“حلف بكين” بدلا من “حلف وارسو”
السياسية – رصد:
كتب قسطنطين سيفكوف، في “كوريير” للصناعات العسكرية، حول نضوج الظروف الموضوعية لظهور حلف سياسي-عسكري يواجه حلف الناتو.
وجاء في المقال: قدّمت روسيا للغرب مقترحاتها بشأن خفض التوتر العسكري في المنطقة الأوروبية. وهي مقترحات رأت فيها النخب الغربية ووسائل الإعلام إنذارا روسيا، وهناك أسباب لمثل هذا الاستنتاج. وأعقبت ذلك مفاوضات لم تسفر رسمياً عن نتائج مهمة. ومع ذلك، فإن النتيجة الإيجابية لهذه المفاوضات واضحة: أعلنت الولايات المتحدة أنها لن تحارب روسيا من أجل إنقاذ السلطات الأوكرانية الحالية، وأنها ستكتفي بالعقوبات الاقتصادية.
ومع ذلك، يستمر حشد القوات الأوكرانية بالقرب من حدود جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، المعلنتين من جانب واحد. كما تعمل الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى على زيادة قوتها في جناح الناتو الشرقي.
بطبيعة الحال، يُطرح سؤال مضاد: كيف يمكن لروسيا أن ترد على الغرب؟
الرد العسكري السياسي الأكثر إثارة للاهتمام على توسع الناتو في الشرق هو إنشاء تحالف عسكري سياسي قاري، يقوم على أساس محور موسكو- بكين. هناك تناقضات بين روسيا والصين. لكن في هذه المرحلة التاريخية، نحن حليفان، ومع زيادة الضغط العسكري وغيره من الضغوط على بلادنا، قد يصبح التحالف العسكري السياسي بين روسيا والصين حقيقة واقعة.
انضمام إيران إلى مثل هذا الحلف يبدو استمراراً منطقياً في الاتجاه الجنوبي الغربي. وتبدو كوريا الديمقراطية، التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالصين ولديها علاقات تاريخية مع روسيا، وكذلك بيلاروس، وهي جزء من دولة اتحادية مع روسيا، عضوا طبيعيا في مثل هذا الاتحاد العسكري السياسي.
من حيث القوة الاقتصادية والعسكرية، فإن مثل هذه الكتلة ستكون مساوية لحلف شمال الأطلسي؛ ومن الناحية الأخلاقية والنفسية، سوف تتفوق بشكل كبير على الحضارة الغربية ككل؛ وسيعني ظهورها ضربة قاصمة للجيوسياسيا الغربية؛ وبالنسبة إلى دعاة العولمة، فستكون بمثابة حفار قبور لمساعيهم إلى السيطرة على العالم. ويمكن أن يبدأ توسعها بسرعة كبيرة؛ وسوف ترغب دول كثيرة في الانضواء تحت جناح الدولتين العظميين، كما سترغب نخبها في الحصول على ضمانات أمنية من “الثورات الملونة” المحتملة وغيرها من التهديدات. وقد تكون بعض دول منطقة ما بعد الاتحاد السوفيتي، بالإضافة إلى باكستان وسوريا، من بينها.
المصدر: روسيا اليوم
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب