السياسية – رصد :

 

في الحلقات السابقة من سلسلة “أربعون وبعد”، تحدّث أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله عن ظروف نشأة حزب الله، وتشكيله هويّته، وكشف عن تفاصيل جديدة من بينها كيفية انتخابه أميناً عاماً لحزب الله، وتفجير مقر المارينز، وصولاً إلى استشهاد أمين عام حزب الله السابق السيد عباس الموسوي.

في الحلقة الرابعة، تطرق السيد نصر الله إلى إنجازات المقاومة في التسعينات، وتطوّرها، وعملية عناقيد الغضب عام 1996، والتي أدت إلى بروز معادلة جديدة صنعتها المقاومة في لبنان، كذلك تحدث عن دوره القيادي المباشر في المقاومة، وعن العروض الأميركية التي رفضها حزب الله.

“الحرب النفسية”

يتحدث الأمين العام لحزب الله في هذه الجزئية عن التنظيم الجهادي والعملي للحزب، وعن التجربة التي خاضها حزب الله في ميدان الحروب النفسية، وعن مرحلة أسماها بـ”الرصد العبري”. وقال في هذا الصدد: “كان لدينا مجموعة من الإخوة يتقنون اللغة العبرية، وبدأنا نتابع الإعلام الإسرائيلي، الإذاعة، التلفزيون، والصحافة الإسرائيلية، وتبيّن لنا منذ البدايات أنّه يمكنك أن تفهم الكثير من خلال هذه الوسائل الإعلامية المتوفرة، لأنّ هناك يقولون كل شيء، هناك نقاشات علنية وانتقادات علنية وأيضاً دراسات علنية، فكنّا نقرأ ونستفيد ونفهم كيف يفكّر الإسرائيلي والمجتمع الإسرائيلي”.

ومن هذا المنطلق، رأى السيد نصرالله أن المقاومة “استفادت من هذا الرصد ومن هذه المواكبة والقراءة لما يجري في داخل الكيان على أكثر من صعيد، منها تصوير العمليات”.

وأضاف: “تصوّر، أنت تنصب كميناً لدورية إسرائيلية وتتمكّن من تصوير الجنود يقتربون من العبوة ثمّ ينهارون ويسقطون على الأرض ويولولون ويبكون ويصرخون، ثمّ تقدّم هذا المشهد على شاشة التلفزيون ليراها العالم والعالم العربي وشعبك الذي أنت تقاتل بين يديه، ويراها العدو”.

ويشرح السيد نصر الله في هذه الحلقة كيف استخدمت المقاومة الحرب النفسية بشكل فعّال، موضحاً أن “الرصد العبري وفّر للمقاومة الآلية لفهم وقراءة نوايا العدو، وعلّمها أن تتعرف على العدو وتعرف كيف يفكّر وكيف يتعاطى مع الأحداث ومتى يقوم بردّ فعل ومتى لا يقوم بردّ فعل، وهذا كان له تأثير كبير على إدارتنا للمقاومة في تلك المرحلة”.

 

“عملية عناقيد الغضب”

وصف السيد حسن نصر الله عملية “عناقيد الغضب” عام 1996 بأنّها “من أخطر ما واجهته المقاومة خلال السنوات الماضية كلها”، وقال إنّ أهداف العملية كانت في البداية إلغاء وجود حزب الله في لبنان، وبعد 16 يوماً جاءت الدنيا تعترف بمشروعية المقاومة وتنظّم عمل المقاومة.

شرح السيد نصر الله كيف عوّل الإسرائيلي وقتذاك على وقف إطلاق الصواريخ تجاه المستوطنات، وكيف خرج شيمون بيريز، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، وقال للناس: “نحن حققنا انتصاراً ضخماً وها نحن بقوة السلاح أوقفنا تساقط الكاتيوشا على مستعمراتنا”. وقال السيد نصر الله إنّ بيريز كان يكذب، وإنّه راهن على انتهاء إطلاق الصواريخ وليس أنّه أوقف إطلاق الصواريخ بالفعل العسكري الميداني.

 

“اخرجوا من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي ونجد حلاً”

هل حصلت اتصالات أو محاولات اتصالات من الجانب الأميركي مع المقاومة؟ نعم. هذا ما أكّده السيد نصرالله الذي تحدّث عن الهاجس الأميركي الذي سعى دائماً لتحيّيد حزب الله عن المعادلة.

الولايات المتحدة قالت للمقاومة، بعد تحرير الجنوب اللبناني والبقاع الغربي في العام 2000، بحسب السيد نصرالله: “نقدّم مساعدات مالية ضخمة لإعادة بناء المناطق المحررة والمناطق المحرومة، نشطب اسمكم من لائحة الإرهاب، وستكون لكم مكانة دولية محترمة، سنحسّن الصورة ونعطيكم مكتسبات سياسية ومالية، ونجد حلاً لموضوع أسراكم اللبنانيين، اللبنانيين فقط، واخرجوا من هذا الموضوع”. كانت الولايات المتحدة تريد أن تخرج المقاومة من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، وهذا ما لم يحصل.

وبعد 11 أيلول/سبتمبر 2001، جرى اتصال مشابه بين حزب الله وواشنطن، وقال إنّ الحزب أُبلغ بأنّ “أميركا غاضبة الآن، وأعلنت الحرب على الإرهاب في العالم وهي قادمة الى أفغانستان وليس معلوم من هو التالي، وأنتم على لائحة الإرهاب وسيثبّتونكم، الولايات المتّحدة الأميركية مشكلتها مع الإرهاب السني وأنتم غير مستهدَفين. حيّدوا رأسكم ونفسكم واخرجوا من هذا الموضوع بالكامل”.

بعد حديث السيد نصر الله عن العروض الأميركية، التي تمحورت حول إيجاد حل للأسرى اللبنانيين في سجون الاحتلال، والاعتراف بالدور السياسي لحزب الله، ودخوله الحكومة اللبنانية، وشطب اسمه من قائمة الإرهاب، وغيرها، أكّد أنّ المقاومة رفضت كل هذه العروض.

الحلقة الخامسة من “أربعون وبعد” ستتحدث عن الجماعات التكفيرية، وانتباه السيد نصرالله المبكر جداً لخطورتها، وعن وفاة الرئيس حافظ الأسد ومجيء الرئيس بشار الأسد، وعن العلاقة مع المقاومة الفلسطينية.

* المصدر :الميادين نت

* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع