السياسية:

إذا اشتريت أنبوبة غاز أو سيارة أو منزلاً أو أي شيء آخر مؤخراً، فقد لاحظت أن الأشياء تزداد تكلفة بسرعة. فمنذ مارس/آذار، وصلت معدلات التضخم لمستويات غير مسبوقة حول العالم لم نشهدها منذ عقود، وهذه الأزمة باتت تطال معظم دول حول العالم، غنيّها وفقيرها.

ويحدث التضخم عادة نتيجة عدم التوازن في العرض أو الطلب الذي بدأ منذ جائحة كورونا. فمن جانب العرض، من الواضح أن كوفيد-19 كان المحرك الرئيسي؛ حيث كانت هناك اختناقات كبيرة في سلاسل التوريد حول العالم، وتباطؤ في الإنتاج والشحن، فيما أضافت الحرب في أوكرانيا مؤخراً المزيد من قيود العرض. ويقول الخبراء إنه كان هناك أيضاً طلب مرتفع في فترة ما بعد الوباء، مدفوعاً جزئياً بالحافز الذي يضع الأموال في أيدي المستهلك النهم للشراء، كما رأينا في أمريكا وأوروبا.

ولكي تحمي أموالك ومصاريف عائلتك خلال الأشهر المقبلة، يجب وضع ميزانية والاستثمار في مثل هذه البيئة ذات التضخم المرتفع. وإليك في هذا التقرير المنشور في مجلة Time الطريقة التي يوصي بها الخبراء بتحديد أولويات الأموال على مستوى الأفراد خلال الفترة المقبلة التي قد تكون عصيبة.

الخطوة الأولى: ضع ميزانية
إن امتلاك ميزانية هو دائماً أفضل طريقة للسيطرة على التكاليف، وفي السنوات الأخيرة تسبب التضخم في قيام العديد من الأمريكيين على سبيل المثال بهذه الممارسة، فوفقاً لمسح أجراه موقع debit، حدد 80٪ من الأمريكيين نفقاتهم في ميزانية في عام 2021، مقارنة بـ 68٪ فقط في عام 2019.

إذا كنت من بين الناس الذين لم يحددوا إنفاقهم حتى الآن، فقد حان الوقت للقيام بذلك، وذلك من خلال تتبع كيفية إنفاقك، وما الأشياء التي تنفق عليها، نظراً لوجود تغير كبير في أسعار الأشياء والمنتجات المختلفة.

وتقول ليندسي بيل، خبيرة الأسواق واستراتيجيات المال في شركة Ally Financial، إن هناك عدداً قليلاً من إجراءات خفض التكاليف البسيطة التي يمكن أن تساعد في مواجهة ارتفاع الأسعار، بما في ذلك إلغاء خدمات الاشتراك، والاستعانة بمواقع مقارنة الأسعار عبر الإنترنت قبل شراء أي شيء، مضيفة أنه في متجر البقالة على سبيل المثال، من أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها هو الاستغناء عن العلامات التجارية ذات الأسماء التجارية الكبيرة، إلى العلامات التجارية الخاصة.

الخطوة الثانية: سداد الديون المتغيرة
يقوم الكثيرون بتأجيل سداد ديونهم ووضعها أسفل قائمة أولوياتهم المالية، ويقومون بذلك بأي أموال متبقية لديهم في نهاية الشهر. لكن الآن يجب أن يأتي سداد الديون، خاصة الديون المتغيرة، مثل بطاقات الائتمان والقروض الشخصية والرهون العقارية المتغيرة، في المرتبة الثانية بعد نفقات المعيشة وقبل الاستثمار، كما يقول المستشار المالي ومؤسس موقع “Live،Learn،Plan” جاي زيجمونت.

يقول: “قد يكون هناك الكثير من الأشياء التي يمكنك الاستثمار بها، لكن إذا حصلت على ما يعادل 16٪ أو 18٪ فائدة على بطاقة الائتمان، فلن تتغلب على ذلك بأي استثمار”.

الخطوة الثالثة: تخصيص صندوق لنفقات طوارئ (صندوق يوم ممطر)
مع ارتفاع الأسعار، قد يكون من المغري البحث عن استثمارات تواكب التضخم. قبل أن تفكر في مكان الاستثمار، يوصي الخبراء بتخصيص نقود كافية للتغلب على أي تحديات مالية فورية. قد يبدو الأمر بسيطاً، إلا أن أقل من نصف الأمريكيين على سبيل المثال لديهم ما يكفي من المدخرات لتغطية نفقات الطوارئ البالغة 1000 دولار.

يقول زيجمونت: “إذا كان لديك ديون، فقم بسدادها أولاً، ولكن ثانياً، ضع أموالاً في صندوق الطوارئ أو ما يسمى بـ rainy day fund”، مضيفاً أن هذه الأموال ستتراكم فقط على جزء بسيط من نقطة مئوية في الفائدة: “سيبقى صندوق الطوارئ في حساب توفير عالي العائد، وبصراحة ستخسر المال بشكل فعال بسبب التضخم، إلا لو كان في صندوق طوارئ”.

الخطوة الرابعة: اكتشف سوق السندات
يجب على أولئك الذين ليس لديهم ديون، ولديهم ما يعادل 3 إلى 6 أشهر قادمة من نفقات المعيشة، أن يستكشفوا فرص الاستثمار الآمنة والمضمونة لمواكبة التضخم، مثال الاستثمار في أسواق السندات.

تقول بيل: “إذا كنت تعتقد أن التضخم سيستمر في الارتفاع خلال الأشهر المقبلة، فهذا ليس مكاناً سيئاً للتواجد فيه، إذا لم تكن بحاجة إلى مبلغ من المال لمدة تزيد عن عامين، فسوق السندات هو أكثر مكان مفيد لك الآن”.

الخطوة الخامسة: استثمر في منزلك
ارتفعت أسعار المساكن مؤخراً بشكل صاروخي، وهذا خبر سار لأصحاب المنازل والعقارات، وليس رائعاً لأولئك الذين يتطلعون إلى دخول السوق والشراء. وقد يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة في بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية إلى تهدئة السوق إلى حد ما، لكن بيل تقول إن المستأجرين ربما ينبغي عليهم الانتظار لفترة أطول قليلاً قبل شراء منزلهم الأول.

على الرغم من التكلفة المتزايدة لمستلزمات البناء والعمالة، فإن بيل تنصح أصحاب المنازل أيضاً بالاستثمار في عقاراتهم الحالية قبل شراء منزل جديد.

وتقول: “لا تزال التحسينات على المساكن اقتصادية، طالما أن أسعار المساكن في ارتفاع”، مضيفة أن “الاقتصاديين يتوقعون أن تظل أسعار المساكن مرتفعة، على الرغم من ارتفاع معدلات الرهن العقاري”.

وبين الشيكات التحفيزية وشراء الأسهم والجنون بالعملات المشفرة، ألهمت فرص السوق العديد من الناس لوضع أقدامهم في مياه الاستثمار على مدى السنوات القليلة الماضية. ومع ارتفاع التضخم، حان الوقت الآن للتراجع عن تلك الفرص الأكثر خطورة، والعودة إلى بعض الممارسات الأكثر أماناً واستقراراً لحماية أموالهم. وهذا يعني إعداد الميزانية وسداد الديون وإنشاء صندوق للطوارئ قبل وضع الأموال في السوق، والاستثمار في أصول أكثر أماناً.

المصدر: عربي بوست