السياسية- رصد:

يتناول موقع “المونيتور” حجم استثمارات “سوفت بنك” في “إسرائيل”، ويشير إلى أن اتفاقات التطبيع بين “إسرائيل” والإمارات والبحرين سرعت العملية.

يشير الكاتب في موقع “المونيتور” داني زاكِن، إلى ملامح عن استثمارات السعودية في “إسرائيل”، ويؤكد أن مصرف “SoftBank” المرتبط بشكل كبير بالسعودية يسثمر بكثافة في “إسرائيل”.

وفيما يلي النص المترجم إلى العربية:

قد يشير استثمار “SoftBank” في “إسرائيل” وتعيين رئيس الموساد السابق يوسي كوهِن كممثل له إلى المصالح السعودية في التكنولوجيا الإسرائيلية.

لم يكن دخول “SoftBank” الياباني، الذي يُعتبر واحداً من أكبر شركات رأس المال الاستثماري في العالم، إلى النشاط المباشر في “إسرائيل” سوى مسألة وقت. استثمرت الشركة في شركات التكنولوجيا الفائقة (هايتِك) الإسرائيلية، بما في ذلك Any Vision وEToro وRedis Labs وTrax، وفقاً لقاعدة بيانات الاستثمار PitchBook. استثمار آخر، يبدو أقل نجاحاً، كان في WeWork، الذي شارك في تأسيسه الإسرائيلي آدم نيومان.

لدى “SoftBank” استثمارات كبيرة بالتعاون مع شركات الاستثمار من دول الخليج، بما فيها صناديق سعودية، والتقدير هو أن اتفاقيات التطبيع التي وقعتها “إسرائيل” مع الإمارات والبحرين سرّعت العملية وجلبت “SoftBank” مباشرة إلى “إسرائيل”.

تزايدت العلاقات التجارية والاقتصادية بين “إسرائيل” واليابان في السنوات الأخيرة، لا سيما بسبب العلاقات القوية التي تمّ تعزيزها بين رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي.

وصل نتنياهو إلى اليابان في عام 2014 واستجاب آبي بزيارتين، في عامي 2015 و2018. وبذلك أوصلت حكومة اليابان رسالة واضحة إلى قطاع الأعمال لتشجيع الأعمال التجارية مع “إسرائيل”. وعليه، ارتفع عدد الشركات اليابانية العاملة في “إسرائيل” من 24 إلى 92 في السنوات الـ6 الماضية، ونطاق الاستثمار الياباني في “إسرائيل” آخذ في الارتفاع على الرغم من جائحة فيروس كورونا، والزخم الإيجابي مستمر.

لكن رئيس البعثة الاقتصادية والتجارية في السفارة الإسرائيلية في اليابان، دانييل كولبار، قال، مع ذلك، إن “إمكانات التجارة بين إسرائيل وثالث أكبر اقتصاد في العالم بعيدة عن التحقق، خاصة على ضوء المصالح اليابانية في الشرق الأوسط وآثار المقاطعة العربية التي ما زالت موجودة في أماكن معينة”. وبالتالي، فإن تأثير التقارب المتزايد بين إسرائيل وأبو ظبي يمكن أن يقرب أيضاً “إسرائيل” من اليابان.

وفقاً لكولبار، تُعد دبي مركزاً للشركات اليابانية، مع وجود نحو 350 شركة. يمكن للشركات اليابانية التي تسوق التقنيات الإسرائيلية، مثل تلك المطورة في مراكز البحث والتطوير الخاصة بها في “إسرائيل”، بحيث تطورها بسهولة أكبر في أسواق الخليج. يمكن أن تؤدي الاستثمارات المشتركة في مبادرات الطاقة المتجددة إلى تعاون ثلاثي، فضلاً عن التعاون في مجالات الإنترنت والتكنولوجيا الزراعية والصحة الرقمية.

اليوم، يعتبر “SoftBank” أحد أبرز شركات الاستثمار في مجال التكنولوجيا الفائقة (هايتِك)، مع استثمارات ضخمة في شركات مثل Uber وAlibaba وTiktok وDiDi وKlarna. وهذه هي ثاني شركة استثمارية عملاقة تفتح مكتباً في “إسرائيل” في غضون ثلاثة أشهر، بعد أن عينت Blackstone يفعات أورون، مديرة استثمار محلية لها في نيسان/أبريل.

إحدى النقاط المهمة هي الشخصية التي ستترأس نشاط الصندوق في “إسرائيل” – يوسي كوهِن، الرئيس السابق للموساد الإسرائيلي، والذي يعتبر مقرباً جداً من نتنياهو. حتى أن بعض المحللين يقولون إنه قد يحل يوماً ما محل نتنياهو كزعيم لحزب “الليكود”، أكبر حزب سياسي في “إسرائيل”. كان كوهِن أحد مهندسي اتفاقيات التطبيع، وأدى سفره المتكرر إلى دول الخليج، حتى تلك التي لا تربطها علاقات بـ”إسرائيل”، إلى تكوين علاقات سرية وطيدة بين “إسرائيل” وهذه الدول.

ماسايوشي سون، مؤسس SoftBank، قرر تعيين كوهِن، على ما يبدو بسبب قدراته العديدة المثبتة في العملية التي أدت إلى الاتفاقات وبسبب علاقاته القوية مع رؤساء الدول في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وكذلك العديد من القادة في أوروبا والولايات المتحدة. سيوجّه كوهِن نشاط “SoftBank” في “إسرائيل”، ويحدد الشركات للاستثمار ويساعدها في العثور على الأسواق العالمية، مع التركيز على آسيا.

ومن المتوقع أن يعمل مع فريق “SoftBank” الاستثماري في أوروبا والشرق الأوسط. كجزء من دوره، سيكون عضواً في صندوق الاستثمار Vision 2 التابع لـ “SoftBank”، والذي جمع 30 مليار دولار. لكنه لن يشارك، على الأقل ليس بشكل علني، في استثمارات “Vision 1″، التي يستثمر فيها كل من صندوق الثروة السعودي وصندوق الثروة الإماراتي، “مبادلة”.

سيكون أحد اتجاهات الاستثمار الرئيسية لـ”SoftBank” في “إسرائيل” هو تطوير شركات للذكاء الاصطناعي. الحد الأدنى للاستثمار، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام المالية، سيكون 50 مليون دولار لتنمية شركات لا تقل قيمتها عن 250 مليون دولار، مما يثبت أن لديهم تقنية ذكاء اصطناعي على مستوى عالٍ، سواء كانت تقنية مستخدمة لإيجاد السعر المناسب لها للعميل المناسب، أو عبر برنامج تنظيمي يخدم مؤسسات أخرى.

كوهِن نفسه قال للصحافة الإسرائيلية: “لقد كان SoftBank رائداً في نهج جديد للاستثمار التكنولوجي وأنشأ أكبر نظام بيئي في العالم لأبطال التكنولوجيا الناشئة. إن التكنولوجيا المتقدمة وثقافة ريادة الأعمال في “إسرائيل” تجعلها مناسبة بشكل طبيعي لرؤية “SoftBank” الاستثمارية، وأنا أتطلع إلى مساعدة الشركات سريعة الحركة على التوسع في المنطقة والعالم”.

العلاقة بين اليابان و”إسرائيل” ودول الخليج لها محور رابع: أعضاء كبار سابقون في الإدارة الأميركية شاركوا في الاتصالات التي أدت إلى اتفاقات التطبيع. أعلن “SoftBank” هذا الأسبوع أنه سيستثمر في شركة الاستثمار الخاصة Liberty Capital، التي كان أحد قادتها ستيف منوشين، الذي شغل منصب وزير الخزانة الأميركية في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، ويديرها دافيد فريدمان، السفير الأميركي السابق لدى “إسرائيل”، أيضاً من إدارة ترامب.

يشتهر “SoftBank” بعلاقاته الوثيقة مع العائلة المالكة السعودية، ويمكن للمرء أن يرى في عملاق الاستثمار الياباني نوعاً من ذراع التفافية غير مباشرة للاستثمار السعودي في التكنولوجيا الفائقة (هايتِك) الإسرائيلية.

يمكننا أن نفترض أن تعيين كوهِن، الذي التقى، وفقاً للعديد من التقارير، بمسؤولين سعوديين، من بينهم ولي العهد محمد بن سلمان، ساعد في تخفيف المخاوف، على الرغم من عدم وجود اتصال مباشر بين السعودية و”إسرائيل”. ربما تكون هذه هي الطريقة السعودية للالتفاف على العائق الدبلوماسي، للتواصل مع التكنولوجيا الإسرائيلية العالية وجني بعض ثمارها.

– المصدر : الميادين نت
– المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع