أزمة أوكرانيا: السعودية والإمارات منقسمتان على الاختيار بين الولايات المتحدة وروسيا
السياسية:
شهدت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهما حليفان للولايات المتحدة تستضيفان القوات الأمريكية، تغيير علاقاتهما مع واشنطن إلى علاقة حب وكراهية جراء صفقات الأسلحة وقضايا الحقوق.
11 مارس 2022(موقع “فيرست بوست” الهندي الناطقة باللغة الإنجليزية – ترجمة :انيسة معيض, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
دبي: كان من السهل على دول الخليج التي تحميها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة أن يكون اختيار أي طرف في الأزمة أوكرانية سهلاً، لكن العلاقات المتنامية مع موسكو تجبرها على تحقيق التوازن.
مع تسارع العالم لإدانة الغزو الروسي لجارته الصغيرة التزمت دول مجلس التعاون الخليجي الثرية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الصمت إلى حد كبير.
يقول خبراء الشرق الأوسط إن تحفظهم أمر مفهوم بالنظر إلى ما يجري فالمشهد الطاقة والمال والأمن.
قالت آن جادل، الخبيرة في الشأن الخليجي والمساهمة في معهد مونتين البحثي الفرنسي: “ليست العلاقات الاقتصادية فقط هي التي تنمو، ولكن أيضاً العلاقات الأمنية بين هذه الدول وموسكو”.
امتنعت الإمارات مع الصين والهند عن التصويت في مجلس الأمن على مشروع قرار أمريكي الباني يدين الغزو الروسي لأوكرانيا.
كما كان متوقعا، استخدمت روسيا حق النقض ضد القرار الذي اشتركت في كتابته الولايات المتحدة وألبانيا بينما صوت 11 من أعضاء المجلس الخمسة عشر لصالحه.
وبعد التصويت، قالت الوكالة الإماراتية (وام) إن وزيري خارجية الإمارات والولايات المتحدة تحدثا هاتفيا لاستعراض “التطورات العالمية”, و لم يرد ذكر لأوكرانيا.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزيري خارجية الإماراتي والروسي سيلتقيان الاثنين في موسكو لمناقشة “توسيع العلاقات الروسية الإماراتية متعددة الأوجه”.
قبل ساعات من شن روسيا هجومها البري والبحري والجوي المكثف على أوكرانيا، كانت الإمارات قد “شددت على عمق الصداقة” مع موسكو.
بيت القوة الخليجي، السعودية, لم تبدي ردة فعل على الغزو، مثل الإمارات والبحرين وسلطنة عمان, واكتفت الكويت وقطر بإدانة أعمال العنف ولم تصل إلى حد انتقاد موسكو.
حليف أيديولوجي:
لأكثر من سبعة عقود، لعبت الولايات المتحدة دوراً رئيسياً في الشرق الأوسط الذي مزقته الصراعات، حيث عملت بشكل خاص كمدافع عن ممالك الخليج الغنية بالنفط ضد التهديدات المحتملة مثل إيران.
لكن في السنوات الأخيرة، بدأت واشنطن في الحد من ارتباطاتها العسكرية في المنطقة، حتى مع تعرض أقرب حلفائها السعودية والإمارات لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن.
تعرضت منشآت شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط للاستهداف في 2019 من قبل الحوثيين .
قالت جادل إن دول الخليج “تدرك أنها بحاجة إلى تنويع تحالفاتها للتعويض عن الانسحاب المتصور للولايات المتحدة من المنطقة”.
السياسة لها أهمية قصوى أيضاً:
شهدت السعودية والإمارات، وهما حليفان للولايات المتحدة تستضيفان القوات الأمريكية، تغيير علاقاتهما مع واشنطن إلى علاقة حب وكراهية وذلك نتيجة لصفقات الأسلحة وقضايا حقوق الانسان.
تسبب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018 داخل قنصلية المملكة في اسطنبول في توتر العلاقات مع الرياض، كما هددت الإمارات بإلغاء صفقة ضخمة لطائرات مقاتلة أمريكية من طراز F-35.
قال أندرياس كريج، خبير الشرق الأوسط وأستاذ مشارك في كينجز كوليدج لندن: “يُنظر إلى روسيا على أنها حليف أيديولوجي, بينما أصبحت قضايا حقوق الإنسان لدى امريكا مرتبطة بدعمها قضية أكثر من أي شيء اخر, كان هناك تكامل للاستراتيجية الكبرى بين موسكو وأبو ظبي عندما يتعلق الأمر بالمنطقة, فكلاهما قوى معادية للثورة وكانا حريصين على احتواء الإسلام السياسي”.
موقف صعب دبلوماسيا:
على الرغم من التعاون الأمني المتزايد مع روسيا، المتورطة بشكل مباشر في الصراع السوري والليبي، يقول كريج أن معظم دول مجلس التعاون الخليجي “ستظل تضع مخاوفها الأمنية في سلة الولايات المتحدة, لكنهم “بدءوا في تنويع العلاقات مع المنافسين والخصوم الأمريكيين في مجالات أخرى”.
تظهر الأرقام الرسمية أن التجارة بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي قفزت من حوالي 3 مليارات دولار في عام 2016 إلى أكثر من 5 مليارات دولار في عام 2021, معظمها مع الإمارات و السعودية.
لطالما كان يُنظر إلى الإمارات, ولاسيما إمارة دبي، على أنها نقطة جذب للاستثمار الروسي، ووجهة لقضاء العطلات للنخبة الروسية.
كلاعبين رئيسيين في أسواق الطاقة، ترتبط معظم دول مجلس التعاون الخليجي بروسيا بصفتهم انداد منتجين.
تقود الرياض وموسكو تحالف أوبك بلس, حيث تتحكمان بصرامة في الإنتاج لزيادة الأسعار في السنوات الأخيرة.
قالت إيلين والد, الزميلة البارزة في مركز أبحاث أتلانتيك كاونسل إن “الأعضاء العرب في مجموعة الأوبك في موقف صعب دبلوماسيا، حيث من الواضح أن الحفاظ على” اتفاق أوبك بلس الذي يسيطر على الإنتاج “في مقدمة اعتباراتهم”.
“تخشى دول الخليج الإضرار بهذه العلاقة وتسعى للحفاظ على المشاركة الروسية في أوبك بلس… إذا تركت روسيا المجموعة، فمن المحتمل أن ينهار الاتفاق بأكمله”.
على الرغم من دعوات بعض مستوردي النفط الرئيسيين لمنتجي الخام لتعزيز الإمدادات والمساعدة في استقرار الأسعار المرتفعة، لم تبد الرياض، أكبر مصدر للنفط في العالم، أي اهتمام.
وقالت والد: “التزام الصمت بشأن العمل العسكري الروسي في أوكرانيا ربما يكون أفضل مسار لهذا في الوقت الحالي, لكن هذا الموقف البراغماتي قد يصبح متعذرا اذا ضغط القادة الغربيون على موقفهم”.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع