(موقع” راديو وتلفزيون بلجيكا- rtbf” الناطق بالفرنسية – ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

قال برنامج الأغذية العالمي، ذراع المساعدات الغذائية التابع للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي إنه سوف يضطر إلى خفض حصص الإعاشة لملايين الأشخاص الجياع في اليمن الذي مزقته الحرب منذ عدة سنوات.

ومن جانبها, قالت مديرة برنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كورين فليشر، لوكالة فرانس برس, إن التمويل كان شبه مستحيل، رغم أن اليمن يشهد ما تسميه الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

“نحن في أزمة تمويل خطيرة, حيث لا تغطي أموال المانحين حاليا سوى 18% من مبلغ ملياري دولار اللازمة لعمليات برنامج الأغذية العالمي في اليمن, ناهيك عن احتياجنا إلى مبلغ إضافي قدره 806 ملايين دولار على مدى الأشهر الستة المقبلة لإغاثة 13 مليون شخص”.

مكافحة المجاعة:

برنامج الأغذية العالمي ملزم الآن بتخصيص معظم أمواله لخمسة ملايين يمني “على حافة المجاعة”، مما يعني أن الثمانية ملايين الآخرين لن يتلقوا سوى نصف حصص الإعاشة التي تلقوها حتى الآن من برنامج الأغذية العالمي.

“أبلغنا بعض الآباء أنهم لم يأكلوا لمدة يومين، حيث آثروا على انفسهم ترك الطعام لأطفالهم,  يقول الكثيرون أن عليهم العودة لتناول الخبز وشرب الشاي فقط, ومن الواضح أن هذا لا يكفي لإتباع نظام غذائي صحي, وأكثر شيء مفجع سمعناه هو أن الناس بدأت تلتقط أوراق الشجر لأكلها.

نجح برنامج الأغذية العالمي في تجنب المجاعة العام الماضي بفضل 1.4 مليار دولار من المانحين.

لكن التبرعات تراجعت هذا العام، وهو الاتجاه الذي عزته  كورين فليشر إلى ارتفاع احتياجات المساعدات الغذائية والتأثيرات المترتبة على جائحة الفيروس التاجي والحروب وتغير المناخ: لقد ارتفع عدد المحتاجين إلى المساعدات الغذائية الطارئة من 115 مليون إلى 280 مليون نسمة, لذا، بالطبع، زادت الاحتياجات”.

المانحون الرئيسيون لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن هم الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر وألمانيا والاتحاد الأوروبي والسويد وكندا وسويسرا.

لا يزال اليمن يعانى من حرب دموية كارثية منذ أواخر مارس من العام 2015, حيث لا يزال البلد منهمك في سرد فصولها منذ ما يقرب من 7 سنوات, حيث يدور رحى هذا الصراع بين المعسكر الحكومي والذي يتلقى الدعم من قبل دول التحالف العربي العسكري بقيادة الرياض وبين الحوثيين الذين يتلقون الدعم بدورهم من قبل نظام الحكم في طهران.

واليوم يسيطر الحوثيون على السواد الاعظم من المحافظات الشمالية بما في ذلك العاصمة صنعاء منذ أواخر سبتمبر من العام 2014.

الوضع الحاصل في اليمن مزري للغاية, حيث هلك مئات الآلاف من الناس في هذا الصراع، الذي شرد ملايين آخرين, ففي نوفمبر الماضي، أعلنت الأمم المتحدة أنه بحلول نهاية العام 2021, سوف تكون الحرب في اليمن قد تمكنت من حصد أرواح 377 ألف شخصا بصورة مباشرة وغير مباشرة خلال الصراع.

*     المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع