السياسية – متابعات:

 

نعت رابطة علماء اليمن، أمينها العام عبد السلام الوجيه. الذي توفي اليوم الثلاثاء، بعد صراع مع المرض. كان للحصار المفروض على البلاد منذ أكثر من 7 سنوات، اليد الطولى في التسبب بوفاته، حسب ما أعلن رئيس الوفد المفاوض، محمد عبد السلام، الذي قال في بيان مقتصب “نعزي أنفسنا وشعبنا العزيز في وفاة العلامة الجليل عبد السلام الوجيه الذي قضى متأثرا بمرض عضال ألمّ به… الآونة الأخيرة تدهورت حالة الفقيد الصحية جراء الحصار ورفض العدوان السماح له بالمغادرة لتلقي العلاج في الخارج… فاقمت حالة العلامة الوجيه الصحية جرّاء الحصار الآثم، ورفض تحالف العدوان والأمم المتحدة السماح له بالمغادرة لتلقي العلاج في الخارج”.

عمل العلامة في تدريس العلوم الشرعية في “الجامع الكبير” ومدرسة “دار العلوم” في صنعاء منذ عام 1985. كما عمل مدير تحرير مجلة الحراس وكان من أول المؤسسين لدار التراث اليمني والمركز اليمني للبحوث وحزب الحق حيث تولى الاشراف على دائرته الإعلامية. إضافة لمشاركته في تأسيس صحيفة الأمة ومركز الرائد للدراسات والبحوث. ويشهد له الدور الكبير الذي لعبه في إحياء الحركة العلمية رغم سيل التهديدات التي تعرض لها مراراً وتكراراً من النظام الحاكم في ذلك الوقت.

كان العلامة الوجيه مهتماً في رصد وحفظ وفهرسة المخطوطات اليمنية، وهو الأمر الذي تطلب منه السفر لشتى المناطق بحثاً عنها، والقيام بأعمال التصوير والأرشفة والتحري والتأريخ.

ولد عبد السلام الوجيه في مدينة شهارة وهي إحدى مديريات محافظة عمران والتي تبعد عن العاصمة صنعاء حوالي 140 كلم. إلى أن انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته الثانوية والجامعية وينال شهادة الاقتصاد وعلوم السياسة.

مؤلفاته:

-مصادر التراث عام 2002

-أعلام المؤلفين الزيدية

-معجم الرواة في أمالي المؤيد بالله

-معجم رجال الاعتبار وسلوة العارفين

-صدى الأمة مجموعة مقالات ومقامات أدبية مختارة

-أعلام النساء في اليمن

-جناية الأكوع على العلم والعلماء

ويذكر ان الراحل قد تتلمذ على يد كبار رجال العلم والشريعة والقانون في البلاد مثل: القاضي العلامة حمود حوات والقاضي العلامة يحيى الآنسي، والعلامة السيد أحمر حجر والسيد العلامة محمد بن محمد المنصور، وغيرهم.

رابطة علماء اليمن، نعت بدورها الراحل العلامة، حيث أشارت في بيانها ان الراحل “سخّر وقته لإحياء التراث الإسلامي الأصيل وتحقيق الكتب القيمة والنفيسة، وكان له دورٌ كبير ونشط في إحياء الحركة العلمية، على الرغم من التهديدات التي تعرض لها من قبل النظام الحاكم في مطلع التسعينيات ومن قبل الوهابيين التكفيريين”.

وأضاف البيان إلى أنّ “سيرة الراحل تميّزت بكثير من المحطات المشرّفة والمواقف الشجاعة، ولا سيما في حروبٍ صعدة الست، وفي وجه العدوان الأميركي السعودي الصهيوني الذي استهدف اليمن”.

ولفت إلى أنّ “صوت الفقيد كان قوياً ومرتفعاً على مستوى الداخل والخارج، وعُرِف بموقفه القوي والمناصر للقضية الفلسطينية ولحزب الله المقاوم في لبنان ولثورة الجمهورية الإسلامية في إيران منذ بدء انطلاقتها”.

ويذكر للراحل العلامة موقفه المناهض للحرب على اليمن، ودعوته المستمرة للتوافق والتفاهم من أجل بناء الدولة والحفاظ على سيادتها. إضافة لموقفه الرافض للتطبيع مع كيان الاحتلال. حيث شدد في لقاء صحفي في شباط/ فبراير عام 2020 على ان “الهدف الرئيسي لأنظمة القمع والاستبداد المتمثلة بالسعودية والإمارات من وراء التطبيع مع إسرائيل هو حماية عروشها المهترئة التي أنشئت في الأساس من قبل الاستعمار الغربي الطامع في السيطرة على ثروات ومقدرات الأمة الإسلامية فمن المعروف أن هذه الأنظمة في أغلبها وليدة تقسيم استعماري ومخطط تمزيقي للعالم الإسلامي بأسره”.

المصدر: الخنادق اللبناني