السعودية .. والبحث اليائس عن حل للحرب على اليمن
السياسية: المحرر السياسي
مع دخول العدوان على اليمن عامه السابع وما أفرزته السنوات الست الماضية من مآسٍ وضحايا وتدمير، لا يبدو أن هناك بوادر تلوح في الأفق أو فرصة ولو ضئيلة لتحقيق السلام في اليمن، ليبقى الخيار العسكري هو الأقوى والسائد على الساحة حتى اللحظة.
الشيء الملفت، أن العمليات العسكرية التي يشنها تحالف العدوان منذ بدء الحرب تحت مسمى عاصفة الحزم، ومن ثم إعادة الأمل، لم تحقق أي شي مما هدفت إليه بفضل صمود الجيش واللجان الشعبية وإلى جانبهما الشعب اليمني، ذلك ما أحبط أهداف ومؤامرة دول العدوان في السيطرة على اليمن ومقدراته وثرواته وتجزئته إلى كيانات ضعيفة والتحكم بموقعه الجيو سياسي المتميز.
انكشفت أهداف ومرامي السعودية وبقية دول التحالف الأمريكي السعودي في حربها على اليمن وبرزت الأهداف التي كانت مخفية وغير معلنة، واتضح ذلك جلياً في ذهاب السعودية بقواتها العسكرية إلى محافظتي حضرموت والمهرة، البعيدتين عن ساحة الصراع والحرب فضلاً عن تركيز الإمارات على السواحل والجزر اليمنية.
لكن منطق الأحداث ووقائع سير العمليات العسكرية، جاء على عكس ما تتمنى دول العدوان بتهيؤ الجيش اليمني واللجان الشعبية للدخول في معركة النفس الطويل لإنهاك العدو واستنزاف قدراته على مختلف المسارات، وهو ما حدث بالفعل، فطول المدة الزمنية للمعركة أنهك السعودية وحلفائها واستنزف مقدراتها المالية والعسكرية بعد أن زعمت في الأسبوع الأول من العدوان أنها عملية عسكرية خاطفة ستنتهي خلال أسابيع، وظنت بغرور المال والسلاح أنها ستخوض حرباً لا هزيمة فيها.
حالياً بات واضحا للعالم كله أن السعودية وبقية دول العدوان أصبحت في مأزق حقيقي بعد مضي ست سنوات من المواجهة ومن خلال مرتزقتها وسلاحها وإمكانياتها المالية لم تحقق أي شيء يٌذكر على الميدان، وبدأت الهزيمة ماثلة للعيان وأصبح بحكم المؤكد أن السعودية وبقية دول التحالف ستخرج من الحرب بهزيمة ساحقة.
وفي الآونة الأخيرة، أخذت السعودية تستجدي دول العالم، لمساعدتها في البحث عن حل سياسي يمكنّها من الخروج من حربها العدوانية على اليمن وشرعت في البحث عن تسوية تحفظ لها ولو جزء بسيط من ماء الوجه، لكن دون جدوى وعليها أن تتحمل مسؤولية ما أقدمت عليه حتى النهاية.