تحركات مبشرة حول الأزمة اليمنية! أنصار الله القوة الصاعدة تفرض شروطها
د. فضل الصباحي*
غطاء دولي مقيت بداء ينقشع عن سماء اليمن الذي يعيش أكبر كارثة انسانية في العالم.
6 سنوات من الحرب لم تكسر إرادة الشعب اليمني، لكن اليمن لا يزال مسرحًا مفتوحًا للكثير من التجارب وتصفية الحسابات بين القوى الدولية، والإقليمية، وكل دولة لها أجندتها التي وجدت صعوبة كبيره في تطبيقها خاصة مع شعب يصعب توقع ردت فعله، وأين ومتى يزلزل الأرض تحت أقدام الطامعين، والغزاة!
التحركات الأخيرة التي تحتضنها سلطنة عمان، تسير في الاتجاه الصحيح، والتي تهدف إلى التقريب بين الأطراف في النقاط الخلافية، وتتمثل في تلبية جزء من متطلبات حكومة صنعاء وهو الفصل بين العمل الإنساني والسياسي، ويشمل فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، وتلبية متطلبات التحالف بحسب المبادرة السعودية والتي تتضمن وقف إطلاق النار بشكل دائم او مؤقت، يتبعها الهدنة الدائمة التي تعتبر مقدمة للسلام الشامل.
تصريحات مبشرة…
تصريحات الناطق الرسمي باسم حركة أنصار الله محمد عبد السلام مختلفة هذه المرة يتحدث عند عودته من سلطنة عمان وهو في مطار صنعاء عن التقارب والتعاون وتبادل المصالح مع السعودية، تصريحات تحمل الكثير من التفاؤل المبني على نتائج ملموسة تم الترتيب لها بين حكومة صنعاء والسعودية، بوساطة عمانية أمريكية روسية، أوروبية، ومن نتائجها البدء بفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة قريبًا كبداية للتمهيد لوقف (إطلاق النار) والتمهيد للعملية السياسية الشاملة، ولا يتضمن ذلك انسحاب قوات صنعاء من الأراضي السعودية، ولا انسحاب القوات السعودية من داخل الأراضي اليمنية؛ لأن ذلك يتطلب (صدور قرارًا واضحًا وصريحًا من مجلس الأمن يتضمن وقف الحرب، وكافة العمليات العسكرية في اليمن، والسعودية) مع اخذ الضمانات الكافية التي تحمي كافة الأطراف من أي اختراقات أو تجاوزات، وأي دولة تقوم بعد ذلك بأي عمل عدائي ضد الدولة الأخرى تتحمل نتائج فعلها أمام القانون الدولي ومجلس الأمن، والعالم.
أفول حكومة هادي وصعود قوى جديدة..
حكومة الرئيس اليمني هادي: ترسل وزير خارجيتها إلى عمان وروسيا للتوسط حول السلام والمصالحة، وتقديم عروض مغرية لحكومة صنعاء بشرط بقاء هادي رئيسًا حتى خروجه مع عائلته للإقامة في روسيا بحسب التسريبات الصحفية، وفي نفس الوقت تتخوف حكومة هادي من فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة؛ لأن ذلك سوف يقرب وجهات النظر بين صنعاء والرياض وهذ من شأنه أن يبطل السحر الذي وضعوه على طاولة التحالف.
المتغيرات الأخيرة سوف تُزيح الرئيس هادي وجماعته من المشهد السياسي، وتتربع على الحكم والسلطة قوى جديدة هي جماعة أنصار الله القوة الصاعدة بقوة في شمال اليمن، ويشاركها في الحكم وبناء الدولة القوى التقليدية السابقة، حزب المؤتمر صاحب الخبرة الطويلة في إدارة الدولة وحزب الإصلاح في حال تخلى عن التطرف وأصبح حزبًا يمنيًا خالصًا.. في جنوب اليمن تسير الأحداث في صالح المجلس الإنتقالي الجنوبي، ويحتاج إلى ضم جميع القوى الجنوبية معه من أجل التفاوض مع سلطة صنعاء حول شكل الدولة اليمنية القادمة.
هذه هي حركة التاريخ، وقوانين المجتمع إنهيار دولًا وصعود جماعات ودولًا جديدة، والمجتمع الحضاري هو الذي يستفيد من كل التجارب، ويوحد الجهود نحو التنمية والتطور والنهضة، بعيدًا عن الفرقة والتمزق والإقصاء الوطن يتسع للجميع…
* المصدر : رأي اليوم
* المادة التحليلية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع