السياسية: متابعات

تتزامن الذكرى الـ73 للنكبة اليوم، مع ما تشهده غزة والقدس المحتلة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة من عدوان إسرائيلي في مقابل خذلان عربي، يتكرران منذ ما قبل تاريخ 15 مايو 1948.

و يوافق اليوم الذكرى الـ73 لحدوث نكبة فلسطين، في 15 مايو 1948، حيث طُرِد شعب كامل من أرضه، وهُجّر كذلك داخلها، ليحل محله وفي بيوته ذاتها مجموعة من البشر الذين اسُتجلبوا من أنحاء متفرقة من الأرض، تحت حماية الانتداب البريطاني والعصابات المسلحة، دون أن تكون لهم لغة واحدة حتى، ولا يجمعهم سوى انتماؤهم إلى الدين اليهودي، الذي جيّرته الحركة الصهيونية، مستغلّةً إياه لمآرب سياسية تتمثل في إقامة دولة على أرض الغير، بحجة أنها “أرض الميعاد”.

لكن ذكرى النكبة تحلّ هذا العام مع شواهد إضافية على جرائم هذا الاحتلال الوحشيّ، حيث يواصل لليوم السادس اعتداءه على الشعب الفلسطيني جوّاً في غزة، مما تسبب بمقتل عشرات الفلسطينيين وجرح نحو ألف شخص، بالإضافة إلى مواجهات مستمرة بين الفلسطينيين والمستوطنين في الضفة الغربية والداخل المحتل.

في هذا السياق، دعا “أبو عبيدة”، الناطق العسكري باسم كتائب القسّام، جماهير الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وغزة والأراضي المحتلة عام 1948 والشتات، للالتحام والاشتباك مع جيش العدو الصهيوني في كل الساحات والميادين.

وقال في رسالة له عبر قناته على “تلغرام”: “لتصنع جماهير شعبنا الكابوس الذي طالما أرّق الصهاينة؛ وهو الاشتباك معهم في كل الساحات والميادين وتدفيعهم ثمن اغتصابهم لأرضنا”.

وتوجه “أبو عبيدة” في وقت سابق بالتحية إلى أبطال الضفة الغربية المحتلة، في رسالة أخرى قال فيها: “يا أبطال الضفة وأحرارها، بوركت سواعدكم وتحيةً لثورتكم، ولتشعلوا الأرض لهيباً تحت أقدام الاحتلال”.

بدورها، قالت لجان المقاومة في فلسطين إنه “في ذكرى النكبة الـ73 تأتي إنتفاضة شعبنا في كافة أرجاء فلسطين لتصفع كل من راهن على طمس قضيتنا وتذوبب هويتنا الوطنية”.

ودعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان في ذكرى النكبة “قيادة السلطة ومنظمة التحرير إلى موقف سياسي داعم للمقاومة يوفر الحماية لشعبنا”.

ولفتت إلى أن “ذكرى النكبة فرصة لتوحيد رسالتنا إلى العالم بالتمسك بحقوقنا ومقاومة “صفقة القرن” بجميع عناوينها”.

بعد 73 عاماً، تُرسّخ المقاومة الفلسطينية قواعد اشتباك جديدة، مؤكدة أن زمن الانتهاكات الصهيونية قد ولى. فها هي قضية حي الشيخ جراح تعيد إلى الذاكرة إجبار الفلسطينيين على التخلي عن أرضهم وبيوتهم ليحتلها هذا الكيان الذي بنى “هويته” على دماء الفلسطينيين.

فلم يهادن أهل الحيّ، ولا المقدسيين ككل، ولا الفلسطينيين، ولا حتى كلّ أحرار العالم. الحيّ المحاصر الذي يلتمّ أهله بعضهم على بعض، متكاتفين ومتئازرين لمنع الاحتلال من سلب بيوتهم. وها هم الفلسطينيون يحيون ذكرى اليوم، تحت مبدأ أن فلسطين كُلّ واحد، من البحر إلى النهر، وكل الأحداث الأخيرة في الداخل المحتلّ كانت شاهدة على ذلك، وتدحض زعم من قالوا إن “فلسطينيي الداخل تخلوا عن أرضهم”.

قضية حي الشيخ جراح كانت الشرارة الأولى، وبعدها اعتداء المستوطنين على المسجد الأقصى، ما أدى إلى تحرّك فصائل المقاومة في غزّة للدفاع عن القدس و”الأقصى” بعمليات نوعية تحت اسم “سيف القدس”.

إذ قال الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن نحو 200 صاروخ أطلقت من قطاع غزة منذ السابعة من مساء أمس. وأمطرت المقاومة الفلسطينية بالصواريخ مواقع ومستوطنات إسرائيلية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة وقصف المدنيين.

واستهدفت المقاومة مطار بن غوريون أكثر من مرة، فيما دعا الناطق العسكري في حركة حماس شركات الطيران العالمية إلى وقف رحلاتها إلى أي مطار في نطاق جغرافيا فلسطين المحتلة، وذلك بعد أن قصفت كتائب “القسّام” بصاروخ “عيّاش” مطار “رامون” الصهيوني، وهي المرة الأولى التي يُستخدم فيها هذا الصاروخ الذي يبلغ مداه 250 كيلو متراً.

بالإضافة لمهاجمة كتائب القسام إحدى طائرات “شهاب” الانتحارية مصنع الكيماويات في “نير عوز”.

ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لليوم السادس على التوالي، من البر والبحر والجو، وآخر المجازر وقعت لعائلة أبو حطب في مخيم الشاطئ، حيث أفاد مراسل الميادين بأنه تم انتشال طفلين شهيدين من تحت الأنقاض، ليرتفع إلى 10 عدد شهداء هذه العائلة.

وتستمر التظاهرات والمواجهات مع قوات الاحتلال، في كل من القدس والضفة الغربية والداخل المحتل، إحياءً ليوم النكبة وتضامناً مع القدس وغزة.

واستهدف جيش العدو الإسرائيلي اليوم السبت برجا يتكون من 13 طابقا في قطاع غزة يضم مكاتب شبكة الجزيرة القطرية ووكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية للأنباء. وأكدت قناة الجزيرة عبر تويتر أن مكاتبها موجودة في هذا المبنى ونقلت مباشرة مشاهد لانهياره وسط سحابة كثيفة من الغبار. كما أكد جون غرامبل الصحافي في الوكالة الأمريكية على تويتر انهيار مكاتب “إي بي”. ولم يعلق جيش العدو الإسرائيلي على هذه المعلومات.

وتحطمت مكاتب شبكة الجزيرة القطرية بالإضافة إلى مكاتب وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية إثر ضربة جوية إسرائيلية على غزة. وأفاد الصحافي في الوكالة الأمريكية “إي بي”، جون غرامبل، عبر تغريدة بصحة الخبر، بينما نقلت قناة الجزيرة مشاهد مباشرة أثناء انهيار البرج.

وكتب غرامبل على تويتر أن “ضربة إسرائيلية دمرت البرج الذي يضم مكاتب ‘إي بي’ في مدينة غزة”. وكان كتب قبيل ذلك “حذر الجيش مالك البرج حيث مكاتب ‘إي بي’ من أنه سيُستهدف” بضربة.

وشاهد مراسلون لوكالة الأنباء الفرنسية البرج المؤلف من 13 طابق ينهار جراء ضربات صاروخية عدة. وأكدت قناة الجزيرة عبر تويتر أن مكاتبها موجودة في هذا المبنى ونقلت مباشرة مشاهد له وهو ينهار وسط سحابة كثيفة من الغبار.

وقال وليد العمري مدير مكتب الجزيرة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية لوكالة الأنباء الفرنسية “هذه جريمة تضاف إلى الجرائم الإسرائيلية، من الواضح أن هناك قرارا (إسرائيليا) ليس فقط بنشر الدمار والقتل وإنما بإسكات الصوت الذي ينقله وهذا مستحيل”.

وقبيل استهداف المبنى قال صاحبه جواد مهدي في تصريحات للصحافيين من أمام المبنى أن ضابطا في جهاز المخابرات الإسرائيلية أبلغه في اتصال هاتفي بضرورة إخلاء البرج خلال ساعة من الاتصال.

ومع اقتراب المهلة من الانتهاء اتصل مهدي بضابط المخابرات مرة أخرى أمام الصحافيين وطلب منه تمديد المهلة لعشر دقائق إضافية قائلا “اعطنا عشر دقائق ليذهب أربعة شبان بدروع صحافية لإحضار معداتهم، هم ليسوا مخربين”.

وبعد رفض الضابط تمديد المهلة، تم قصف المبنى بعد وقت قصير بعدة صواريخ من الطائرات الحربية الإسرائيلية. واتصلت وكالة الأنباء الفرنسية بالجيش الإسرائيلي فلم يشأ التعليق على هذه المعلومات.

وفي وقت سابق، غرد فارس أكرم مراسل وكالة “أسوشييتد برس” في غزة أن “قنابل قد تسقط على مكتبنا. لقد هرعنا إلى السلالم من الطبقة الحادية عشرة وننظر حاليا إلى المبنى من مكان بعيد”.

من جانبها، توعدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بالرد وقالت في بيان “بعد قصف البرج المدني في غزة، على سكان تل أبيب والمركز أن يقفوا على رجل واحدة وينتظروا ردنا المزلزل”.

ويستمر التصعيد العنيف بين إسرائيل وحركة حماس منذ الاثنين.

وأشارت آخر حصيلة للسلطات الفلسطينية مساء الجمعة إلى سقوط 139 قتيلا بينهم 39 طفلا وإصابة ألف في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.

في المقابل، اطلقت الفصائل الفلسطينية المسلحة أكثر من 2300 صاروخ على إسرائيل منذ الاثنين، ما أسفر عن تسعة قتلى بينهم طفل وجندي وأكثر من 560 جريحا.

وكالات