السياسية- متابعات:

تستمر العمليات العسكرية في مدينة مأرب وتتزايد وتيرتها بشكل مستمر تزامناً مع تقدم الجيش واللجان الشعبية على المحاور الشرقية والجنوبية والشمالية. حيث شهدت خطوط التماس مؤخراً تبادل قصف مدفعي عنيف من جهة العطيف شمال غرب المدينة وشرق جبل شرقان غرب مديرية عسيلان.

لوقف هذا التقدم، عمدت القيادات التابعة للتحالف إلى إعادة التحشيد واستقدام الميليشيات التابعة لها من محاور أخرى إضافة لإعادة بناء بعض الوحدات العسكرية والألوية وهذا ما قامت به فعلياً قوات ما يسمى “حرس الجمهورية” بالتنسيق مع ميليشيات مجلس الانتقالي الجنوبي، حيث أقدمت على تأسيس لواء عسكري متكامل يكون مقره في المدينة وافتتحت التسجيل للالتحاق به.

من جهة أخرى، يستمر التحالف في نهب النفط اليمني، وقد وردت معلومات عن 4 ملايين و490 ألف برميل من النفط الخام تمت سرقته خلال 17 يوم تقريبا أي منذ منتصف شهر تشرين الثاني الماضي. وفي حصيلة تقديرية يكون حجم النفط المنهوب قد تجاوز 183 مليار ريال أي ما يقارب 303 مليون و600 ألف دولار أميركي.

وعلى الرغم من أزمة الرواتب المفتعلة من قبل أدوات التحالف في البلاد، تستمر السعودية في احتجاز سفن الوقود قبالة سواحل جيزان رغم انها قد خضعت للتفتيش وأتمت كل أوراقها وخطواتها القانونية، في حين ان المدير العام التنفيذي لشركة النفط اليمينة المهندس عمار الأضرعي قد أكد ان هذا النفط بمقدوره ان يغطي الرواتب للموظفين بنسبة 200%. كاشفاً ان السفينة “اندروميدا” والتي حملت بما يقارب 321300 طن، من ميناء الشحر في حضرموت وتوجهت إلى سينغافورة.

حجم الخلافات على المكاسب النفطية والثروات هو جزء من سلسلة كبيرة من الصراعات التي تعيشها قوى التحالف على غير صعيد، حيث يبرز البيان المشترك بين رئيس مجلس الشورى أحمد بن دغر ورئيس البرلمان عبد العزيز الجباري ان “الخيار العسكري انتهى إلى طريق مسدود، يكاد يعلن عن نفسه بالفشل”، وتابع “أقدر للتحالف العربي جهوده السياسية والعسكرية والإغاثية”، لكنه استدرك قائلا: “نحن ندرك وهم يدركون أن السياسات التي قادت المعركة مع الحوثيين.. قد ذهبت باليمن إلى أهداف مختلفة عن تلك التي أعلنت عنها عاصفة الحزم”. مطالباً التحالف بضرورة “أن تكون من أولويات ذلك التحالف أن يسعى إلى وقف فوري للحرب، وحوار وطني شامل لا يستثنى منه أحد، برعاية أممية ودعم قومي، يكون هدفه الوصول إلى سلام عادل ودائم وشامل، يستند إلى المرجعيات الوطنية التي شكلت يومًا ما محلاً للإجماع الوطني”.

هذا البيان رأى فيه متابعون انه اعتراف بالهزيمة وعدم تحقيق أي أهداف شنت لأجلها الحرب، كما يعكس حجم الخلافات بين أدوات التحالف داخلياً، التي وصلت إلى حد التضحية بعضهم ببعض. وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، أُطلق عليها اسم “عاصفة الحزم”، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين.

  • المصدر: موقع الخنادق اللبناني
  • المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع