السياسية – رصد : السفير عبدالسلام قاسم العواضي*

ما حدث من مشاورات يمنية –  يمنية  تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الامانة العامة لمجلس التعاون، —  29 مارس الى 7 ابريل 2022م—في الرياض —أشبه ما تكون بمسرحية ميلو درامية جاهزة رسمت حبكتها، وفصولها ونتائجها مقدما .. الأمر الذي جعلنا نعود بخيالنا ونعرب عن اسفنا ل (وليم شكسبير – الكاتب الدرامي الشهير ،وشاعر الانكليز الرمز، والممثل الكبير في مسرح الجلوب) بمدينة (ستراتفورد –  ابون — آفون بانكلترا)، ونقول له اننا كيمنيين لم نتمكن من مسايرة أعماله المسرحية الهادفة التي لم تتفق مع نهجنا وهوانا..

يقينا، إنه بعد خمسة قرون،  يطل علينا مشهد مسرحي جديد   استوعب اكثر من 600  نفر من الشخوص ، الى جانب من يدير المشهد من خلف الكواليس، ويقرر نهايته.

دارت المسرحيه في اجواء ضبابية باسم التشاور، ولم الشمل اليمني، وانتهى المشهد بصدور إعلان اوبيان ،تم التبصيم عليه في الغرف المغلقة – حسب سياسيين  – وتقديمه للرئيس (عبد ربه منصور هادي) لقراءته، واعلان تنازله عن السلطه ، ولطول البيان  اكمل قراءته وزير الإعلام .

وكان منظر الرئيس لا يبدو طبيعيا، وهو  يقرأ هذا البيان  او الاعلان — حسب مراقبين —كما أوضح من لهم دراية في علم النفس إن المشهد معقد، لا يستطيع احد ان يفك شفرته سوى  عالم النفس( سيجموند فرويد) في قراءته للشخصية.

انتهى الفصل الأول من العمل الدرامي،  بنقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي مكون من رئيس مجلس وسبعة نواب معظمهم من العسكريين ، قلما يوجد انسجام سابق فيما بينهم،  كما انهم يتلقون توجيهاتهم من الإمارات والسعودية المشرفتين عليهم ، في صورة لاتنم عن جدية في حلحلة الأوضاع اليمنية .الأمر الذي لا يبشر بخير ،وإنما تثبيت وضع خارجي على الأراضي اليمنية، فكل يوم يمر ليس من صالح اليمن ، وكل سؤ تفاهم اواحتراب يعني المؤامره انطلت على من بصم على الإعلان من الشخصيات في الغرف المغلقة ،لذلك يتطلب من الذين  حضروا اجتماع الرياض من المسؤولين ومن لم يحضروا المشاورات من مسؤولي( انصار الله) ان يبادروا معا الى إجتماع فوري برعاية الامم المتحدة لانقاذ الوضع المتردي في اليمن ، فأي تأجيل منهم يزيد الطين بلة، ومآله تقسيم اليمن الى مناطق ،ناهيك عن ان احتلال جزر ، وموانئ يمنية وارد تحت غطاء عدم الأمن والأمان في أهم الممرات الإستراتيجية في العالم التي تعبر من خلالها الناقلات النفطية، والغازية، والتجارة العالمية بذريعة عدم الاستقرار ، ومحاربة الإرهاب، والقرصنة، ومكافحة المخدرات مما يتيح لهم السيطرة على تلك المواقع، أو الوصاية على جزر ، وموانئ بإيعاز أميركي وبريطاني…وبعد فتره يلجئون إلى المطالبة باستفتاء اهاليها بعد ان يكونوا قد غيروا معالمها الديموغرافية وغيرها لصالحهم  .

في واقع الأمر، ان المشهد الدرامي لأبطال الغرف المغلقه، وطالبي الله في المسرحية اليمنية اكثر قتامة و سوداوية ، ولم يكونوا ابطالا على مستوى  مشهد ابطال  (وليم شكسبير) في مسرحياته التي تمثل في الجوهر  شخصيات تاريخية ، على سبيل المثال (يوليوس قيصر، وماكبث، وهملت، والملك لير، وعطيل …. الخ) ،إن هولاء القاده قد يفقدون انفسهم نتيجة لطموح ، ودسائس ، وكبرياء ،وغيره ،ومؤامرات ،  لكنه لم ولن يتنازلوا، او يفقدوا شبرا من أوطانهم.

