الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على موعد لقاء مرتقب بنظيره الأمريكي في جولته الأوروبية التي حدد الأخير هدفها قائلا: “رحلتي إلى أوروبا هي فرصة لأمريكا لتعبئة ديمقراطيات العالم أجمع” وذلك في خطوة يبدو أنها لمواجهة أي تقارب صيني-روسي.

وبعد نحو خمسة أشهر على وصوله إلى البيت الأبيض، بدأ بايدن الأربعاء جوله إلى أوروبا تستغرق ثمانية أيام، محطتها الأولي بريطانيا، وسويسرا (جنيف) محطتها الأخيرة ويختم زيارته بقمة يعقدها مع نظيره الروسي.

وستقوده جولته هذه إلى بروكسل مقر الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي كما قادته إلى قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في كورنوال.

بالنسبة للرئيس الأمريكي الجديد، تعتبر الرحلة “فرصة لأميركا لتعبئة ديمقراطيات العالم أجمع”، فيما قالت الناطقة باسمه جين ساكي أن الرئيس “يستعد لها منذ خمسين عاما”. وذلك في إشارة إلى الحياة السياسية الطويلة لجو بايدن.

غير أن سوزان مالوني من معهد بروكينغز للأبحاث ومقره واشنطن، أوضحت للوكالة الفرنسية،  أن الأوروبيين “سيتلقون هذه الكلمات المطمئنة مع بعض التشكيك”، موضحة أن “استعداد بايدن لإعادة الاتصال بهم يجب أن يتغلب ليس على ندوب السنوات الأربع الماضية فحسب بل وعلى الأسئلة العالقة حول صحة الديمقراطية الأمريكية”.

وتعد هذه أول زيارة رسمية لجو بايدن إلى أوروبا بعد خمسة أشهر عن توليه منصب رئيس الولايات المتحدة.

ولعلّ مهمة “تصحيح” المسار أبرز ما ينتظره الحلفاء الأوروبيون من هذه القمة. فهم في حالة  خيبة أمل من الإدارة الأمريكية السابقة. الأسباب في ذلك متعددة لعلّ أبرزها ملف الرسوم الجمركية والانسحاب من المعاهدات الدولية.

وكتب بايدن في مقال رأي نشر في صحيفة واشنطن بوست “هل ستثبت التحالفات والمؤسسات الديمقراطية التي شكلت جانبا كبيرا من القرن الماضي قدرتها على مواجهة التهديدات والعداوات في العصر الحديث؟ أعتقد أن الإجابة هي نعم. لدينا فرصة لإثبات ذلك هذا الأسبوع في أوروبا”.

ويتوقع أن تركز المحادثات مع الاتحاد الأوروبي على روسيا والصين وزيادة مساهمة دول الحلف في تكاليف الدفاع المشترك وهي القضية التي لا ينتظر أن تشهد تحولاً في الموقف الأمريكي.

 قمة بايدن- بوتين

أما الاجتماع المنتظر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين المزمع عقده في 16 من الشهر الجاري في جنيف، فهو يعدّ تتويجا للرحلة، لا سيما في ظل وجود قضايا ساخنة وشديدة التعقيد بين الجانبين، على رأسها ملف أوكرانيا وبيلاروسيا ومصير المعارض المسجون أليكسي نافالني والهجمات الإلكترونية.

ويصرّ البيت الأبيض الذي يطلق بالتناوب رسائل تصالحية وتحذيرات على أن سقف توقعاته منخفض، وأن هدفه الوحيد المطروح في جعل العلاقات بين البلدين أكثر “استقرارا وقابلية للتكهن” بتطورها. لكن هذا ما “لا يريده” بوتين كما يتوقع الدبلوماسي الأميركي ألكسندر فيرشباو، الرجل الثاني السابق في الحلف الأطلسي.

ولم تنشر الرئاسة الأمريكية سوى القليل من التفاصيل عن هذا اللقاء. وقد ألمحت فقط إلى أنه وخلافا لما حدث مع دونالد ترامب في هيلسنكي في 2018، لا يشمل برنامج العمل عقد مؤتمر صحافي مشترك بين الرجلين.

وقبل بضعة أيام من القمة المرتقبة بين زعيمي البلدين، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يأمل أن يكون نظيره الأمريكي جو بادين “أقل اندفاعا” في تصرفاته من سلفه دونالد ترامب.

وستشكل القمة مع بوتين، المقرر عقدها في 16 يونيو الجاري في جنيف، تتويجا للرحلة الأولى التي يُجريها بايدن إلى الخارج في وقت يواجه صعوبات في بلده على خلفية توتر في معسكره.

ووصف بوتين في مقابلة مع قناة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، نظيره الأمريكي بايدن بأنه شخص “محترف” قضى حياته في مجال السياسة، قائلا أيضا إن ترامب “شخص موهوب” و”استثنائي”.

وقال بوتين في المقابلة “آمل كثيرا، نعم، في أن (…) لا تكون هناك أي تحركات قائمة على الاندفاع من جانب الرئيس الأمريكي الحالي”.

وأوضح بوتين في المقابلة “آمل كثيرا، نعم، في (…) ألا تكون هناك أيّ تحرّكات قائمة على الانفعال من جانب الرئيس الأمريكي الحالي”.

وأضاف “أرى أن الرئيس الأميركي السابق ترامب شخص استثنائي وموهوب …وشخصيته لافتة. قد يحبه الشخص أو لا يحبه. لكنه لم يكن ينتمي إلى النظام المؤسساتي الأمريكي”.