“أنصار الله” يدكون المملكة من جديد.. هل تعترف الرياض بالهزيمة؟
السياسية – رصد :
أدت ست سنوات ونصف السنة من القتال العنيف والهجمات الوحشية التي شنها تحالف العدوان السعودي على الأراضي اليمنية، والتي أسفرت عن استشهاد وجرح عشرات الآلاف من الأبرياء في اليمن، إلى استهداف قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية بشكل متكرر لمناطق حساسة داخل أراضي العدو السعودي باستخدام مجموعة واسعة من الصواريخ والطائرات الانتحارية المسيرة. وشملت هذه الأهداف قواعد عسكرية رئيسة في الرياض ومطارات في جنوب السعودية، ومنشآت نفطية في أجزاء مختلفة من البلاد، ولقد تم استهدافها بصواريخ باليستية وصواريخ كروز وطائرات مسيرة انتحارية من طرازات مختلفة.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية عن عملية نوعية جديدة نفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية اليوم الثلاثاء باستهداف قواته المسلحة العمق السعودي خلال عملية أطلق عليها اسم “عملية السابع من ديسمبر” ذلك بتفعيل الآلة الدفاعية وزيادة عدد الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المرسلة الى العمق السعودي. الظاهر أن حرب النيابة العبثية التي قام بها العدوان السعودي على اليمن لم تقدم اليمن على طبق من ذهب للاسياد الذين يوجهون اجندتهم الدموية من وراء البحار والتي تستهدف الانسان اليمني وحصاره وتجويعه وتدمير كل بُناه التحتية امعانا في انهاكه ليسهل جره للاستسلام والرضوخ للمطالب الامريكية والصهيونية.
وعلى نفس هذا المنوال، أعلن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمني صباح اليوم الثلاثاء عن “عملية هجومية واسعة ونوعية في العمق السعودي”، وذلك بعدما أفاد تحالف العدوان الذي تقوده الرياض باعتراض صواريخ باليستية وطائرات مسيرة استهدفت الرياض وجنوب السعودية. وفي مؤتمر صحفي بصنعاء، قال المتحدث باسم قوات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمني “يحيى سريع” إن “عملية السابع من ديسمبر” استهدفت بعدة صواريخ باليستية و25 طائرة مسيرة أهدافا عسكرية وحيوية في كل من الرياض وجدة والطائف وجيزان ونجران وعسير. وأضاف إنها تضمنت هجمات بطائرات مسيرة من نوع صماد-3 وعدد من صواريخ “ذو الفقار”، استهدفت وزارة الدفاع ومطار الملك خالد وأهدافا عسكرية أخرى في الرياض.
وقال “سريع” أيضا إن 6 طائرات مسيرة من نوعي صماد-2 وصماد-3 استهدفت قاعدة الملك فهد الجوية بالطائف وشركة أرامكو في جدة، فيما استهدفت 5 طائرات مسيرة من نوعي صماد-1 وصماد-2 مواقع عسكرية في مناطق أبها وجيزان وعسير. وأشار “سريع” إلى أن 8 طائرات مسيرة من نوع قاصف-2 وعددا كبيرا من الصواريخ الباليستية استهدفت “مواقع حساسة ومهمة” في أبها وجيزان ونجران. وكان المتحدث باسم قوات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمني، قد كتب في وقت متأخر من الليلة السابقة عبر “تويتر”: “ردا على جرائم العدوان السعودي الأميركي، نفذت القوات المسلحة عملية هجومية واسعة ونوعية في العمق السعودي، سيتم الكشف عن تفاصيلها صباح غد الثلاثاء إن شاء الله”. ودعا العميد “سريع”، كل المواطنين والمقيمين في المناطق المستهدفة إلى “الابتعاد عن المناطق والمواقع العسكرية لكونها أصبحت أهدافاً مشروعة لقواتنا”. وتوعد المتحدث العسكري، السعودية بتنفيذ المزيد من الهجمات قائلاً: “سنواجه التصعيد بالتصعيد، وسننفذ المزيد من العمليات العسكرية ضمن دفاعنا المشروع رداً على استمرار العدوان (في إشارة إلى التحالف العربي) والحصار”.
لقد شنت القوات اليمنية مرارا هجمات عبر الحدود على السعودية، باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ باليستية منذ بدء تحالف العدوان تدخله في اليمن في آذارمارس 2015، غير ان ما يميز الهجمات الدفاعية الجديدة وكما هو واضح ان خارطة العمليات الدفاعية اليمينية باتت اكثر شمولا واوسع مساحة بضمها لعاصمة العدوان السعودي الرياض اضافة الى مدن مهمة وحيوية سعودية اخرى منها جدة والطائف وجيزان ونجران وعسير، والاهم من كل ذلك استهداف وزارة الدفاع السعودية ومطار الملك خالد وأهداف عسكرية اخرى اضافة الى تكرار استهداف منشآت تابعة لشركة “أرامكو” في جدة، مع العلم ان مصفاة “أرامكو” في جدة أوقف تشغيلها عام 2017، ولكن الشركة تمتلك هناك مصنعا لتوزيع المنتجات البترولية كان اليمن قد استهدفه في آذار وتشرين الثاني الماضيين.
انها سياسة الردع العقابي بمواجهة التصعيد بالتصعيد من خلال تنفيذ المزيد من عمليات الردع العسكري ضمن آلية الدفاع المشروع عن اليمن وردا على استمرار العدوان والحصار عليه. ولقد قالت حكومة صنعاء، إنه لا أنصاف حلول لليمن وأن الأرض لأبنائها الاحرار، وان الاطماع الامريكية البريطانية الاسرائيلية في عموم منطقتنا الحيوية المملوءة بالثروات الطبيعية ومنها النفط الذي يملأ غالبية المخازن والاحواض الطبيعية في اليمن السعيد بأهله، الى زوال ولن يتمكن الطامعون والمعتدون على مواجهة القوات اليمنية واللجان الشعبية مهما اوتو من قوة. إن أرض اليمن لا تقل أهمية وشانا عن بقية بلدان المنطقة الخليجية باعتبارها ارضا حيوية مهمة تفصح اهميتها عن تكالب قوى الاحتلال وتهافتهم على الامساك بها وبثرواتها الغنية وموقعها الاستراتيجي، الامر حفز دول الاستكبار الاميركي والبريطاني ومعهما كيان الاحتلال الاسرائيلي بالدفع بالمملكة السعودية للهجوم على اليمن وتشكل تحالف أعرابي تسيل لعابه لمواطئ أقدام ولو صغيرة في هذا البلد.
الحصار الاقتصادي يشير الى أن أمريكا والجانب السعودي في واقع الأمر لا يريدان اي حل سياسي أو إنساني للحرب العبثية التي طالت سبعا عجافا أكلت الاخضر واليابس فيما يسعى المحتلون العرب والامريكيون لحلول غير منطقية ولا واقعية، لذا فعمليات التحرير التي يقوم بها الجيش واللجان الشعبية في مأرب مستمرة بشكل واسع، ومن ذلك ما تم تحريره من المناطق المهمة جنوب مدينة مأرب وإجراء اتفاقات مع القبائل. لقد حققت القوات المسلحة واللجان الشعبية نجاحات كبيرة في الداخل اليمني تزامنا مع تواصل دك راس أفعى العدوان السعودي باستهداف مناطقه الحساسة في العمق السعودي حتى يتم تحرير كل شبر من ارض اليمن.
وعلى هذا المنوال نفسه، سارعت العديد من الدول والمنظمات العالمية بإدانة هذه الهجمات التي نفذتها القوات الجوية والصاروخية اليمنية داخل العمق السعودي متناسية كل الجرائم غير الانسانية التي ارتكبها ولا يزال يرتكبها تحالف العدوان السعودي في حق أبناء الشعب اليمني المظلوم، ولقد جاء الرد من قبل حكومة صنعاء وقادة الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” كالصاعقة على رؤوس تلك الدول والمنظمات المتباكية على السعودية والمتناسية كل الجرائم التي ارتكبتها السعودية في اليمن، حيث قال عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن، “محمد البخيتي” إن استهداف منشأة أرامكو النفطية في العاصمة السعودية فجر يوم الثلاثاء بطائرات مسيرة، جاء كرد مشروع على كل الجرائم غير الانسانية التي ارتكبتها مقاتلات الجو التابعة لتحالف العدوان السعودي في اليمن.
ولفت إلى أن شركة أرامكو هي التي كانت تمّول وتقدم الكثير من الدعم المالي لتلك القوات الغازية وأن لها دوراً في كل الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان في اليمن، وخاصة أن العديد من التقارير كشفت أن شركة أرامكو قدمت الكثير من الاموال لشراء الكثير من الاسلحة من الولايات المتحدة وكان لها دور في تقديم الدعم المالي واللوجستي للمطارات السعودية التي تنطلق منها الطائرات الحربية السعودية التي تهاجم أبناء الشعب اليمني الاعزل.
المادة الصحفية : تم نقلها حرفيا من موقع الوقت التحليلي