السياسية – رصد:

 

على أعتاب العام الثامن من الصمود، تشهد الساحة اليمنية تحركًا تعبويًا وتحشيديًا، ونفيرًا في الأصعدة كافة. ويتحرك الجميع ضمن حملة اعصار اليمن التي أعلنها رئيس المجلس السياسي الأعلى، لرفد الجبهات الداخلية والخارجية وكذلك التصنيع العسكري، بالمال والرجال والموقف الشعبي والرسمي الداعم والمساند.

قوافل المدد المالية والعينية تكاد لا تتوقف رغم الوضع المعيشي المنهك جدًا، والأزمات المتلاحقة على المواطن التي يصنعها العدوان الأمريكي – السعودي، والتي كان آخرها أزمة المحروقات.

وبعد نصر سبعة أعوام صيّر اليمانيون يوم السادس والعشرين من مارس – أول يومٍ من أيام العدوان – مناسبةً وطنية وذكرى اعتزاز وصمود، وهم بذات الزخم الثوري الذي ابتدأوا به مواجهة العدوان يدشنون العام الثامن. يتحدث مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى الأستاذ عبد الإله حجر في تصريحٍ خاصٍ لموقع “العهد” الإخباري عن المناسبة: “ذلك الصمود نقل اليمن من التبعية المطلقة للهيمنة السعودية الأمريكية، وما تبعها من فساد وتطويع لحملات التغريب وللثقافة الدينية التكفيرية الفاسدة، إلى حالة السيادة الكاملة على الأرض اليمنية والقرار اليمني، والعودة إلى الهوية الايمانية الأصيلة، التي حبا الله بها اليمنيين ووصفهم بها نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم حين قال “الإيمان يمان والحكمة يمانية””.

وفي هذا السياق، ذكر السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي في خطابه لذكرى اليوم الوطني للصمود، مظاهر الصمود اليمني في مجالاتٍ شتى، وصرّح بأن عدد الوقفات الشعبية وحدها خلال سنوات العدوان والحصار، ودون المسيرات والمناسبات الدينية والوطنية، قد بلغت أكثر من ٦٠٠ ألف وقفة شعبية. وأوضح السيد القائد في خطاب النصر اليماني معالم المرحلة المقبلة، التي سيواصل فيها اليمانيون مشوار الحرية والبناء ودحر العدوان والاحتلال، والتي يجب أن تحسب قوى التحالف حسابها جيدًا.

اليمن ينتقل من الدفاع إلى الهجوم

اليمن اليوم ليس كيمنِ الأمس، هي حقيقةٌ لم يستطع الأعراب استيعابها حتى اللحظة. بحسب الأستاذ حجر: “منذ أيام العدوان الأولى أقبل الشعب اليمني الأبي إلى الجهاد في سبيل الله، وإحياء قيم النبل والشهامة والشجاعة والإباء، المتأصلة في اليمنيين على مر التاريخ، فهب رجاله وشبابه لميادين القتال، يذودون عن بلادهم جحافل المرتزقة الغزاة، رغم المعاناة والقتل والتدمير والحصار، وسطروا أروع الملاحم وكبدوا العدو خسائر فادحة بلغت حتى اليوم أكثر من ربع مليون قتيل وجريح في صفوفه وعشرات الآلاف من مدرعاته ودباباته”.

وتابع “تمكنت العقول اليمنية في التصنيع العسكري من تطوير الصواريخ البالستية وابتكار الجديد منها، وتصنيع الطيران المسير، وانتقل اليمن من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم على قواعد العدو العسكرية ومصالحه الحيوية، وأصبح العدوان اليوم بعد مرور سبع سنوات يستجدي العالم ومجلس الأمن الدولي لانقاذه مما يسميه الهجمات الحوثية”.

وفي جماهيرية اليوم الوطني للصمود، أوصل اليمانيون رسائل عزمٍ وحسم، وأكدوا تأييدهم لقرارات القيادة، ومضيهم ضمن توجيهات السيد القائد، كما تضمنت بياناتهم التأكيد على أن فلسطين حاضرةٌ في أفئدتهم، وفي صمودهم واستبسالهم، وفي تضحياتهم وشهدائهم.

في هذا الاطار، يقول وكيل وزارة الاعلام بحكومة الانقاذ الوطني ورئيس المركز الاعلامي لأنصار الله الأستاذ نصر الدين عامر في تصريحٍ خاصٍ لموقع “العهد” الاخباري: “بعد سبعة أعوام يتضح من هو الرابح ومن هو الخاسر، من خلال نظرة كل طرف إلى يوم 26 مارس الذي انطلق فيه العدوان، وكان يراد له أن يكون عيدًا للمعتدين على اليمن، إن انتصروا واحتلوا اليمن. ولكن بعد أن هُزموا أصبح يوم نحسٍ ونكبةٍ لهم، وبالنسبة للشعب اليمني عيدًا وطنيًا للصمود. وبإمكاننا أن نختصر المشهد، بأن الشعب اليمني انتصر وأن تحالف العدوان خسر”.

سراء جمال الشهاري

المصدر : موقع العهد الإخباري