السياسية – مركز البحوث والمعلومات: زيد المحبشي

 

بعد ثورة 21 سبتمبر 2014 زادت المخاوف الصهيونية من سيطرة حركة “أنصار الله” على اليمن المتحكم بـ “باب المندب”، وتحويلها الى ساحة جديدة لمحور المقاومة والممانعة، وما يشكله ذلك من خطر وجودي على دولة الكيان الغاصب، ما دفعهم إلى التنسيق اللوجستي والاستخباراتي مع السعودية والإمارات في حربهما الإجرامية ضد اليمن، وتدريب مرتزقة التحالف العبري بإرتيريا، ومد تحالف العار السعودي الإماراتي بالأسلحة الفتاكة لقتل اليمنيين، كما حدث في فج عطان، والمساعدة في احتلال الجزر والمدن الساحلية اليمنية.

ولم يكن الانخراط الصهيوني المبكر في عاصفة الإثم والعدوان بمستغرب، بالنظر الى ما تمثله اليمن من أهمية جيواستراجية في جنوب شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي وباب المندب والبحر الأحمر، كما أن تنامي وجود حركة أنصار الله في اليمن، وما تمثله من نفس كربلائي مقاوم، وموقف عربي مؤيد وداعم للقضية الفلسطينية كان له وقع الصاعقة في الحسابات الصهيونية، ولذا وجدت تل أبيب في عاصفة الخزي والعار متنفساً للتخفيف من كابوس تسونامي  الأنصار الصاعد، وفرصة ذهبية للتقرب من دول المنطقة واحتوائها وإقناعها بالانخراط في مهزلة التطبيع، وبصورة خاصة السعودية، لما تمثله من رمزية دينية وثقل في العالم العربي والإسلامي.

وفتحت اتفاقية السلام مع الإمارات، للكيان الصهيوني نهجاً من النوع الذي لم تشهده من قبل في البحر الأحمر، لا سيما فيما يتعلق بتحقيق الحلم القديم المتمثل في تهويد البحر الأحمر وإحكام السيطرة على مدخله الجنوبي، ولم تكن أميركا بعيدة عن كل ما يجري في المنطقة ما دامت مخرجاتها تصب في صالح الصهاينة، وتحريك المياه الراكدة بينهم وبين العرب، وإكساب هذا الكيان اللقيط شرعية الوجود والبقاء، وتظل يمن الأنصار نقطة الفصل في تمرير المشاريع والأحلام الصهيونية، أو تلاشيها وتحطمها على صخرة الصمود والممانعة اليمنية.

صعود أنصار الله أرعبهم:

حذر الباحث الصهيوني “آرييه سيتمان” في دراسة له نشرتها مجلة “عدكون استراتيجي”، الصادرة عن “مركز أبحاث الأمن القومي” الصهيوني في النصف الأول من العام 2020، من وجود تداعيات استراتيجية خطيرة على كيانه بسبب تنامي قوة حركة “أنصار الله” في اليمن، والتي اعتبرها امتداد لإيران ومحور المقاومة، مؤكداً بأنها باتت تُمَثِّل تهديداً على كيانه الغاصب، ومبعث الخوف هو الترسانة الصاروخية لأنصار الله، والتي يمكن أن تطال مناطق داخل فلسطين المحتلة، وقد كاشف رئيس الوزراء الصهيوني “نتنياهو” الجانب الأميركي بهذه المخاوف في عدة مناسبات، أخرها أثناء الزيارة التي قام بها وزير الخزانة الأميركي “ستيفن منوشين” لتل أبيب في 28 أكتوبر2019، وناقش معه ما أسماه بـ “التحول الخطير الذي طرأ على القدرات الحوثية”.

وأكد “سيتمان” أن على كيانه مراقبة الأوضاع في باب المندب واليمن، والحيلولة دون تمكن أنصار الله من الحصول على صواريخ متقدمة، يمكن استخدامها في مهاجمة العمق “الإسرائيلي”، أو أهداف “إسرائيلية” في المنطقة.

ويرى المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، “أليكس فيشمان” أن العدوان الذي تشنه السعودية والإمارات على اليمن، يخدم مصالح إسرائيل، ويشكل فرصة ثمينة لجني ثمار استراتيجية حيوية للأمن الاسرائيلي، مضيفاً في مقالٍ له نُشِر بتاريخ 27 مارس 2015 تحت عنوان “ساعة اليمن تدق”: “إنّ اسرائيل تجد نفسها من جديد في نفس الجانب من المتراس، مع الدول المعتدلة كالسعودية، لأنّ سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة الذي يُعتبر الميناء الأهم لليمن على البحر الأحمر، مكّنهم من التحكم بخط الملاحة البحرية، وأثّر على مستوى التأهب والحراسة للسفن الإسرائيلية التي تجتاز مضيق باب المندب، وسيطرة الحوثيين على صنعاء وتمدد نفوذهم إلى المحافظات الأخرى، يعني انهيار النظام الذي يعتمد على السعودية والولايات المتحدة، وإقامة نظام جديد يعتمد على إيران، العدو اللدود لإسرائيل، ولذلك ليس من مصلحة إسرائيل أن تسيطر إيران على مضيق باب المندب”.

ولم يخفِ رئيس الوزراء الصهيوني “بنيامين نتنياهو” في أكثر من مناسبة نية كيانه المشاركة في العملية العسكرية لتحالف العاصفة لفك ما اسماه الحصار عن مضيق باب المندب، حيث قال في كلمته أمام مؤتمر رؤساء الجاليات اليهودية في أميركا الشمالية بتاريخ 16 فبراير 2015، أن اليمن بعد “سيطرة أنصار الله على العاصمة صنعاء، بات ضمن أطراف محور المقاومة”، مؤكداً بأن سيطرة ونفوذ إيران، متنامياً في العواصم العربية: دمشق، بيروت، بغداد وصنعاء.

 وأضاف في كلمة له أمام “الكونجرس” الأميركي في 3 مارس 2015 أي قبل 3 أسابيع من انطلاق عاصفة الحزم الصهيونية: “إذا حاولت إيران إغلاق باب المندب، فإنني متأكد أنها ستواجه تحالفاً دولياً، سيشمل إسرائيل بقواتها المسلحة”، مؤكداً في كلمة أمام عرض عسكري في حيفا بتاريخ 1 اغسطس 2018، أن كيانه سيشارك في العملية العسكرية لفك الحصار عن مضيق باب المندب، وهدد بالإعلان عن تحالف عسكري دولي بمشاركة قوات كيانه في حال تم إغلاق باب المندب، وتعهد بعدم السماح لإيران بالتمدد في المنطقة.

وحثت وزارة الخارجية الصهيونية في 6 نوفمبر 2017، سفرائها حول العالم على دعم موقف السعودية في حربها في اليمن، بحسب القناة التلفزيونية الإسرائيلية العاشرة.

وفي 2018 ادعى رئيس أركان الجيش الصهيوني السابق “غادي إزنكوت” في مقابلة غير اعتيادية مع صحيفة “إيلاف” السعودية، أنّ “طهران تخطط للسيطرة على الشرق الأوسط بالعمل على محورين: أحدهما يمر عبر العراق إلى سورية ومن هناك إلى لبنان، ويمر المحور الثاني عبر الخليج من البحرين إلى اليمن إلى البحر الأحمر”.

 وأوضح مسؤول كبير في البحرية الصهيونية آنذاك أن “تأسيس إيران في اليمن، ونقل أسلحة متطورة لقوات أنصار الله في المنطقة يشكلان تهديداً للسفن التجارية التي تشق طريقها إلى البحر الأحمر”.

وفي أغسطس 2019 كشفت صحيفة “الجريدة” الكويتية عن مخطط صهيوني لضرب منشآت ومواقع حساسة، قرب مضيق باب المندب، وأكدت أن جهاز “الموساد والاستخبارات العسكرية الصهيونية رصدت تحركات كثيرة، ومحاولات نقل أسلحة وقطع صواريخ ومنصات وقوارب مُسِّيرة، وطائرات مُسِّيرة إيرانية” بحسب زعمها، وأنها شاركت تلك التفاصيل مع واشنطن ودول عربية.

وكلها دعاوى ساقطة، فإيران لا وجود لها في اليمن، ولا وجود لسلاحها في اليمن، ولو كانت موجودة فهذا مبعث فخر واعتزاز، لأنها البلد الإسلامي الوحيد الذي وقف الى جانب القضية الفلسطينية منذ الأيام الأولى لقيام الجمهورية الإسلامية في إيران 1979، وحتى يوم الناس، بينما كان زعماء الخليج ولا زالوا يتسابقون على اقتناء باراهات ومواخير وكازينوهات وملاهي أميركا وبريطانيا وفرنسا، وإيران صنعت قوة عسكرية جعلت منها رقماً لم يعد بمقدور أحد تجاوزه في مسائل السلم والحرب في المشرق العربي ووسط وجنوب شرق آسيا، واليمن ليست بحاجة لسلاح إيران، فلديها من منتجاتها، من كل ما لذ وطاب بحمد الله وتوفيقه.

ومن أهم مخاوف الكيان الصهيوني من سيطرة أنصار الله على اليمن بحسب الإعلام العبري:

1 – الخوف من احتمال قيام إيران بنصب صواريخ بحر – بحر على السواحل اليمنية.

2 – تهديد حركة الملاحة الاسرائيلية في البحر الأحمر.

وقد حذرت المؤسسة الأمنية الصهيونية منذ وقت مبكر بحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت”، “شركات سفنها باتخاذ إجراءات متشددة على مستوى الحماية والتأهب عند عبورها مضيق باب المندب، وقالت ان هناك خشية من إغلاق المضيق أو التعرض للسفن الإسرائيلية بواسطة صواريخ تطلق من الساحل”.

وادعت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية أن: “قدرة أنصار الله على فرض سيطرتهم على اليمن، تمثل خطراً على الكيان الإسرائيلي وحركة المرور البحرية للدول الأخرى”.

3 – تعزيز محور المقاومة والممانعة، لأنّ اليمن سيشكل نقطة انطلاق أفضل لتسهيل حركة إيصال السلاح إلى قطاع غزة.

تدعي صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية أن: “سيطرة أنصار الله على اليمن، وفقاً للتقديرات الإسرائيلية، سيكون لها تأثير فوري في حجم تهريب السلاح الإيراني إلى مصر وغزة”، حيث سيحل اليمن محل السودان، كمحطة لنقل السلاح الإيراني المهرب إلى سيناء عبر قناة السويس أو عبر مصر، خاصة مع وجود العلاقة الجيدة التي تربط إيران مع الثورة اليمنية وحركة أنصار الله.

مكاسب الصهاينة من العاصفة:

المخاوف السابقة كان الغرض منها تعزيز مخاوف الخلايجة تجاه إيران، واستخدامهم كقاعدة انطلاق لتحجيم المقاومة الإسلامية في المنطقة، وفصلها عن إيران، وإحلال إيران كعدو بديل، وتحويل الكيان الصهيوني الى صديق حميم، وبالتالي تحريك قطار التطبيع بعد عقود من الركود والمراوحة، ما جعل من العاصفة السعودية الإماراتية العصى السحرية لإنجاز ما عجز عنه الكيان الغاصب في السبعة العقود الماضية، وبشهادة المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، “أليكس فيشمان”:فـ “الحرب التي تشنها السعودية ضد اليمن، تخدم مصالح إسرائيل، وتشكل فرصة ثمينة لجني ثمار استراتيجية حيوية للأمن الإسرائيلي، ويجب دعمها”.

وقال المستشرق اليهودي “رؤوفين باركو” أن: “ما يحدث اليوم من صراع محتدم في اليمن قد يكون فرصة لاندماج إسرائيل سراً في المخططات الجيواستراتيجية لدول المنطقة”، لكن السري الذي يتحدث عنه لم يعد سري، فإسرائيل ضيف الشرف الأول في مسلسل العاصفة منذ بدء بث حلقاته في مارس 2015، وبحسب صحيفة “معاريف” العبرية في العام 2019؛ “تتدخل إسرائيل في الحرب على اليمن بحجة الدفاع عن مصالحها في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، والحقيقة أنّ التدخل الإسرائيلي في الساحة اليمنية جاء بهدف مساعدة السعودية في تصفية الحوثيين”.

وتحدثت صحيفة “لوموند” الفرنسية في العام 2018، عن مخاضات لتحالف جديد بين أميركا وإسرائيل والخليج، سيكون مزيجاً غير مسبوق من القوة العسكرية ورأس المال وموارد الطاقة، وبحسب رئيس قسم الشؤون الدولية فيها “كريستوف عياد”، فهذه تأتي ضمن إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد، وهو بيت القصيد، وهذا بحاجة الى قراءة مستقلة.

وكعادتهم في اللعب بالأوراق المذهبية والدينية لتمرير أجنداتهم، ركزت التعليقات الصهيونية منذ اليوم لانطلق العاصفة على العوامل الطائفية والمذهبية، وجعلت من الحرب السعودية الإماراتية على اليمن، حرباً سنية – شيعية، لأنّ مخططي السياسة الإسرائيلية يعلمون جيداً أنّ ذلك له تأثيره القويّ على العقليات العربية، وليقينهم أنّ ذلك يساعد على تفتيت ما تبقَ من العرب، فإسرائيل حريصة على إيقاظ كلِّ ما من شأنه إشاعة مزيد من أجواء التوتر والتصعيد بين مكونات دول المنطقة، والعربُ في الأصل تربة خصبة لتقبل أيّ شيء يأتيهم من الخارج، والكلام للكاتب العُماني “زاهر المحروقي”.

ويكفي أن تُصيغ وسيلة إعلامية شكل الحرب القادمة، فإذا بالوسائل العربية تتلقفه وتتبناه، من هنا فإنّ الكثير من الكُتاب والمحللين الإسرائيليين يرون أنه يجب أن يكون التمدد الإيراني في سورية، والعراق ولبنان واليمن، مقدمة لـ “تبددها” دون أن يكلف الإسرائيليون أنفسهم عناء إطلاق رصاصة واحدة، وفي الوقت ذاته يسعون لأن تتورط الدول العربية في مستنقع حروب داخلية، تبدأ ولا تنتهي، كي يتسنى في النهاية فرض الوصاية الإسرائيلية على المنطقة، وتُعيد من جديد طرح شعارها القديم الجديد بأنها “واحة الأمان في غابة الخوف العربية”.

وقالت دراسة أعدها الباحثان “يوئيل جوزينسكى” و”أفرايم كام” في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، نُشرت في مستهل أبريل 2015، أن: “العمليات التي يشنها التحالف السعودي ضد حركة أنصار الله في اليمن، تحمل في طيّاتها أثراً إيجابيا على الكيان الإسرائيلي، وليس من المستبعد أن تساعد تلك العملية في صناعة مصالح مشتركة بين هذا الكيان ودول أعضاء في التحالف السعودي” وهو ما نراه اليوم بوضوح.

المشاركة العسكرية:

تنوعت مشاركة الصهاينة في عاصفة الإثم والبغي بين التخطيط والتدريب والدعم الاستخباراتي والمشاركة المباشرة في العمليات العسكرية، وكان لهم دور محوري في معارك الساحل الغربي واحتلال عدن.

فقد نقلت صحيفة “يلي” العبرية في مستهل أبريل 2015 عن رئيس سلاح الجو “الإسرائيلي” الفريق “أمير إيشيل”، أن: “سلاح الجو الاسرائيلي يشارك في قوات عاصفة الحزم بسرب من الطائرات المقاتلة من كومنز ماركوس الصاعقة لمساعدة الدول العربية للسيطرة على اليمن .. إننا نثبت الآن للعالم أن إسرائيل ليست مجرد جسد مريض بين الدول العربية بل الأخيرة تستعين بنا اليوم للتخلص من أحد أصدقائها”.

وقالت الصحيفة، أن: “على البيت الأبيض اليوم أن يعلم أن اليهود من يشاركون المسلمين في قتل أصدقائهم المتمردين عليهم وليس البيت الأبيض من يساعدهم”.

وفي النصف الثاني من العام 2015 تحدثت وسائل الاعلام نقلاً عن مصادر قريبة من الحراك الجنوبي، ان طائرة شحن اسرائيلية “بوينغ 767” نقلت اسلحة وعتاداً عسكرياً وذخائر متطورة من تل أبيب الى قاعدة العند.

وقالت القناة الاسرائيلية العاشرة، أن: “اسرائيل تُرسل ضباطها لدعم الرياض في حربها على اليمن، ..، الحوثيين حصلوا على وثائق دامغة لهذا التعاون في السفارة السعودية بصنعاء، شملت خططاً أميركية إسرائيلية لإقامة قاعدة عسكرية في باب المندب بهدف حماية مصالحهما في المنطقة،.. ، السعودية طلبت من إسرائيل سلاحاً متطوراً لمساعدتها في حربها باليمن”.

وتقوم الطائرات الاسرائيلية على الدوام بنقل اسلحة وعتاد عسكري من جزر أرتيرية الى قاعدة “الملك خالد” الجوية، التي قتل فيها قائد القوة الجوية السعودي “محمد بن أحمد الشعلان” الى جانب أكثر من 50 عسكري سعودي و20 خبيراً اسرائيلياً، وفقاً لموقع “ديبكا فايل” الإسرائيلي المعروف بقربه من جهاز الموساد الإسرائيلي.

وأكد موقع “Veterans Today” الأميركي نقلاً عن الخبير الأميركي “غوردون دوف”، أن “طائرة اسرائيلية مطلية بألوان سلاح الجو السعودي هي التي ألقت بالقنبلة النيوترونية” على جبل “نقم” بصنعاء في 20 مايو2015، مؤكدا أن “القنبلة ليست تقليدية بل هي سلاح متطور جداً وفتاك”.

وتحدثت وثيقة نشرها موقع النجم الثاقب اليمني في منتصف العام 2016 عن تعميم أصدره محمد بن سلمان، يقضي باستخدام شركة “مجال جروب فور” العبرية في تفخيخ وزرع الألغام في الحد الجنوبي مع اليمن مقابل دفع 45 مليون دولار.

وكشفت وثيقة سربتها زعيمة حزب “ميرتس” اليساري الليبرالي العبري “زهافا جال أون” عن تواجد أكثر من 100 ضابط جوي اسرائيلي في قاعدة الملك فيصل، بحسب موقع “إسرائيل بالعربية”.

وكانت السعودية قد أبرمت اتفاقاً مع الرئيس الأميركي الأسبق “أوباما” أثناء زيارته للرياض في 20 أبريل 2016 يسمح بتواجد ضباط أميركيين وإسرائيليين بالقاعدة الجوية في تبوك، اُسندت لهم مهمة إدارة عمليات القصف الجوي في اليمن، والمشاركة في الطلعات الجوية، وتنفيذ الغارات انطلاقا من قاعدة الملك فيصل الجوية.

وفي مايو 2017، كشف موقع “ليبرتي فايترز” الإخباري البريطاني عن مشاركة إسرائيل في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، بسرب من طائرات الـ F16.

ويؤكد الكاتب العبري “زفي بارئيل” في مقال مطول نُشر في صحيفة “هآرتس” في فبراير 2019، ضلوع الكيان الصهيوني في العدوان على اليمن، وشراكته في عمليات العاصفة بصورة غير رسمية، بالتنسيق مع دول التحالف وواشنطن، من خلال شركات الإنترنت الإسرائيلية، وتجار الأسلحة، ومدربو الحرب على الإرهاب، والمهاجمين المأجورين، الذين تديرهم شركة مملوكة لإسرائيل.

ونشرت صحيفة “الخليج أونلاين” في سبتمبر 2018، مقالاً طويلاً من أبرز ما جاء فيه قيام قوات صهيونية خاصة بتدريب المرتزقة الكولومبيين والنيباليين، الذين جندتهم الإمارات للحرب في اليمن في صحراء النقب، مستشهداً بمصادر في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأميركي.

ولعب القيادي الفلسطيني المقيم في الإمارات “محمد دحلان” دور الوسيط بين الكيان الصهيوني والإمارات، وشارك هؤلاء المرتزقة في العدوان على مدينة الحديدة ومعارك الساحل الغربي.

كما باع الكيان الصهيوني للسعودية طائرات مقاتلة وبرامج تجسس وقنابل وصواريخ بعضها محظور دولياً، ونشطت العديد من الشركات الصهيونية في تنفيذ عمليات الاغتيالات التي صاحبة عاصفة العدوان في اليمن، منها مجموعة عمليات “سبيرهيد”، أسسها “أفراهام جولان” الإسرائيلي، ومسجلة في الولايات المتحدة.

وكشفت الكاتبة المصرية “شيماء حسن” في أبريل 2018 عن تنسيق عسكري “إماراتي – صهيوني”، لتدريب مليشيات موالية لـ “صالح”، وإمدادهم بالمال والسلاح، خلال اجتماعات عُقدت في جزيرة سقطرى ضمت القيادي الموالي للإمارات “طارق محمد عبدالله صالح” وضباط إماراتيين وإسرائيليين.

وتعهد الجانب الإماراتي بإعادة تدريب 1200 عنصر من الموالين لصالح، وذلك في معسكرات للقوات الإماراتية في مدينة عدن، وشارك في التدريب ضباط إسرائيليون سابقون، وسنقف مع مزيد من التفصيل حول هذه النقطة في القراءة التالية.

المراجع:

1 – حسن علي وولد جميل، للتعاون الاسرائيلي السعودي في اليمن تاريخ طويل، 30 نوفمبر 2015

2 – زاهر المحروقي، الحرب على اليمن.. وجهة نظر إسرائيلية، جريدة الرؤية العمانية، 29 ابريل 2015

3 – زفي بارئيل، الدور الإسرائيلي المساند للسعودية والإمارات باليمن، صحيفة هآرتس العبرية، ترجمة الموقع بوست، 17 فبراير 2019

4 – عباس السيد، الدور الإسرائيلي في الأزمة والحرب على اليمن صحيفة الثورة اليمنية، 26 مارس 2019

5 – علي حيدر، اليمن مأزق إسرائيلي ــ سعودي .. أولاً، الاخبار اللبنانية، 18 أكتوبر 2016

6 – الشرق القطرية، وثيقة سرية إسرائيلية تفضح التنسيق مع السعودية، 8 نوفمبر 2017

7 – جريدة الشعب السورية، صحيفة اسرائيلية: سلاح الجو الإسرائيلي يُشارك في عاصفة الحزم، 20 أبريل 2015

8 – سكاي برس، بالوثيقة.. هكذا تعاونت السعودية مع اسرائيل في عاصفه الحزم، 18 يونيو 2016

9 – وكالة القدس للأنباء، دراسة تحذر من تبعات الحرب السعودية في اليمن على مصالح إسرائيل، 18 مايو 2020

10 – موقع الوقت التحليلي، الكيان الإسرائيلي: عاصفة الحزم تعود علينا بالنفع، 11 أبريل 2015 

وكذا: صحيفة ألمانية تكشف عن الدور الإسرائيلي في الحرب على اليمن، 9 أبريل 2019