السعودية .. واللعب بورقة السلام في اليمن
المحرر السياسي
جاءت المبادرة السعودية للسلام في اليمن متأخرة وفي الوقت الضائع، إذ لم يعد لها معنى في ظل جملة من المتغيرات العسكرية الميدانية والسياسية على الساحتين الإقليمية والدولية.
ففيما يتعلق بالجانب الميداني، أصبحت مأرب قاب قوسين أو أدنى من السقوط وعودتها إلى صف الوطن والمسألة هنا مسألة وقت، إضافة إلى تقدّم عسكري للجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات، مجمل تلك المستجدات، فرضت واقعاً عسكرياً جديداً على الأرض بموجبه سيكون الحل السياسي الذي ستقدمه صنعاء من موقع القوة والاقتدار وسيهيئ لأجواء تفاوضية مريحة للطرف الوطني.
وعلى المستويين الإقليمي والدولي، انحسر زخم التأييد للحرب التي تشنها السعودية على اليمن، وسياستها خلال الفترة الماضية في شراء المواقف الدولية بمليارات الدولارات سواء من خلال صفقات سلاح أو الصفقات التجارية أو الهبات المالية للعديد من الدول والمنظمات الدولية لدعمها سياسياً في عدوانها على اليمن وإسكاتها إزاء ما ترتكبه من جرائم وانتهاكات بحق اليمن أرضاً وإنساناً.
أما فيما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية، فلا يمكن الحديث عن انحسار تأييدها للسعودية كون أمريكا راعية الحرب ومشاركة وبشكل أساسي في العدوان على اليمن وخلافها مع السعودية، بهذا الشأن حول التفاصيل، بينما الأصل والأساس ثابت وهو السير في طريق العدوان.
هنا يمكن القول إن المبادرة السعودية جاءت نتيجة واقع عسكري جديد فرضه الجيش اليمني واللجان الشعبية، وأصبحت الهزيمة الساحقة لقوات تحالف العدوان تلوح في الأفق، فدفعت السعودية بمبادرة لإنقاذ سمعتها وحفظ ماء وجهها الذي جففه الجيش اليمني حتى أصبحت سمعة المملكة دولياً في أدنى مستوياته بفعل الصمود اليماني على مدى ست سنوات دفاعاً عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية.
حسناً.. فعل رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبدالسلام، حينما رد على المبادرة السعودية بالقول “إن أي مبادرة لإنهاء الحرب لا تلتفت إلى الجانب الإنساني، فهي غير جادة، مشيرا إلى أن فكر الحصار لا يتطلب مبادرة، والمقايضة بالملف الإنساني جريمة”.
اليوم صار العالم يعرف أن تحقيق السلام في اليمن أصبح بعيد المنال بسبب مواقف دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي التي تعيق أي عملية سلام لإيقاف الحرب ورفع الحصار.