مؤتمرات أمميّة متنقّلة: الهدنة راكدة
السياسية:
رشيد الحداد
لم تردّ صنعاء، إلى الآن، على مقترح المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في شأن فتح الطرق العامة الرابطة بين شمال شرق مدينة تعز وجنوبها الغربي، إذ لا تزال تدرس جوانبه العسكرية والإنسانية. وهي ترى أن المبادرة التي قدّمتها اللجنة العسكرية الممثّلة لها المشارِكة في مفاوضات الأردن، حول فتح ثلاثة طرق في تعز، تمثّل حلّاً مرحليّاً مهمّاً، يمكن أن يمهّد لخطوات أكبر تُنهي معاناة اليمنيين في هذه المحافظة والمحافظات الأخرى.
وتقرأ صنعاء، التي اقترحت أكثر من مبادرة، وباشرت قبل أسبوعين بفتح منفذ عبور طارئ من طرفٍ واحد في مدينة تعز – وهو ما قوبل بالاعتراض والرفض من جانب الحكومة الموالية لـ«تحالف العدوان» -، مطالب الطرف الآخر من زاوية عسكرية، فيما لا تبدو مستعدة للموافقة على مقترحات تمنحه مكاسب لم يستطع تحقيقها في ظلّ الحرب، الأمر الذي سبق لرئيس وفدها العسكري المفاوض في عمّان، اللواء عبد الله الرزامي، أن أكّده في ختام الجولة الثانية من المحادثات.
وفي ظلّ انشغال الأمم المتحدة بمنتديات باسم السلام تعقدها منظّمات مجتمع مدني في عدد من العواصم الأوروبية، تشهد الهدنة الإنسانية في اليمن حالةً من الركود التام، يُحتمل أن تقودها إلى الانهيار، وهو ما حذّرت منه صنعاء على لسان وزير دفاعها اللواء محمد ناصر العاطفي، ورئيس أركان قواتها اللواء محمد الغماري. إذ ترى أن المماطلة والتهرّب من تنفيذ استحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار، سيفرضان عليها سلوك طريق مغاير، وخصوصاً أنها تواجه مطالب شعبية متصاعدة بضرورة إعلان موقف حازم، ردّاً على التعنّت الذي يبديه «تحالف العدوان».
وبعيداً من الالتزامات التي قطعتها على نفسها، الشهر الماضي، بتنفيذ بنود الهدنة كافة، ومناقشة ملفّ الانقسام النقدي والمالي، وإيجاد حلّ لمشكلة توقّف صرف رواتب موظّفي الدولة، تناقش الأمم المتحدة الملفّ اليمني في مؤتمرات تبدو غير ذات صلة بالواقع على الأرض، وتمضي في التسويق أمام الرأي العام الدولي لنجاحات حقَّقتها في اليمن خلال الفترة الماضية من الهدنة، بعدما سبق لمبعوثها أن تجاهل تعثّره في إحداث اختراق جديد في شأن الطرق والمعابر المغلقة، وروّج، في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن، لمزيد من الوعود بإحراز تقدُّم في هذا الشأن. وفيما رأى غروندبرغ، خلال مشاركته في «منتدى اليمن الدولي»، الذي عُقد في استوكهولم برعاية أممية وانتهت أعماله الأحد الماضي، أن صمود الاتفاق «عامل نجاح يُحسَب للأمم المتحدة»، و«مؤشّر على إمكانية تحويل الهدنة المؤقّتة إلى اتفاق دائم لإطلاق النار»، عبّر المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندر كينغ، خلال مشاركته في المنتدى نفسه، عن قلق الجميع من إمكانية التراجع عن الاتفاق، معتبراً أن الأخير لا يزال هشّاً ولا يعالج الأسباب الجذرية للحرب في اليمن.
- المصدر: “الاخبار” اللبنانية
- المادة الصحفية تم نقلها من المصدر بـ”تصرف” ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع