السياسية :

تقول الحكمة ان “ما بني على باطل فهو باطل”، هذه الحكمة تنطبق بقضها وقضيضها على كل ما فعلته وتفعله دول العدوان وعلى راسها السعودية والامارات، ضد الشعب اليمني منذ اكثر من 6 سنوات، فبعد ان حاصروا وجوعوا وقتلوا وشردوا الملايين من اليمنيين تحت ذريعة الدفاع عن “الشرعية”، أبى الله سبحانه وتعالى، إلا ان يفضح زيف “حماة الشرعية” و زيف “شرعيتهم” وزيف مرتزقتهم الذين جندوهم ليكونوا “رمزا ” لهذه الشرعية المزيفة وفي مقدمتهم المدعو عبد ربه منصور هادي.

بعد 6 سنوت من القتل والدمار والحصار، وبعد ان خيم شبح تقسيم اليمن على اليمنيين، وبعد ان تكالبت دول العدوان على جزر وموانىء وخيرات اليمن، جهارا نهارا، شب العداء بين اللصوص “المدافعين المزيفين عن الشرعية المزيفة”، بعد ان سرق اللص الصغير، الامارات، حصة اكبر من اراضي وخيرات اليمن، من حصة اللص الكبير، السعودية، وانكشفت بذلك اهداف اللصوص من وراء عدوانهم على اليمن وشعب اليمن.

منذ ايام وينتقد معلقون موالون لآل سعود علنا، الإمارات ودورها في اليمن، في تحرك نادر يعكس التوتر السياسي والاقتصادي بين اللصين الحليفين، على خلفية الصراع على السلطة في جنوب اليمن بين مرتزقة السعودية وعلى راسهم منصور هادي، وبين مرتزقة الامارات، وعلى راسهم عيدروس الزبيدي الذي يقود المجلس الانتقالي الانفصالي في جنوب اليمن.

بوق ولي العهد السعودي سليمان العقيلي، الذي يعبر عادة عن المواقف الرسمية السعودية، كتب في تغريدة على تويتر :”اذا لم تساعد أبوظبي في تنفيذ اتفاق الرياض المتعلق بأزمة جنوب اليمن وظلت على حالها في تعطيله، فأعتقد أن العلاقات السعودية الإماراتية ستظل تحت الاختبار. اما البوق الاخر لإبن سلمان ، عبد الله آل هتيلة مساعد رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية شبه الرسمية ، فكتب على تويتر:”المملكة، حكومة وشعبا، لن تسمح لكائن من كان أن يعبث بأمن اليمن للإضرار بأمنها، فإن طال صبرها فله حدود”!!.

السعودية باتت على يقين من ان الامارات خدعتها، وقامت بتوريطها في حرب اليمن لتحقيق اهدافها في السيطرة على جنوب اليمن واحتلال جزره مثل جزيرة سقطرى ، وجزيرة ميون الاستراتيجية في باب المندب وبناء قواعد عسكرية فيها، بينما مازالت السعودية لم تتمكن من قضم المهرة وحضر موت، رغم تجنيدها وتسليحها الاف المقاتلين من القاعدة و”داعش” والجماعات التكفيرية الاخرى.

اللافت ان الحليفين اللدودين، يتفقان على امر واحد في اليمن، وهو العمل على كسب ود “اسرائيل”، التي توفر لهما التغطية السياسية، في المحافل الدولية، وهي تغطية تحول دون توجيه اتهامات لهما بارتكاب جرائم حرب في اليمن، او ممارسة اي ضغوط سياسية عليهما، فـ”اسرائيل” اكثر الاطراف الاقليمية نفعا من العدوان على اليمن وتقسيمه وسرقة جزره وموانئه، فكل جزء من اليمن، تفرض عليه الامارات او السعودية هيمنتها، يعتبر عمليا بات تحت هيمنة “اسرائيل”، التي تسعى لايجاد موضع قدم لها في هذه المنطقة الاستراتيجية، الامر الذي جعل “اسرائيل” تدخل وبشكل مباشر في العدون على اليمن الى جانب السعودية والامارات.

* المصدر : قناة العالم الإخبارية