رسائل محور المقاومة.. معادلة جديدة تردع قوى العدوان
السياسية – تقرير: محمد الطوقي
معادلة جديدة فرضت نفسها اليوم في مواجهة العدوان الصهيوني- الأمريكي على دول محور المقاومة عنوانها أن هناك تثبيت لقواعد توازن القوى في المنطقة يخطها هذا المحور في اتجاه رسم مشهد جديد قد تؤدي بالكيان الصهيوني إلى الزوال.
فما شهدته تطورات الأحداث الأخيرة ضد المصالح الصهيونية والأمريكية في المنطقة وبعمق الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي يمكن وصفها بالمفصلية برهنت على أن قوى المقاومة استطاعت، بردها العسكري في أكثر من جهة إيجاد قواعد جديدة بأن أي اعتداء لن يمر دون رد، وأن زمن التعديات الصهيونية لن يمر مرور الكرام من قبل محور المقاومة.
والتعبير عن هذه المعادلة الجديدة ظهرت ترجمتها بالأمس القريب فكان الصاروخ السوري الذي اخترق أجواء فلسطين المحتلة وأثبت قدرته على الوصول إلى أخطر بقعة في أرض فلسطين إلى النقب جنوبا، حيث المفاعل النووي الصهيوني “ديمونا” رسالة واضحة تبشر ببداية تغيير في قواعد الاشتباك وأنّ الرد سيكون عميقاً وموجعاً للإسرائيليين في حال أرادت تل أبيب ممارسة أي تصعيد.
كما شكل هذا الصاروخ السوري رسالة للعدو الصهيوني أن هذا الاختراق والاحتراق الكبير هو رسالة واضحة على أن أكثر المناطق أمنية في كيان الاحتلال غير آمنة وأن الغطرسة والقوة الإسرائيليّة مجرد وهم وسريعة التأكل أمام القدرات السورية التي هي جزء من قوة محور المقاومة والتي لم يعرف عنها العدو أي شيء.
وتأتي حادثتي تدمير المشروع السري لمنشأة تومر الصاروخية الواقع قرب مدينة الرملة المحتلة والقريبة من القدس العربية المحتلة وتسرّب الأمونيوم في حيفا كدليل آخر على جدية قوى المقاومة على الوصول إلى عمق الكيان الصهيوني.
إيران بدورها بعثت برسائل ميدانية إلى القوات الأمريكية في المنطقة وتحذيرها من أية مغامرة عدوانية ومن هذه الرسائل إسقاط مسيرة أمريكية حاولت خرق المجال الجوي الإيراني جنب إيران في منطقة كوهي مبارك في محافظة هرمز كان.
وكذلك إنزال طائرة أمريكية مسيرة والإطلاع على ميزاتها الفنية والاستفادة من تقنياتها وهذا أمر غير مسبوق ويشكل أكثر من رسالة عن قوة إيران واستعدادها للتصدي لأي عدوان.
أما في العراق فقد تعرض العدو الصهيوني إلى ضربة ضد وكر تجسس في شمال العراق، وبالتحديد في مدينة أربيل حيث يقيم العدو الصهيوني ومنذ عشرات السنين مركزا تجسسيا كبيرا يستهدف كل دول المنطقة. وأصابت العملية مركز التجسس الصهيوني وتم قتل ثلاثة ضباط من الموساد الصهيوني.
وهنا كانت الرسالة اليمنية العملية عبر هجوم دكّ قاعدة الملك خالد الجوية بالطائرات المسيّرة، والتي أظهرت طبيعة التفوق العسكري للجانب اليمني وما وصلت إليه القدرات العسكرية من التخطيط والتكتيك وتحديد الهدف بدقة.
والمؤكد أن رسالة الجيش اليمني ولجانه الشعبية وصلت سريعاً، وأكملت مشهد الردع بشكلٍ واضحٍ في معادلة تقوم على مواجهة تحالف العدوان كعنوانٍ للمرحلة المقبلة ضمن إطارٍ رسمته المقاومة ومحورها.
وعليه فإن الإحداث الأخيرة تحمل رسالة المقاومة، وهى أن عهد ضبط النفس مقابل الاعتداءات الإسرائيلية، قد انتهى، بل إن المقاومة جاهزة لضرب الكيان الصهيوني في عمقه الأمني ضمن إستراتيجية ردع متوازنة تعتمد الرد على القصف بالقصف، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تشكل مانعاً للعدو الصهيوني عن تكرار اعتداءاته على دول المحور.
وأكدت أن قدرات محور المقاومة أوجدت مستوى جديدا من توازن القوى في المنطقة وجعلت الكيان الصهيوني يعي بأن عليه أن يدفع ثمن أعماله العدوانية.
كما أكدت جهوزية المقاومة وحضورها في أي وقت لمواجهة مخططات العدو واعتداءاته وافهمته ان أي اعتداء على المقاومة لن يمر من دون رد وعقاب وسيكون الرد عليه صعباً وقوياً وستغير المعادلة من الآن فصاعداً، وستفرض المقاومة معادلة الرعب على الاحتلال الصهيوني.
مراقبون أجمعوا أن هذا التطور في المعادلة الجديدة، يخلط الأوراق ويعيد تحالف العدوان الصهيوني – الأمريكي الى نقطة الصفر في حساباته، وأي اعتداء يفكر بها العدوان ستكون مكلفة وستفتح أبواب النار عليه من كل إتجاه، منوهين الى أن جوهر قرار الرد الذي اتخذ من قبل جميع مكونات محور المقاومة من فلسطين الى لبنان فسوريا فالعراق واليمن وصولا لإيران هو رسالة واضحة تؤكد وحداوية هذا المحور وأنه أصبح جسدا واحدا ولا يمكن الفصل بين مكوناته لا من حيث الفعل أو ردود الفعل وعلى امتداد رقعته الجغرافية.