السياسية:

“نهاية التحالف السعودي الإماراتي ضد إيران”، يبدو أن هذا واحد من أبرز نتائج الخلاف بين الرياض وأبوظبي والذي وصل إلى ذورته في أزمة حصص الإنتاج في أوبك بلس.

ورغم التوصل لاتفاق في “أوبك+” على زيادة إنتاج البترول لـ3 دول، منها الإمارات التي ستنتج 3.5 مليون برميل يومياً، وفقاَ لهذا الاتفاق، فإن هذا لا يعني عودة المياه إلى مجاريها بين السعودية والإمارات، وهو ما ظهر في هجوم إعلاميين ونشطاء سعوديين على دور الإمارات في اليمن مؤخراً.

وحتى قبل الخلاف النفطي كانت هناك مؤشرات على تفكك ونهاية التحالف السعودي الإماراتي ضد إيران، حسبما ورد في تقرير لمجلة Forbes الأمريكية.

هذا الخلاف بمثابة العودة للوضع الطبيعي

وبدأ الخلاف بالحرب في اليمن، ثم سوريا وإسرائيل، ثم حصص أوبك بلس.

يُذكر أنه في الأيام الماضية تصاعد خلاف علني نادر بين السعودية وحليفتها الإمارات بشأن تصدير النفط بعد تصريحات وزيري الطاقة في البلدين والمتعلقة باتفاقية منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).

 وتخلت “أوبك بلس” عن خططها بزيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يومياً كل شهر اعتباراً من أغسطس/آب وحتى ديسمبر/كانون الأول، بسبب رفض الإمارات لهذه الخطة معتبرة أنها “غير عادلة”.

 وفي الوقت الذي كانت تؤيد فيه السعودية وروسيا تمديد الاتفاق كما هو حتى ديسمبر 2022، طالبت الإمارات مناقشة زيادة في مستويات الإنتاج قبل الموافقة على التمديد إلى ما بعد أبريل/نيسان.

ولقد وصل الخلاف إلى التجارة عبر الحدود في مؤشر على توسع الخلافات بين السعودية والإمارات تتصاعد بدرجة كبيرة، ويتساءل المراقبون في منطقة الخليج عما إذا كان هذا الانهيار يشير إلى تحوُّل أكبر في العلاقات بالمنطقة.

ليس بالضبط. فرغم ظهور خلافات استراتيجية جديدة، لاسيما فيما يتعلق بتدابير المناخ والتدخلات في الصراعات بالمنطقة، فالتصدُّعات في العلاقات السعودية-الإماراتية ليست بالأمر الجديد. ويُفهم هذا الخلاف على أنه عودة إلى الوضع الطبيعي قبل عام 2015 أكثر من كونه خلافاً دبلوماسياً فريداً.

وفي كل الأحوال، كانت تبعاته مثيرة للاهتمام. فبجانب نزاعهما على إنتاج النفط، أنهى الخلاف السعودي الإماراتي المحور الخليجي المعادي لإيران.

وقد بدأ كلا البلدين تخفيف التوترات مع طهران والتي كانا حريصين، منذ وقت ليس ببعيد، على تأجيجها. وفي هذا أيضاً، نشهد عودة أكبر إلى الوضع الطبيعي.

الغزل المفاجئ يكشف عن نهاية التحالف السعودي الإماراتي ضد إيران

تدهورت العلاقات بين السعودية والإمارات، وتدهور معها موقف البلدين المتشدد ضد إيران. والقرائن التي تشير إلى هذا الاتجاه تزداد وضوحاً يوماً بعد يوم. فقد خفتت حدة لهجة محمد بن سلمان تجاه إيران بشكل كبير منذ خلاف 2016-2018، حين قطعت المملكة العلاقات الدبلوماسية فجأة مع طهران.

ويبدو أن هجوم عام 2019 على معمل معالجة النفط العملاق في بقيق، حيث أدت الصواريخ والطائرات المسيَّرة التي يُعتقد أنها تابعة لإيران، إلى وقف إنتاج ما يقرب من 6 ملايين برميل من النفط السعودي يومياً، ساعد في أن تدرك السعودية أهمية الحكمة في مواجهة طهران، حسب مجلة Forbes.

وكان رفض الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أي ردٍّ أمريكي بمثابة نداء تنبيه للشركاء في دول الخليج، التي اعتبرت إقدام الولايات المتحدة على ردٍّ قوي أمراً مفروغاً منه.

صداقة غريبة بين الوزيرين الإيراني والسعودي، وأبوظبي في موقف أضعف

وقد أدلى وزير النفط السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، هذا الشهر، بتصريحات ودودة مفاجئة عن نظيره الإيراني المتقاعد، بيجان زنكنه، حيث وصفه بأنه “صديقه” وشخص يحب العمل معه في أوبك بغض النظر عن التوترات بين البلدين.

وبالمثل، بدأت الإمارات في العمل على إصلاح الأمور مع إيران. وربما يكون موقف أبوظبي أضعف من المملكة. ففضلاً عن البنية التحتية الحيوية للطاقة والمياه التي تصطف على طول شواطئها مما يجعلها عرضة للاستهداف، تضم الإمارات أيضاً آلاف الشركات الإيرانية ومئات الآلاف من المقيمين الإيرانيين المغتربين. وفي حالة الحرب، ستكون لدى إيران مجموعة متنوعة من الخيارات التقليدية وغير المتكافئة.

وتجدر الإشارة إلى حقيقة أن السعوديين والإماراتيين تواصلوا مع إيران بشكل منفصل وبطرق مختلفة. إذ فعل السعوديون ذلك بطريق غير مباشر من خلال وسطاء مثل العراقيين، فيما أرسلت الإمارات وفوداً مباشرة إلى طهران.

ورغم المبالغة في تصوير الخلاف المتنامي بين الدبلوماسية الإماراتية والسعودية- والخلافات بينهما حول سوريا وإسرائيل أحدها- يجدر بنا أن نتذكر أن الصداقة المتينة التي بدأت تبرد عام 2018 كانت هي الاستثناء، حسب المجلة الأمريكية.

عربي بوست