الفصل الثالث في المسرحية  خضع لتحليلات  سياسيين وديبلوماسيين، وتعليقات الجمهور وكلها وصفت ماجرى في مسرح الرياض عبارة عن انقلاب  متكامل الأركان ،ومخالفا لكل الأسس  والمرجعيات التي بنيت عليها العمليه الانتقاليه في اليمن ومنها قرارات مجلس الأمن تحت الفصل السابع، والشرعية الدستورية بعد مؤتمر الحوار الوطني، وموافقة جميع المكونات السياسيه على مخرجاته.  في حين قابله إعلام مناوئ فضلا عن مناكفات سياسية واعلامية بين مؤيد ومعارض لما آل إليه الأمر ،وضجة  صاخبة تشيد بنجاح المشاورات وتنازل الرئيس عن السلطة لمجلس قيادة رئاسي ومباركة الجامعة العربية ،ومجلس الأمن.

واخيرا وصل  المجلس الرئاسي ،  ورئيس الحكومه ومجلس النواب بمن حضروا  الى عدن، وذلك لحلف اليمين الدستوريه أمام مجلس النواب —كيفما اتفق —وفقا لخبراء قانونيين اي عدم  دستوريته ، وشذ رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي احد اعضاء مجلس الرئاسة  عن القاعدة في حلف اليمين الدستورية  الخ ،الأمر الذي ينبئ عن خلافات قادمة  ،وترتيبات جديدة ، يحتمل ان ينشأ عنها تقسيم المناطق بين أعضاء المجلس ، وحماية كل منهم لمنطقته  ،وبالتالي تتعقد الاحوال ،وتعم الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد،!!.

سأكتفي بهذا القدر من العرض، واترك الجزء الاخير والمهم من فصول الدراما لمن يهمهم أمر اليمن.

لكنه قبل ان اسدل الستار ، وددت ان اكمل ما قد سبق  من ملاحظات تتعلق ب (جماعة انصارالله – الحوثيين) الذين لم يحضروا المشاورات اليمنية – اليمنية في الرياض ،على النحو الآتي :-

وافق (انصار الله – الحوثيون)، على الهدنة لمدة شهرين على ان تجدد من قبل الجانبين وبشروط طرحت على مبعوث الامم المتحدة  اثناء زيارته الى صنعاء خلال الفترة  11—13 ابريل 2022 م ، شملت حسب مصادر  اعلامية مطلعة، النقاط الآتيه :-

1- تسيير رحلات عبر مطار صنعاء.

2- عدم عرقلة سفن النفط اليمنيه ،وادخالها الى ميناء الحديده، من دون قيود.

3- التأكيد بأن ترتيبات السلام يتم اجراؤها تحت مظلة الامم المتحدة.

4- إنهاء الحرب، والحصار، وإخراج القوات الأجنبيه من اليمن.

وفي نفس السياق أعلن المبعوث الاممي قبل مغادرته صنعاءيوم 13 ابريل الجاري ،حسب اعلاميين، إنه تم التوافق على فتح مطار صنعاء ،وفتح الطرقات في محافظة تعز ومحافظات اخرى.

ومن الجدير بالذكر ،إن الشعب اليمني ،يترقب بفارغ الصبر ، موعد  المشاورات بين جماعة (تكتل مشاورات الرياض اليمنيية- اليمنية) من جهة ، وجماعة (أنصار الله – الحوثيين) من جهة اخرى، تحت رعاية الوسيط الدولي د. (هانس غروندبيرغ السويدي ).

ونامل ان تعقد الاجتماعات عما قريب  لانقاذ اليمن من التدخلات الخارجية المستمرة ،والصراعات الداخلية ،فالمؤامرة على اليمن أصبحت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وما يجب عمله هو ان نحمي أرضنا ، وجزرنا،  وموانئنا ،وان نخرج فيما بيننا الى كلمة سواء ، وميثاق شرف،حفاظا على  بلادنا،  وشرفنا، وكرامتنا،وسيادتنا  من طمع  الطامعين.

وفي الختام أنهي المقال كما ورد في عنوانه :-” ما هكذا  تورد الإبل يا سعد “!!.

* المصدر :رأي اليوم

* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع