السياسية – رصد:

تحت العنوان أعلاه، كتب رئيس تحرير مجلة “روسيا في السياسة العالمية” فيودور لوكيانوف، في “فزغلياد” عن موقف الغرب الأخرق بين عدو مألوف والعدو الأول.

وجاء في المقال:في خطاب فلاديمير بوتين في الاجتماع الموسع للعاملين بوزارة الخارجية، ربما يكون الأكثر إثارة للاهتمام هو المقطع الذي يتناول أوروبا الشرقية وإجراءات توسيع البنية التحتية لحلف الناتو. تتخذ روسيا إجراءات عسكرية جوابية، وينشأ “توتر معروف”. وهو مفتاح للاستقرار. وعلى هذا الأساس، يجب إعداد اتفاقيات طويلة الأمد حول ميزان القوى في هذا الجزء من العالم.

هذه صياغة ملفتة للمسألة، لأنها تجسد الوضع الفعلي للحرب الباردة مع حلف الناتو، لكنها حرب باردة جديدة، وبالتالي، خالية من آليات إدارة المواجهة التي تم تطويرها خلال الحرب الباردة السابقة. وما زال ينبغي إنتاجها، ومن أجل ذلك بالتالي الحفاظ على التوتر وإدراك أن أي إجراءات لن تبقى دون رد. ولعل خطابا بهذه السعة وعلى مثل هذا المستوى الرفيع فيما يتعلق بأوروبا، لم يصدر من قبل.

في الحرب الباردة في النصف الثاني من القرن العشرين، كانت أوروبا هي المنصة الرئيسية وربما المسرح الرئيس للعمليات (العسكرية)، وحظيت بالقدر الأعظم من الاهتمام.

أما الآن، فأوروبا الشرقية، بل أوروبا ككل ليست مركزا للمواجهة، بل تتحول، بشكل عام، أكثر فأكثر، إلى هامش استراتيجي. بالطبع، لا يمكن النظر إليه بمعزل عن مجال التنافس الرئيس (في منطقتي المحيط الهادئ والهندي)، إنما ارتباطه بهما غير مباشر ومن الواضح أنه أدنى في سلم الأولوية. هل يمكن تطوير قواعد خاصة لهذا الفضاء، في حين أن التنافس الأساسي سيكون في جزء آخر من العالم وبتشكيلة مختلفة للقوى (الصين والولايات المتحدة وروسيا بدرجة أقل)؟

يجدر القول إن هذا لا يمثل تحديا لروسيا وحدها، إنما ولحلف شمال الأطلسي، الذي لا يزال يحاول بشكل أخرق “الانفساخ” بين العدو المألوف والعدو الأساسي (ولكن ليس للجميع). إنه لأمر مثير للفضول.

المصدر: روسيا اليوم

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب