بقلم: نانسي ليندسفارن وجوناثان نيل

(موقع “الشبكة الدولية –  “reseau international” الفرنسي- ترجمة: أسماء بجاش – الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

السياق الطبقي ولاجئي طالبان:

في خريف العام 1994, وصلت حركة طالبان إلى قندهار، وهي مدينة يقطنها في الغالب من البشتون وأكبر مدينة في جنوب أفغانستان.

إن طالبان لم تكن مثل أي فصيل حكم في تاريخ أفغانستان, فهي نتاج ابتكارين نموذجيين في القرن العشرين وهما: القصف الجوي ومخيمات اللاجئين في باكستان، فهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية مختلفة عن النخب التي حكمت أفغانستان.

كان الشيوعيون من أبناء وبنات الطبقات المتوسطة الحضرية ومزارعي الطبقة المتوسطة في الريف الذين كانوا يملكون ما يكفي من الأراضي ليعتبروا من أبنائهم.

وكان يقودهم أشخاص تمكنوا من الالتحاق بركب العملية التعليمية في الجامعة الوحيدة في البلد، في العاصمة كابول, حيث أرادوا كسر قوة كبار ملاك الأراضي وتحديث البلد.

الإسلاميون الذين قاتلوا الشيوعيين هم رجال من نفس الطبقة الاجتماعية، وفي معظم الحالات طلاب سابقون من نفس الجامعة، هم ايضاً، أرادوا تحديث البلد، ولكن بطريقة مختلفة، حيث انتهجوا نهج الإخوان المسلمين وجامعة الأزهر في القاهرة.

تشير كلمة طالبان إلى طلاب المدرسة الإسلامية، وليس مدرسة عامة أو جامعة، كان مقاتلو طالبان الذين دخلوا قندهار في العام 1994، من الشباب الذين درسوا في المدارس الإسلامية الحرة في مخيمات اللاجئين في باكستان، عندما كَانوا أطفالَ لا يملكون شيء.

كان زعماء حركة طالبان من الملالي القرويين الأفغان, لم يكن لديهم علاقات النخبة التي يتمتع بها العديد من أئمة المساجد في المدن.

يمكن لملالي القرية القراءة، لذا حيضوا باحترام القرويون، ولكن وضعهم الاجتماعي كان أقل بكثير من وضع المالك أو خريجي المدرسة الثانوية في المكاتب الحكومية.

ترأس حركة طالبان لجنة مؤلفة من اثني عشر رجلا، كان جميعهم من ذوي الاعاقات، فمنهم من فقد يداً أو قدماً أو عيناً جراء استهداف المناطق التي كانوا يقطنونها بالقنابل السوفيتية خلال الحرب.

كانت حركة طالبان، في جملة من أمور، تعتبر حزب الفقراء والطبقة الوسطى في قرى البشتون.

تركت 20 سنة من الحرب الخارجة عن القانون في قندهار وتحت رحمة الميليشيات في حالة حرب.

كما حدثت نقطة التحول عندما لاحقت طالبان قائداً محلياً اغتصب ولداً وامرأتين (أو ربما ثلاث).

تم القبض عليه من قبل مقاتلي حركة طالبان وشنقوه، مما جعل تدخلهم مذهلاً، ليس فقط تصميمهم على إنهاء الاقتتال القاتل واستعادة كرامة الناس وأمنهم فحسب، بل وأيضاً اشمئزازهم من نفاق الإسلاميين الآخرين.

منذ البداية، تم تمويل حركة طالبان من قبل السعوديين والأمريكيين والجيش الباكستاني، حيث أرادت واشنطن بلدا مسالما يستطيع أن يستضيف خطوط أنابيب النفط والغاز في آسيا الوسطى.

وتميزت حركة طالبان بأنها لم تعترف بأي استثناء من الأوامر التي سعت إلى فرضها وبالقسوة التي طبقت بها القواعد.

أعرب العديد من الأفغان عن امتنانهم لعودة النظام والحد الأدنى من الأمن، ولكن حركة طالبان كانوا طائفيين وغير قادرين على السيطرة على البلد.

في العام 1996, توقف الأمريكيون عن تقديم الدعم وبذلك، أطلقوا العنان لنسخة جديدة قاتلة من كراهية الإسلام ضد حركة طالبان.

25 سبتمبر 1996, مقاتلي حركة طالبان يدخلون العاصمة كابول.

بين عشية وضحاها تقريبا، كانت المرأة الأفغانية تعتبر عاجزة ومقهورة، في حين تم إدانة الرجال الأفغان – طالبان – باعتبارهم همجيين متعصبين مولعين بالأطفال جنسيا كما أنهم ساديون، باختصار، فهم أناس لا يمتون للإنسانية وحقوقها بأي صلة.

وفي السنوات الأربع التي سبقت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، كان الأمريكيون يستهدفون حركة طالبان، في حين كانت النساء وغيرهن يطالبن بحماية النساء الأفغانيات.

وبحلول الوقت الذي بدأ فيه القصف الأمريكي، كان من المفترض أن يفهم الجميع أن المرأة الأفغانية تحتاج إلى المساعدة، ولكن ماذا كان يمكن أن يحدث؟

*   المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع

أفغانستان – نهاية الاحتلال (4-9)