خسائر مزدوجة: السعودية تشتري مَن يحمي حدودها مع اليمن
السياسية- متابعات:
ما لم تكن تتوقعه السعودية في حربها على اليمن والتي راهنت في البداية على انها لن تستمر لأكثر من أسابيع، هو أن تحتاج لأكثر من دعم عسكري وسياسي. فباستمرار الحرب لأكثر من 7 سنوات يعني بما لا شك فيها انها قد فشلت عسكرياً، ولم يسعفها الغطاء السياسي الأميركي أيضاً وهو ما دفعها خلال الفترة الماضية لتركيب انتصارات مختلفة، تارة في مأرب وأخرى في شبوة وهذه المرة في حرض حيث زعمت السيطرة عليها.
بدوره، وكما وثّق كل العمليات العسكرية على غير جبهة، نشر الإعلام الحربي اليمني مشاهد تظهر تمكّن الجيش واللجان من استهداف الجنود السعوديين المتواجدين في جبهة حرض، وملاحقة آلياتهم ثم إعطابها واحراقها. كما وثّقت عدسة الاعلام الحربي مشاهد تقدم قوات صنعاء نحو المواقع التي كانت تتمركز فيها قوات التحالف ثم استعادة السيطرة عليها، بعدما لاذت تلك القوات بالفرار وانسحبت على الفور.
على ضوء الخسائر التي منيت بها الرياض والتي قدرت بأكثر من 580 قتيل وجريح وإحراق وإعطاب أكثر من 40 آلية عسكرية ومدرعة من بينها كاسحات ألغام وعربة اتصالات وراجمات صواريخ، بينها ما يحتوي على 60 صاروخ كاتيوشا، ذهبت الرياض إلى الخطوة التي لطالما اعتمدتها سابقاً وهي إعادة التجنيد وشراء الولاءات.
هيئة الاستخبارات العسكرية كشفت عن اتفاق عقد مع قوات الرئيس المنتهية ولايته الفار عبد ربه منصور هادي لحماية الحدود السعودية تحت إدارة قيادة الجيش السعودي. وأوضحت الهيئة ان “الاتفاقية بين قيادة قوات العدو السعودي والمرتزقة والمكونة من أربعة محاور في 11 صفحة و8 صفحات ملحقة من بينهم واحدة للتوقيعات، تقضي بتشكيل وحدات مسلحة تقوم بمهام محددة ابرزها حماية الحدود السعودية”.
وفي تفاصيل الاتفاقية، تضيف هيئة الاستخبارات أن “المحور الرابع من الاتفاقية ينص على ان يحظى قادة هذه التشكيلات بامتيازات خاصة بهم وبعائلاتهم على حساب بقية الأفراد” واصفة هذه الصفقة بـ “الاتجار بالبشر”.
بعدما كشفت آخر فصول العملية التي خاضتها الرياض على وسائلها الإعلامية فيما لم تأت عليها سوى بالخسائر، سرعان ما بدأ تقاذف المسؤوليات، حيث اعتبرت القوات التابعة للرئيس المنتهية ولايته الفار عبد ربه منصور هادي ان مسؤولية هذه الخسارة تتحملها السعودية، مشيرة إلى ان المنطقة التي دارت فيها المواجهات وهي المنطقة العسكرية الخامسة كانت قد تلقت خلال شهر شباط/ فبراير الجاري كل الدعم السعودي من مختلف المجالات اللوجستية جواً وبراً، خاصة للألوية التابعة لـ “الامام سعود الكبير 11 مشاة مدرع” وعدد من المجموعات المسلحة الأخرى، لإتمام عملية السيطرة على حرض الواقعة شمالي محافظة حجة الحدودية.
غير ان للسعودية رواية مختلفة، حيث ردت شبب ذلك إلى أنها تعرضت لهجوم فوري من قوات صنعاء فور دخولها إلى المحصام وهو ما أجبرها إلى العودة تفادياً لوقوعها في الأسر، وهذا ما جعل القوات التابعة للرئيس المنتهية ولايته هادي، وحيدة في الجبهة دون أن يتم توفير غطاء عسكري فعلي من الخلف.
- المصدر: “الخنادق” اللبناني
- المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع