الملك البحريني يقيل وزيرة من منصبها لرفضها مصافحة سفير الكيان الصهيوني
الشعوب الحرة ترفض التطبيع
السياسية :
كشفت تقارير إعلامية، أن الملك البحريني، حمد بن عيسى آل خليفة، أقال “مسؤولة بحرينية برتبة وزيرة -الشيخة مي بنت محمد آل خليفة- بسبب رفضها لتطبيع العلاقات بين البحرين وإسرائيل، في موقف عبّرت عنه بجرأة من خلال رفضها مصافحة السفير الإسرائيلي في المنامة”.
و كان الملك البحريني قد أصدر مرسوماً بتعيين الشيخ خليفة بن أحمد بن عبد الله آل خليفة رئيساً لهيئة البحرين للثقافة و الآثار خلفاً للشيخة مي بعد إقالتها من منصبها.
وقالت مصادر صحفية إنه ” في 16 يونيو 2022 عقد السفير الأمريكي ستيفن بوندي مجلس عزاء خاص في منزله بمناسبة وفاة والده ودعا اليه بعض السفراء والمسؤولين، من بينهم السفير الإسرائيلي في البحرين إيتان نائيه ، والشيخة مي بنت محمد”.
وأوضحت التقارير، أنه خلال التصوير في مجلس العزاء، قام احدهم بتعريف الذين ييتصافحون، وعندما وصلت الشيخة مي- المنحدرة من العائلة المالكة – للسفير الاسرائيلي في المنامة، وقالوا لها ان هذا هو السفير الإسرائيلي، عندها سحبت يدها فوراً ورفضت مصافحته وخرجت من منزل السفير الامريكي وطلبت من السفارة عدم نشر اي صورة لها في مجلس العزاء.
يضاف هذا الموقف المشرف للشيخة مي إلى عدة مواقف سابقة عبرت من خلالها عن رفضها للكيان الصهيوني و التطبيع معه وكان من أهم مواقفها قبل ذلك أن رفضت تهويد الاحياء القديمة في العاصمة، المنامة، ويشمل ذلك التهويد ابتداء من باب البحرين وشارع المتنبي وصولا الى الكنيس اليهودي الواقع في شارع صعصعة بن صوحان بالمنامة القديمة، ورفضت السماح لمستثمرين يهود امريكيين القيام ببناء حي يهودي مع كتابات ارشادية ونجمة داوود لاستقبال السياح من باب البحرين حتى الكنيس اليهودي.
و من خلال نشاط ثقافي كان بمثابة صفعة قوية للتطبيع مع الكيان الصهيوني قام مركز الشيخ ابراهيم الذي تديره الشيخة مي باستضافة المؤرخ والمفكر اليهودي إيلان بابيه، في تشرين الثاني 2021، في ندورة طرح خلالها أن الحل المستقبلي المنشود للقضية الفلسطينية يتمثل في إلغاء الاستعمار الاستيطاني العنصري الصهيوني لفلسطين.
ويُشار إلى أنّ ما أقدمت عليه الشيخة مي يأتي في إطار تأكيد جديد على أنّ الشعوب العربية ترفض وجود الكيان الصهيوني والتطبيع معه ودمجه في الجغرافيا العربية.
“الشيخة مي” عبرت عن نبض الشارع العربي ضد التطبيع
في أعقاب بدء وسائل الإعلام تداول نبأ إقالتها المفاجئة، دون التطرق صراحة إلى حيثيات القرار، شكرت الشيخة مي، عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي المتضامنين معها ، قائلة “من القلب ألف شكر لكل رسالة وصلتني، وحدها المحبة تحمينا وتقوّينا”، حيث انطلقت إشادة واسعة للوزيرة البحرينية مي آل خليفة تعبّر عن رأي السواد الأعظم من أهل البحرين.
وفي السياق ذاته، استنكر رواد التواصل قيام العاهل البحريني، حمد بن عيسى آل خليفة، بإقالة الشيخة مي التي عملت في الإعلام والثقافة لأكثر من 20 عاما، وسط إشادات برفضها للتطبيع بين البحرين و الكيان الإسرائيلي من جانب آخر توالت الرسائل و التغريدات من شخصيات بارزة معبرة عن التقدير الكبير لموقف الشيخة مي الرافضة لمصافحة القتلة المغتصبين، حيث أشادت الفصائل الفلسطينية بموقف الشيخة مي آل خليفة ورفضها للتطبيع، مؤكدين أن ذلك تعبير حقيقي عن مواقف الشعب البحريني الأصيل الداعمة للحق الفلسطيني، والرافضة لدمج الاحتلال في المنطقة. وأثنى الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان موقف الشيخة مي في تغريدة له على تويتر قائلاً:” تحية من القلب للشيخة مي على موقفها الوطني المشرف الرافض للتطبيع”.
وكتب الإعلامي اللبناني ريكاردو كرم، الشيخة مي وضعت البحرين على خارطة السياحة العالمية، رمّمت البيوت التراثية في عاصمتها، أطلقت ربيع الثقافة واستقطبت النخب الفكرية، آمنت بالعروبة وبقدرة شبابنا على الحلم والتغيير. من جهتها غردت الاعلامية راميا الايراهيم “مي تعبر عن السواد الأعظم من أهلنا بالبحرين، شعب وطني عروبي أصيل متمسك بفلسطين رافض للتطبيع، تحية محبة وتقدير للشيخة.
