السياسية:

إكرام المحاقري ـ اليمن

حققت القوة العسكرية اليمنية نصرا واسعا في محافظة البيضاء وما يجاورها من المحافظات (الضالع ـ شبوة)، أما عن محافظة (مأرب) فحدث وتحدث لمن شئت بأنها قاب قوسين أو أدنى من النصر والتحرير الكامل، وليكن يوم نصر وطني، وما بعد ذلك قد تبدأ معركة الساحل الغربي وعودة السيطرة الكاملة على الشواطئ والمنافذ اليمنية حتى باب المندب، ويبقى المجهول هو ماذا ستفعله القوات الصهيونية بعد ذلك؟ هل ستختار سبيل المواجهة، أم أن البديل عن ذلك هو تحريك “داعش والقاعدة” وباقي زمرة المرتزقة من الألوية التابعة للخائن (طارق عفاش).

لاحظنا في الآونة الأخيرة سقوطا مدويا لأوراق العدوان واحدة تلو الأخرى، ما سبب لتلك القوى عجزا تاما عن التحرك في المنطقة ضمن المخططات المعدة سلفا، والتي من المفترض أنها قد تحققت أهدافها منذ أول شهر لنشوب العدوان حد زعمهم، فالمتغيرات الإقليمية في المنطقة كانت سببا لتغيير المناخ العسكري لتحالف العدوان، فما وراء الحدود حالهم بات غير مستقر ومواقعهم غير أمنة من الهجمات “الحوثية”.. وما قبل الحدود هناك ثورة وتصفية وأرض تعيش مخاض التحرير، ويبقى السؤال هو لماذا كل هذا العجز؟!

حين أُنتزعت منطقة نهم من يد مرتزقة العدوان، كانت المفاجأة هي إعلان ناطق القوات المسلحة اليمنية تحرير محافظة (الجوف) من دنس الغزاة، وحينها بدأت الوساطات الأممية من أجل تراجع الجيش اليمني عن الدخول لمحافظة (مأرب) وتحريرها، وهنا نقطة هامة يجب أن نركز عليها وهي أن تحرير محافظة الجوف كان في أيام قلائل سقطت فيها الوية عسكرية بكامل عدتها وعتادتها، ناهيك عمن يمثلون التنظيمات الإرهابية والذين كانوا يقودون المعركة كقادة للمرتزقة حين ذاك، والأهم في هذا كله هو أن محافظة (الجوف) قد تحررت بعد منطقة نهم حيث لا وجود لنفاق الوساطات الأممية.

وبالعودة إلى محافظة (البيضاء) وما تم فيها من عمليات عسكرية واسعة اجتثت سرطان (القاعدة وداعش) من الأرض، يجب أن يدرك العدو بان أوراقه قد تلاشت وبشكل نهائي في معظم المناطق اليمنية، “القاعدة وداعش” (محافظة البيضاء) “حزب الاصلاح” (محافظة مأرب) “الشرعية ” (المحافظات الجنوبية) وهذا ما حدث فعلا، ودلالات ذلك هو الثورة في الجنوب، والحرية في البيضاء، نزوح المرتزقة وقادات الإصلاح والضباط السعوديين إلى ما بعد مأرب وإجلاءهم عبر طائرات مروحية !! وهذا دليل واضح على أن مصير (محافظة مأرب) بعد تحرير (محافظة البيضاء) هو ذات ما حصل للجوف بعد تحرير منطقة نهم.

فماذا تبقى لقوى تحالف العدوان؟! الإجابة هو أن بقية الدور الان هو على “الأمم المتحدة “والمجتمع الدولي، أي على مرتزقة الخارج لتمييع الملف الإنساني والمماطلة السياسية في طاولة المفاوضات، والتلاعب بمخرجات وبنود اتفاق السويد، وتبرئة العدوان بتقارير النفاق، والتدخل حتى في شأن القضاء اليمني، والنياح والاستنكار للقصاص من المجرمين، ولعل هذه الأسطوانة المشروخة تعبير عن خوف من أن يأتي الدور عليهم، وسياتي لا محال.

فالمبعوث الجديد لم يعد يعبر عن قلقة ولا عن سخطه من انتصارات صنعاء بشكل معلن، بل أنه يدرك بانه غير مرغوب به من قبل الشارع اليمني مهما كانت وظيفته، فالشعوب قادرة على أن تحرر نفسها إذا تركتها “الأمم المتحدة” وشأنها، ليس في اليمن فقط بل في بلدان العالم التي لم تتركهم أمريكا وأدواتها وشأنهم.

ختاما :
من المتوقع أن نسمع في الأيام القادمة المزيد من المبادرات الأممية، خاصة مع زيادة الزخم العسكري وتقدم القوات المسلحة اليمنية في العديد من الجبهات، وزيادة السخط الشعبي في الجنوب ضد الاحتلال وحكومة الانتداب المسماة “شرعية”! وهروب المزيد من القيادات العميلة إلى الخارج، والمؤكد أن هذه المبادرات وكالعادة لا تقر بحقوق الشعب اليمني ولا برفع الحصار أو وقف العدوان، والتعامل مع اليمنيون كـ”ند وأصحاب قرار”، ولكنها ستكون محاولات فاشلة للالتفاف على الانتصارات الأخيرة وعلى حقوق الشعب اليمني في الحرية والعيش بسلام، وأنّا لهم ذلك.