جميع الأراضي المحتلة تحت مرمى النيران.
المصدر : الوقت التحليلي