اللواء يحيى الرزامي: نموذج القادة في الجيش اليمني
السياسية- متابعات:
يعد اللواء الركن يحيى الرزامي، القائد العسكري الاول في الشجاعة والميدان، وهو رئيس اللجنة العسكرية المفاوضة، وقائد محور همدان العسكري وكتائب الموت في اليمن، وتتمركز قواته في الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية وتحديداً نجران، قائد معركة “نصر من الله” التي نفذت في أيلول/ سبتمبر عام 2019. لا تخلو جبهة من قواته العسكرية وقوات الاحتياط للجيش واللجان الشعبية، لتعزيز الجبهات العسكرية وتأمين الشريط الحدودي.
يحيى الرزامي رجل قبلي من الطراز الأول قام بحل آلاف القضايا ورعى الكثير من الإصلاحات والتفاهمات القبلية، شيخ مشائخ قبيلة همدان بن زيد. تولى مهامه العسكرية منذ أن كان في العشرين من عمره، وكان آنذاك، تحت قيادة والده الشيخ عبدالله الرزامي.
كان اللواء الرزامي الرفيق الأول للقائد المؤسس السيد حسين بدر الدين الحوثي، الذي كان يقود الحراك الثوري والتعليمي بعد ان نهل من العلم على يد العالِم السيد بدر الدين والعالِم يحيى راوية، في ما قبل التسعينات إبّان تأسيس حزب الحق، وبعد ذلك قاد والده ابو يحيى الرزامي الحراك المسلح ابّان هجوم نظام صالح مع السلفيين والوهابيين على صعدة و “حركة الشباب المؤمن”. بعدها أنشئ حراك آخر، تحت مسمى حركة انصار “المسيرة القرآنية”، واستمر النظام باعتداءاته على مران والرزامات منعاً لنشر ثقافة الإسلام، وهو ما أدى إلى نشوب عدد من المعارك كان المنتصر بها حركة أنصار الله.
تتلمذ النجل العسكري اللواء يحيى على يد والده عبدالله، الذي رافق المؤسس منذ أن كانا عضوين في مجلس النواب وتخليا عن مقعديهما من أجل الإسلام والمسلمين، فكسب يحيى النجل الأول من أصل خمسة أبناء الشيخ عبدالله الرزامي التثقيف والعلم الديني الإسلامي القويم منذ صغره كما كسب الشجاعة والحكمة، منذ صباه اُحيي في داخله الشجاعة والجهاد، وتعلم فنون القتال والتكتيك العسكري ليس في كليات الحرب الدولية بل تفوق على المناهج العسكرية في فنونه، وما نهله منذ صباه وشبابه بما حكمته الوقائع والأحداث التي عاصرها، وزادت به الخبرات العسكرية من واقع الحروب التي استمرت أعواماً يشنها نظام صالح وحلفاؤه من الخارج الى الداخل، جيوش حاربت منطقته وأهله وأباه من أمريكا الى السعودية الى دولة صالح بكل الإمكانات والقدرات وبكثرة العدد والعدة فكان يحيى عبدالله الرزامي ذراع والده الذي يعينه بالحرب الدفاعية النضالية.
يضاف إلى ما سبق، خبرة والده السياسية والعسكرية والايمانية ما أصقل شخصية الشاب آنذاك، وشيّدت بداخله رجلاً عسكريّاً استمد كل انواع الخبرات. وقد شب على ازيز الرصاص وقذائف المدفعية والطائرات، ورافق شجعاناً عظماء مؤمنين، وذاق مرارة الحصار والجوع والفقر والحاجة منذ صباه وشبابه. وترعرع فيها وقسى عظمه عليها وتلوّن جلده وبهق بحرارة الشمس وكانت ظلاً له.
تدرب على أنواع مختلفة من السلاح وكسب الخبرة من واقع أجبر معطيات فكره تعلمها، وعلمته الحاجة من واقع الحصار الصبر والتكتيك فكسب النظرة البعيدة والقريبة، وعلمته الجروح التي اصابته في حروب دامت عقود، جَلدة ورأفة، وعاشر رحماء عظماء مؤمنين (السيد بدر الدين وأولاده) وقاسمهم رغيف الخبز وكسراته، وعاشرهم وآخاهم ومنهم السيد عبدالملك الحوثي الذي كان بِذات عمره تقريبا، فدافع عنهم بروح الولاء الذي ورثه من ابيه، وشاركهم معارك مختلفة منذ بداياتها.
(صورة تظهر اللواء الرزامي مع عبد الخالق، شقيق السيد بدر الدين الحوثي)
ما زالت معالم صعدة القديمة ومعسكراتها التابعة للنظام شاهدة على اقتحاماته ابان حروب صعدة من الأولى الى السادسة. فكان يقود مجاميع رغم صغر سنه وهو أول من اقتحم مدينة صعدة القديمة ومعسكر كهلان التابع للنظام بغرض تخفيف الضغط العسكري النظامي لصالح والأحمر على مرّان بتكتيك عسكري وشجاعة اذهلت القوات التابعة لصالح آنذاك، وحقق باقتحاماته انتصارات.
علي محسن الأحمر يشهد للواء الرزامي بالقوة منذ صباه
تشهد منطقة نسرين على بطولة اللواء الرزامي، منذ ان كان بعمر 18 عاماً. حيث فرض نفسه وتحرك برفقة 5 مقاتلين لاقتحام المجمع الحكومي في صعدة، والذي كان يجتمع فيه رأسا النظام حينها، علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر، للتخطيط لمعارك صعدة إبان الحروب الستة. وتكبد النظام نتيجة هذا الاقتحام خسائر فادحة، رغم كثرة التعزيزات ونخبة القوات الخاصة للنظام.
كُتب للواء الرزامي ان يستشهد رفاقه الخمسة بين يديه، وان يصاب هو الآخر بطلق ناري من رشاش 12.7. حينها، تعرّفت قوات صالح عليه بعد سقوطه، وعُرف أنه نجل القيادي الثاني في الحركة، عبدالله عيضة الرزامي. فنُقل على إثر اصابته بطائرة خاصة للعاصمة صنعاء بغرض علاجه وأسره.
فور تحسن حالته زاره الجنرال الاحمر للتحقيق معه. وبعد مشادة كلامية توجه بها الأخير من سب ولعن على الشاب ومَن رباه. اشتعل غضباً، ورد لنحره لعدم امتلاكه سلاحاً لقتل الشاب الأسير المصاب، فتوجه لمقاتليه موبخاً “لو أمتلك عشرة رجال بعزيمة هذا الطفل لقلبت موازين اليمن عرضاً وطولاً”.
هكذا كانت مرحلة صبا وشباب اللواء يحيى عبدالله الرزامي. الذي استقرت بنيته العقلية والسياسية على نهج عدم التراجع. وعلمته قضبان السجون والأسر الرأفة والرحمة بمنهج قويم. وتخرج من كل هذه الاحداث والمدارس رجلاً عسكريّاً سياسياً من الطراز الاول، كصورة مصغرة للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي. فكيف لا يصبح اللواء العسكري ركناً من أركان الجيش اليمني وعماداً سياسيّاً لليمن.. وهو النموذج الشاب الفطين الجامع بين أمرين القوة العسكرية والقوة السياسية للأنصار.
- المصدر : الخنادق اللبناني
- المادة الصحفية تم نقلها من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع