إنهيار العلاقات السعودية الإماراتية.. إنها لعنة اليمن
السياسية :
يتوقف المراقبون كثيرا امام الخلاف الذي نشب بين السعودية والامارات، بعد ان رفضت الاخيرة، الاتفاق الذي توصلت اليه السعودية وروسيا برفع الانتاج النفطي تدريجيا في اجتماع “اوبك +” الاخير، وطالبت بزيادة حصتها في اوبك بمعدل 600 الف برميل، وهو ما أدى الى افشال الاتفاق السعودي الروسي، على انه السبب الابرز الذي ادى الى توتر العلاقات بين “الحليفين الاستراتيجيين”!.
رغم انه لا يمكن انكار دور الاقتصاد والمصالح الاقتصادية، في تعزيز وكذلك في تهديد العلاقات بين الدول، الا ان هذا العامل ورغم اهميته، الا انه ما كان ليكون سببا في الانتكاسة التي ضربت العلاقات بين السعودية والامارات، البلدان اللذان دخلا في العديد من المغامرات سوية، بدءا من العدوان على الشعب اليمني، ومرورا بحصار قطر والتهديد بغزوها، وانتهاء بالتطبيل للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي والتهجم على الشعب الفلسطيني ومقاومته، لولا وجود اسباب اخرى عديدة ومتراكمة، حاول البلدان التستر عليها قدر الامكان خوفا من انهيار تحالفهما في اليمن، الا انها انكشفت وبشكل فاضح ، بعد “قشة” حصص الانتاج، التي قصمت ظهر العلاقات السعودية الاماراتية.
الاسباب التي مرّ من امامها البعض مرور الكرم، والتي لعبت دورا في تردي العلاقات بين الرياض وابوظبي، منها الطبيعة الشخصية لمحمد بن سلمان ولمحمد بن زايد، فكل منهما يسعى الى ان تكون بلاده مركزا تجاريا رئيسيا للاقليم، وهذا ما يفسر التنافس الشديد بين ابن سلمان وابن زايد على السيطرة على جزر وموانىء والممرات المائية الاستراتيحية في اليمن، وهو تنافس ظهر جليا، عبر دعم كل دولة لمرتزقتها داخل اليمن، السعودية دعمت جماعة الهارب عبدربه منصور هادي ، بينما الامارات دعمت الانفصاليين الجنوبيين، وهو التنافس الذي افشل جميع الاتفاقيات التي تم التوصل اليها لوقف القتال بين مرتزقة السعودية ومرتزقة الامارات في اليمن.
الامارات ومن اجل الاحتفاظ على ما حققته من مكاسب في اليمن ، عبر وضد يدها على العديد من الجزر والموانىء والممرات المائية، اعلنت انسحابها من تحالف العدوان على اليمن، وتركت السعودية وحيدة، والتي ردت على الامارات من خلال التقارب مع قطر، وهو تقارب استفز الامارات كثيرا، حيث شعرت ان هناك اندفاعا سعوديا غير مبرر نحو قطر.
كما ردت السعودية خلال الايام القليلة الماضية باشكال مختلفة على الامارات، منها تهديدها الشركات العالمية متعددة الجنسيات، بقطع العقود معها إذا لم يكن مقرها الرئيسي في الرياض، وهو ما فهم منه انه هجوم يستهدف دبي، المركز التجاري للإمارات، كما حاولت استفزاز الامارات عبر منع السفر اليها بذريعة تفشي وباء كورونا، واستضافة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على قناة “العربية” السعودية.
الخلاف الاماراتي السعودي ظهر ايضا من خلال تنافس البلدين في تقديم فروض الطاعة ل”الاسرائيلي” والتطبيع والتقارب معه، وكذلك التنافس بينهما على شراء احدث الاسلحة الامريكية والغربية من اجل كسب ود الادارات الامريكية والحكومات الغربية عبر صفقات الاسلحة.
من الواضح ان الخلاف الاخير بين الامارات والسعودية حول حصص الانتاج في اوبك، سوف لن يكون خلافا عابرا، نظرا لشخصية ابن سلمان وابن زايد، فكلاهما سيتمسكان بموقفهما، الامر الذي قد يدفع ابن زايد، الى الانسحاب من منظمة اوبك، التي يرى فيها اداة بيد منافسه محمد بن سلمان.
العديد من المراقبين يعتقدون ان انهيار العلاقات الاستراتيجية بين السعودية والامارات ، وبالذات بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، سببه الرئيسي هو لعنة اليمن المظلوم، الذي استضعفاه ابن سلمان وابن زايد، وشنا عليه عدوانا غاشما دون اي مبرر، فقط لاستشعارهما بفائض قوة، وبدعم الغرب والكيان الاسرائيلي لهما، وهذه اللعنة ستطارد ليس فقط ابن سلمان وابن زايد، بل كل الذي شاركوا في محاصرة وقتل وتجويع الشعب اليمني.
* المصدر : قناة العالم الإخبارية