السياسية : تقرير

تواصل القوات الروسية عملياتها العسكرية في أوكرانيا لليوم الثاني عشر على التوالي وسط تصعيد الغرب دعمه السياسي والاقتصادي والعسكري لأوكرانيا بينما من المنتظر إجراء جولة ثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية في وقت لاحق اليوم الاثنين.

ميدانيا،تواصل القوات الروسية تقدمها باتجاه مدينة خاركيف شمال شرق أوكرانيا والعاصمة كييف،وحسب رئاسة الأركان الأوكرانية، تركز القوات الروسية عملياتها العسكرية على خاركيف وتشرينيهيف شمالا وسومي (شمال شرق) وماكولاييف (جنوب) و”تحشد مواردها لإطلاق عملياتها” على كييف.

وتشدد القوات الروسية حصارها على ميناء ماريوبول الاستراتيجي على بحر أزوف جنوب شرق أوكرانيا.

يأتي هذا فيما أعلن الجيش الروسي عن نظام تهدئة يبدأ من الساعة 10:00 صباحا وفتح ممرات إنسانية من كييف وماريوبول وخاركوف وسومي، بناء على طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين .

وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية وفق قناة “روسيا اليوم”: “بناء على طلب الرئيس ماكرون من الرئيس بوتين، نعلن فرض نظام وقف إطلاق النار (نظام التهدئة) بعد الساعة 10:00 صباحا وفتح ممرات إنسانية من كييف، ماريوبول، خاركوف، سومي”.

ودعا البيان الجانب الأوكراني للالتزام بالشروط: “نطالب الجانب الأوكراني باستيفاء والالتزام بشروط إنشاء الممرات الإنسانية وضمان انسحاب السكان المدنيين والمواطنين الأجانب.. محاولة كييف اتهام روسيا بعدم الالتزام وإفشال العمليات الإنسانية هذه المرة سيكون بلا جدوى، وستتم متابعة مراقبة سير العملية الإنسانية بمساعدة الطائرات المسيرة”.

وأوضح البيان أن المعلومات المتعلقة “بإنشاء ممرات إنسانية في أوكرانيا” يتم نقلها إلى الهياكل المهنية للأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الدولية الأخرى.

وفي اتصال هاتفي أمس الأحد، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لنظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، استعداد روسيا للحوار مع أوكرانيا في حال “التطبيق غير المشروط للمطالب الروسية المعروفة”.

وفي السياق،أعلنت جمهورية دونيتسك الشعبية فرض سيطرتها على 68 بلدة وقرية جديدة منذ بداية العملية الروسية الخاصة لحماية سكان دونباس في أوكرانيا.

وذكر مقر الدفاع الإقليمي في جمهورية دونيتسك في بيان يوم أمس:”حتى مساء اليوم حررت قواتنا  68 منطقة من سيطرة القوميين الأوكرانيين” لافتا إلى أن قوات دونيتسك وصلت إلى حدود مقاطعة زابوروجيا الأوكرانية حيث تتواجد القوات الروسية.

وكانت قوات الدفاع بجمهورية دونيتسك قالت في وقت سابق يوم أمس إنه أثناء محاولة للخروج من مدينة ماريوبول عبر الممر الإنساني على طريق”ام23″ السريع باتجاه مدينة نوفو أزوفسك تعرضت مجموعة من المدنيين لإطلاق نار من جانب مليشيات كتيبة آزوف النازية ووفقا لتقدير أولي قتل مدنيان وأصيب 4 آخرون.

هذا فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم الأحد (الاثنين بالتوقيت المحلي)، أن جهاز الأمن الأوكراني، يستعد بالتعاون مع مسلحي كتيبة “آزوف” لتنفيذ استفزازات قد تتسبب في حدوث تلوث إشعاعي محتمل في منطقة خاركيف.

وقالت الدفاع الروسية في بيان ،وفق وكالة “سبوتنيك”، “جهاز الأمن الأوكراني بالتعاون مع مسلحي كتيبة آزوف يستعدون لتنفيذ استفزاز عبر تلوث إشعاعي محتمل في المنطقة القريبة من مدينة خاركيف”.

وأضاف البيان أن القوميين الأوكرانيين قاموا بتفخيخ مفاعل داخل منشأة نووية تجريبية في معهد خاركيف للفيزياء والتكنولوجيا.

وتابع البيان أن “جهاز الأمن الأوكراني ومسلحي كتيبة آزوف يخططون لتفجير المفاعل واتهام القوات المسلحة الروسية بشن ضربة صاروخية على المنشأة النووية التجريبية”.

وكانت الدفاع الروسية قالت في وقت سابق اليوم، إن كييف قامت بالتستر على آثار برنامج بيولوجي عسكري تم تنفيذه في أوكرانيا وبتمويل من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).

كما أعلنت الدفاع الروسية أن استخدام الطيران الحربي الأوكراني مطارات دول الجوار قد تعتبره روسيا أنه انخراط لهذه الدول في النزاع.

وفي موجز صحفي قال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف الأحد إن الطيران الحربي الأوكراني القادر على القتال قد تم تدميره بشكل شبه كامل.

وأشار كوناشينكوف إلى أن الوزارة على علم بوجود طائرات حربية أوكرانية انتقلت سابقا إلى رومانيا ودول مجاورة أخرى.

ولفت بهذا الصدد إلى أن “استخدام المطارات التابعة لهذه الدول لمرابطة الطيران الحربي الأوكراني واستخدامه اللاحق ضد القوات الروسية قد ينظر إليه على أنه تورط لهذه الدول في النزاع المسلح”.

في المقابل، حذر مسؤولون في أوكرانيا من أن روسيا تحشد قواتها لشن هجوم واسع على العاصمة كييف.

وأفاد بيان صادر عن الجيش الأوكراني بأن الدبابات الروسية وقوات من المشاة تتقدم في مناطق قريبة من العاصمة استعدادا للهجوم.

على الصعيد السياسي، من المنتظر إجراء جولة ثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية في وقت لاحق اليوم الاثنين بهدف وقف الأعمال القتالية.

وقال المفاوض الأوكراني ديفيد أراخاميا عبر فيسبوك، السبت، دون الخوض في تفاصيل إن روسيا وأوكرانيا ستعقدان اليوم الاثنين جولة ثالثة من المحادثات بهدف وقف الأعمال القتالية.في حين اكتفى الجانب الروسي بالقول إن المحادثات ربما تبدأ اليوم الاثنين.

وعقد وفدا أوكرانيا وروسيا جولتين من المحادثات منذ أن شنت روسيا علمياتها العسكرية في أوكرانيا يوم 24 فبراير.

وكان الطرفان اتفقا يوم الخميس على فتح ممرات إنسانية للسماح للمدنيين بالخروج من بعض مناطق القتال على الرغم من حدوث تأخيرات في تنفيذ هذا الاتفاق.

غير أن أوكرانيا قالت السبت إن المحادثات لم تسفر عن نتائج لكنها ستواصل المفاوضات.

وكتب أراخاميا، وهو أيضا زعيم كتلة حزب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البرلمان، “الجولة الثالثة من المحادثات ستعقد اليوم الاثنين”.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء في وقت لاحق عن المفاوض الروسي ليونيد سلوتسكي قوله “الجولة الثالثة يمكن أن تُعقد بالفعل في الأيام المقبلة، ومن المحتمل أن تكون اليوم الاثنين”.

يأتي هذا فيما يواصل الغرب دعمه السياسي والاقتصادي والعسكري لأوكرانيا،فعلى على مدار الفترة الماضية، تبنت الدول الغربية حزمة عقوبات اقتصادية صارمة ضد روسيا كما زودت أوكرانيا بالأسلحة ، في محاولة للضغط على موسكو لوقف العملية العسكرية التي شنتها في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.

وفي السياق،يبحث مجلس النواب الأمريكي إمكانية صياغة مشروع قانون لحظر استيراد موارد النفط والطاقة من روسيا إلى الولايات المتحدة على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وقالت رئيسة مجلس النواب بالكونغرس الأمريكي نانسي بيلوسي إن: “مجلس النواب يدرس حاليا (إمكانية اقتراح) تشريعات صارمة من شأنها أن تزيد من عزل روسيا عن الاقتصاد العالمي. مشروع قانوننا سيحظر واردات النفط والطاقة الروسية إلى الولايات المتحدة”.

وأضافت بيلوسي أن الكونغرس يعتزم مناقشة “إلغاء” العلاقات التجارية الطبيعية مع روسيا وبيلاروس، كخطوة أولى نحو حرمان روسيا من التواصل مع منظمة التجارة العالمية”.

كما يتطلع الكونغرس لمنح إدارة بايدن الحق في زيادة الرسوم الجمركية على الواردات من روسيا.

من جانب آخر يعتزم الكونغرس الموافقة على تخصيص 10 مليارات دولار كمساعدة لأوكرانيا.

وقالت بيلوسي إن الكونغرس يعتزم هذا الأسبوع الموافقة على تخصيص 10 مليارات دولار لمساعدة أوكرانيا، “طلبت إدارة بايدن 10 مليارات دولار من المساعدات الإنسانية والعسكرية والاقتصادية لأوكرانيا. ويعتزم الكونغرس هذا الأسبوع تمرير تمويل طارئ بموجب تشريعنا الشامل للمالية العامة”.

وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تطلب من الكونغرس الموافقة على تخصيص اأموال لمساعدة أوكرانيا.