السياسية – رصد :

صحيفة “يديعوت أحرونوت” الأسرائيلية تنشر مقالاً تشير فيه إلى إحباط سائقي شاحنات عرب هجوماً للجيش الإسرائيلي على غزة، خلال العدوان الأخير على القطاع.

فيما يلي ترجمة نص المقال:

بعدما لم يلتحق سائقو الشاحنات بعملهم في العملية الأخيرة، يتبين أنها مشكلة تتطلب حلّاً عميقاً.

قصة سائقي الشاحنات والقاطرات العرب الذين لم يلتحقوا بعملية “حارس الأسوار” هي قصة استراتيجية وحلّها ليس فقط في الجيش الإسرائيلي، تحديداً مثلما أن الاستجابة لمعالجة إخلالهم بالنظام ليست منوطة فقط بالشرطة مع قصر يدها.

هذان الحدثان من المتوقع أن يكونا رصاصة الانطلاق في المعركة القادمة وتداعياتهما دراماتيكية: الجيش الإسرائيلي لن يستطيع نقل قوات إلى قطاع لبنان أو غزة لأن السائقين، وغالبيتهم عرب، لن يلتحقوا، والطرق ستكون مقطوعة.

في موازاة ذلك، الشرطة (الإسرائيلية) ستكون منهمكة بقمع أعمال الشغب في التجمعات العربية، ومثلما اعترف مفتش عام الشرطة، كوبي شبتاي، في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الشرطة يدها قاصرة في معالجة هذه الأحداث.

إخفاق السائقين كان مكتوباً بأحرفٍ كبيرة بارزة. الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبات في تجنيد سائقين عموماً في السنوات الأخيرة، والشباب يفضّلون الذهاب إلى وحداتٍ أخرى. لأجل ذلك يعتمد الجيش الإسرائيلي، عبر وزارة الأمن في الروتين وفي الطوارئ، على شركات نقل تعتمد بدورها على سائقين هم في الأغلب من الوسط العربي.

المعطيات التي قدّمها اتحاد سائقي الشاحنات والقاطرات للجيش الإسرائيلي كانت تفيد بأن 50% من إجمالي سائقي الشاحنات الثقيلة هم عرب، وأكثر منهم هم سائقو الباصات. وهؤلاء، كما كشفنا، لم يلتحقوا بعملية “حارس الأسوار”.

رئيس الاتحاد غابي بن هروش مثُل عدة مرات في لجنة الخارجية في الكنيست وعرض المعطيات، وأشار إلى الإخفاق وحاول بلورة حل مع الجيش لكن دون فائدة. يتبين أنه في مناورة كبيرة للجيش الإسرائيلي أُجريت مؤخراً لتجنيد سائقين، فهموا حجم المشكلة عندما لم يلتحق سائقون عرب.

الحل لكل هذا يفرض تجنّد وزارات الأمن والمواصلات والمالية لبلورة خطة وطنية تقدّم حوافز للشباب ليتجندوا ليس فقط كسائقين، بل أيضاً منحهم تقديمات كي يستصدروا رخصة (قيادة) شاحنة ثقيلة. في “إسرائيل” يوجد نقصٌ عام في هؤلاء السائقين والتشديد هو على سائقين يهود لمهام طوارئ في معركة وبالتأكيد في معركة متعددة الساحات.

مفوض شكاوى الجنود السابق، اللواء احتياط إسحاق بريك، حذّر من أنّ جيش البر يمكن أن يتوقف عن التقدم في الحرب القادمة بسبب نقص الشاحنات، لا سيما بسبب نقص مئات السائقين. بريك وجّه الاتهام لرئيس شعبة اللوجستية الحالي، لكن الأمر يتعلق بمشكلة وطنية من نقص السائقين اليهود عموماً ووقعت على عتبة الجيش الإسرائيلي.

العِبرة المركزية من “حارس الأسوار” هي أن مشكلة “إسرائيل” في المواجهة القادمة ليست يحيى السنوار، بل الأمن الداخلي مع العرب. في مواجهة حماس، الجيش الإسرائيلي عرف وسيعرف كيف يتعامل معها، وكذلك مع حزب الله، لكن في خضم تمرد داخلي هذا سيكون صعباً وخطيراً.

تخيّلوا فرقة تريد أن تصل إلى الحدود الشمالية أو إلى غزة والسائقون لا يأتون أو أنهم يتوقفون على الطريق الرئيسية نتيجة أعمال شغب؟

الجيش الإسرائيلي اقترح إقامة حرسٍ وطني من الاحتياط يساعد الشرطة في الطوارئ ويكون تحت قيادتها لمعالجة أعمال الإخلال بالنظام، مع التشديد على فتح الطرق في الشمال والجنوب. هذا المقترح، الذي طُرح فور انتهاء العملية (حارس الأسوار) قبل شهرين، بقي في الدُرج.

رئيس الحكومة نفتالي بينيت، وكذلك وزير الأمن بيني غانتس ووزير الأمن الداخلي عومر بَر ليف، لم يجدوا الوقت لبحث الموضوع.

هذان الموضوعان مرتبطان ببعض ويستلزمان حلًّا سريعاً – لا أحد يعلم متى تندلع الحرب القادمة وإجراءات التأهيل للسائقين وإقامة أُطر الاحتياط طويلة، لكن لسببٍ ما ليسا على رأس اهتمامات صنّاع القرار أو ربما ينتظرون لجنة التحقيق القادمة.

* المصدر : الميادين نت
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع