السياسية – رصد

أكد قائد الثورة الإسلاميّة في إيران، السيد علي الخامنئي، أن اليمن المحاصر والوحيد يتحمل 7 سنين من الحرب والإجرام وقتل المظلومين على يد عدوّ شرور وقسيّ القلب، ومع وجود قحط الغذاء والدواء وإمكانات الحياة، لا يستسلم للظالمين، بل يجعلهم مذعورين بما يبديه من اقتدار وابتكار.

ونقلت وكالة تسنيم الدولية للأنباء عن السيد خامنئي في نداءً إلى الأمة الإسلامية بمناسبة حلول موسم الحج 1442، قوله: “اليمن المظلوم المضمّخ بالدماء يوجع قلوبنا، وفلسطين المغتصبة تستنجدنا، ومصائب أفغانستان تقلقنا جميعًا، والحوادث المرة في العراق وسوريا ولبنان وبعض البلدان الإسلامية الأخرى حيث يد شرور أمريكا وبطانتها مشهودة فيها، تثير غيرة الشباب وهمتهم”.

وأضاف: “إن المنطقة الإسلامية برمتها ساحة للمقاومة ضد شرور أمريكا وحلفائها.. وقائع الساحة في المنطقة الإسلامية تزيد من هذا الأمل وتقوّي ذلك العزم.. فمن جهة ما يعاني منه العالم الإسلامي من مصائب، والتخلف العلمي والتبعية السياسية، والوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي، كله يضعنا أمام واجب كبير ومجاهدة لا تعرف الكلل والملل”.

وتابع: “ومن جهة أخرى، نهوض عناصر “المقاومة” في هذه المنطقة الحساسة، ويقظة الشعوب، وهمّة جيل الشباب المفعم بالنشاط، يغمر القلوب بالأمل؛ فلسطين في كل ربوعها تسلّ “سيف القدس” من غمده؛ القدس وغزّة والضفة الغربية وأراضي 48 والمخيمات تنهض بأجمعها، وخلال 12 يومًا تمرّغ أنف المعتدي بالتراب؛ وفي العراق تدحر عناصر “المقاومة” بلغة صريحة واضحة أمريكا المحتلة وعميلها داعش وتبدي عزمها الراسخ دون تلكّؤ لمواجهة أي نوع من التدخل والشرور من قبل أمريكا ومن لفّ لفها.

وحول موسم الحج لهذا العام.. لفت السيد خامنئي إلى أنه في هذا العام أيضًا حُرمت الأمة الإسلامية من نعمة الحج الكبرى، والقلوب المشتاقة، وفقدت بحسرة وأسف ضيافة أقامها للناس الربّ الحكيم الرحيم.

وقال: “هذه هي السنة الثانية التي تبدّل فيها موسم الحج بما فيه من بهجة وسرور معنويان إلى موسم حسرة وفراق، إذ إن بلاء الجائحة، ولربّما بلاء السياسات الحاكمة على أرض الحرمين الشريفين، قد حرم أعين المؤمنين التوّاقة من أن تشاهد رمز الوحدة للأمة الإسلامية وعظمتها ومعنويتها، وغطى هذه القمة العظيمة الشامخة بالضباب والغبار.”

وأكد أن هذا اختبار مثل غيره من الاختبارات العابرة في تاريخ أمتنا الإسلامية، وربّما يُسفر عن غد مشرق بإذن الله تعالى.

وتابع السيد خامنئي: ” لم يعد حج بيت الله الحرام متاحًا هذا العام، لكن المتاح هو التوجه نحو ربّ البيت والذكر والخشوع والتضرّع والاستغفار.. إنّ الحضور في عرفات ليس ميسّرًا، لكن الدعاء والمناجاة التي تعمّق المعرفة في يوم عرفة ميسّرة للجميع.. رمي الشيطان في منى غير ممكن، ولكن التصدي لشياطين الهيمنة وطردهم ممكن في كل مكان.. الحضور الموحّد بالأجساد حول الكعبة غير متاح، لكن الحضور الموحّد للقلوب حول الآيات النيّرة للقرآن الكريم والاعتصام بحبل الله واجب دائم ومستمر”.

واعتبر المحاولات الإعلامية الأمريكية لتحريف ما يبديه الشباب الغيارى وعناصر المقاومة من عزم وإرادة ونشاط في العراق وسوريا ولبنان وبلدان أخرى، ومحاولة نسبة كل ذلك إلى إيران أو أية جهة أخرى، إهانة للشباب الشجاع اليقظ، وهي تدلّ على ضعف الأمريكيين في فهمهم وإدراكهم لشعوب هذه المنطقة.