من جانبها، رأت الجبهة الشعبيّة أنّ هذا الموقف العروبي الذي اتخذته الوزيرة مي يعبّر من جديد عن أصالة الشعب البحريني المناهض لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، رغم الحملات الأمنية من قِبل النظام ضد الرافضين للتطبيع.
ودعت الشعبيّة الجماهير العربيّة وقواها ومنها في دولة البحرين الشقيقة إلى التصدي لكل جرائم التطبيع التي ترتكب جهارًا نهارًا من قِبل النظام في البحرين وأنظمةٍ أخرى في الخليج وغيرها على حساب قضية فلسطين، ومن أجل مصالِح الزمر الحاكمة التي استسهلت طريق التفريط والتبعيّة حمايةً لمصالح.
ومن جهتها، أشادت دائرة المقاطعة في الجبهة الديمقراطية، بالموقف الشجاع للشيخة مي بنت محمد آل خليفة وأكدت الدائرة في بيان صدر عنها، أن ما فعلته الشيخة مي يعبر عن طبيعة الشعب البحريني الشقيق وأصالته في رفض الاعتراف بدولة الاحتلال والتطبيع معها. وختمت الدائرة بيانها داعية الشعب البحريني إلى دعم الشيخة مي في خطوتها الشجاعة وموقفها العروبي الأصيل والتحرك لرفض التطبيع بكل أشكاله مع دولة الاحتلال وطرد السفير الإسرائيلي. مشيرة إلى أن “استطلاعات الرأي الصادرة عن معاهد الأبحاث والدراسات الأميركية أكدت تراجع نسبة المؤيدين للتطبيع واتفاقيات أبراهام”.
المعارضة البحرينية للتطبيع
على النقيض من الإمارات، فإن معارضة التطبيع شديدة في البحرين التي يسكنها خليط من السنة والشيعة ولها تاريخ حافل من المجتمع المدني النشط وإن تم التعامل معه بقسوة في العقد الماضي. حيث عبر صحفيون و مؤثرون في المجتمع البحريني عن اتفاق التطبيع على أنه “يوم أسود في تاريخ البحرين”.
فيما اكدت المعارضة البحرينية، أنَّ قرار التطبيع الذي وقعته الحكومة البحرينية، لا يمثل البحرينيين، ويواجه رفضاً شعبيناً كبيراً، لكونه يتجاوز الحقوق والثوابت الفلسطينية والعربية والإسلامية.
وشددت، أنَّ الحكومة لم تستشر أو تأخذ رأي الشعب البحريني ولم تعرض الاتفاق على مجلس النواب، قائلة: “لم تستشر أو تأخذ الحكومة رأي الشعب فيه، حتى الحكومة لم تحترم السلطة التشريعية وتعرض الامر عليها، لماذا تخاف الحكومة من أخد رأي الشعب باي طريقة؟!، لانها تعلم رفض الشعب بكل مكوناته التطبيع”.
على الرغم من توعد وزارة الداخلية البحرينية منذ الاعلان عن اتفاق التطبيع بملاحقة النشطاء على المواقع التواصل الاجتماعي الرافضين لاتفاقية التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم. إلا أن ساحات البحرين شهدت في فبراير الماضي مسيرات واسعة أحرق خلالها محتجون أعلاماً اسرائيلية و داسوا عليها رفضا لزيارة رئيس الوزراء في الكيان الصهيوني نفتالي بينيت إلى البحرين. و رفعوا شعارات منددة بسياسات حكومتهم رفضاً لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. ما يشير إلى أن ما تمارسه السلطات البحرينية باء بالفشل أمام إرادة الشعب الحر.
كل ذلك يشير إلى أن كل فئات الشعب رافضة للتطبيع إلا ما تدعى المليشيات الإلكترونية، فالتطبيع لا يقتصر فقط على اقامة علاقات مع الكيان الصهيوني، وإنما يمتد إلى تجريم المقاومة والتشجيع على قتل و تشريد الفلسطينيين و سلبهم حقوقهم.
ختام القول، “الشيخة مي ” فقدت موقعها في السلطة غير مكترثة فاحتلت قلوب الفلسطينيين وشرفاء الأمتين العربية والإسلامية. وأصبحت مثالاً للمرأة الشريفة في وجه الطغاة و صفعة قوية على وجه مروجي التطبيع و الارتماء في أحضان الكيان الصهيوني الغاشم و عبرت عن الرفض الشعبي العميق للتطبيع و المطبعين. و هو ما يؤكد أن شعب البحرين بكل أطيافه ومكوناته الدينية والسياسية والفكرية والمجتمعية، مجمع على التمسك بفلسطين، ويرفض الكيان الصهيوني برمته، ويقف مع فلسطين، فالتطبيع تضاد صارخ مع إرادة شعب البحرين، وانقلاب على عقيدته المبدئية في رفض احتلال فلسطين، وانسجام تام مع الإرهاب الصهيوني.
* المصدر : الوقت التحليلي
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع